هيمنت الهجمات الإرهابية التي استهدفت أمس العاصمة الفرنسية باريس على اهتمامات الصحف الصادرة اليوم السبت بمنطقة أمريكا الشمالية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن هجمات باريس التي أسفرت عن مقتل أكثر من 128 شخصا تعد من أسوأ الهجمات الإرهابية في العالم الغربي منذ أحداث 11 شتنبر 2001. وأشارت إلى أن حصيلة الاعتداءات المتزامنة تظل مؤقتة وهي مرجحة للارتفاع، مضيفة أن الهجمات وقعت بعد مرور عشرة أشهر على الاعتداءين، اللذين وقعا في يناير الماضي ضد الأسبوعية الساخرة، شارلي إيبدو، ومتجر "كاشير" في باريس، وأسفرا عن مقتل 17 شخصا. وأضافت الصحيفة، نقلا عن الرئاسة الفرنسية، أنه تم نشر نحو 1500 جندي فرنسي بشوارع باريس ومطالبة سكانها بالبقاء في منازلهم. وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، اتهم تنظيم " الدولة الإسلامية" بالوقوف وراء هجمات أمس الجمعة، مشيرا إلى أن "ما حصل أمس هو عمل حربي .. ارتكبه داعش ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي سيثبته التحقيق ". وأبرزت الصحيفة أن هذه الهجمات واحتمال تورط الدولة الإسلامية قد أدى إلى نشر الذعر ليس في فرنسا وحدها فحسب، وإنما في باقي الدول الأوروبية التي تتوجس من الجهاديين العنيفين الذين ازدادوا تطرفا بسبب الصراع في سورية وغيرها من المناطق، مضيفة أن هجمات باريس يمكنها أن تمنح المزيد من الثقل للحجج الشعبوية المناهضة للمهاجرين. الصحيفة ذاتها، أشارت من جهة أخرى إلى أن خبراء فرنسيين وأوروبيين في مجال مكافحة الإرهاب يجدون صعوبة في تحديد هوية الإرهابيين، وكذا الخطة التي اعتمدوها خلال الاعتداءات ومعرفة ما إذا كان لهم شركاء آخرين. من جانبها، ذكرت صحيفة (واشنطن تايمز) أن السلطات الأمنية في مدن نيويوركوواشنطن ولوس أنجلس أعلنت عن تعزيز الإجراءات الأمنية بهذه المدن إثر التفجيرات التي وقعت أمس الجمعة في باريس. وأضافت الصحيفة أنه تم نشر دوريات أمنية إضافية في الأماكن التي يتردد عليها السكان بكثرة بالرغم من تأكيد السلطات على أنه لم يتم الكشف عن أي تهديد جدي في الولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة، في هذا السياق، أن وزير الأمن الداخلي الأمريكي، جيه جونسون، أعلن في بيان أنه ليس لديه علم بوجود "تهديدات محددة وذات مصداقية للهجوم على الأراضي الأمريكية، مثل تلك التي وقعت في باريس ". وفي كندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أنه بعد عشرة أشهر من الاعتداء الدموي على صحيفة (شارلي إيبدو)، شهدت فرنسا أمس الجمعة هجمات تعد الأكثر دموية في تاريخها مما اعتبر جميع المسؤولين السياسيين أن البلاد في حالة حرب، مشيرة إلى أن فرنسا توجد في حالة تأهب قصوى على بعد أسبوعين من مؤتمر باريس (كوب 21) حول المناخ، حيث يتوقع وصول نحو 25 ألف شخص من بينهم مئات من رؤساء الدول والحكومات. من جانبها، كتبت صحيفة (لوسولاي) أن فرنسا عاشت أمس الجمعة كابوسا مرعبا بسبب وقوع عدة هجمات في قلب العاصمة، حيث تم إعلان حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، لافتة إلى أن الهجوم الأكثر دموية وقع في قاعة العروض (باتاكلان) التي كانت تحتضن حفلا لموسيقى الروك بحضور 1500 شخص، مشيرة إلى أنه لم يسبق لفرنسا أن عرفت هجمات إرهابية بمثل هذا الحجم. أما صحيفة (لو جورنال دو مونريال)، فقد أشارت إلى إعلان رئيس الوزراء، جوستان ترودو، أمس الجمعة، قبل مغادرته البلد إلى تركيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، عن رفع كندا لدرجة التأهب الأمني إثر الهجمات الإرهابية التي هزت مدينة باريس واتخاذ حكومته جميع التدابير لضمان سلامة الكنديين والتنسيق مع حلفاء كندا في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن إعادة النظر في انسحاب البعثة الكندية في العراق وسورية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" أو تعديل قانون المثير للجدل المتعلق بمكافحة الإرهاب، الذي أصدرته حكومة ستيفن هاربر المنتهية ولايتها. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لابريس) أن كندا وكيبيك أظهرتا تضامنهما مع فرنسا في أعقاب الهجمات الدموية التي هزت ليلة الجمعة، باريس، مبرزة أن رئيس الوزراء الجديد، الذي بالرغم من تقديمه وعودا بإنهاء حملة القصف الجوي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" إلا أنه رفض الإفصاح عما إذا كانت هذه المأساة ستؤدي إلى إعادة النظر في وجود البعثة العسكرية في العراق وسورية. بالدومينيكان، خصصت صحيفة (إل كاريبي) و(ليستين دياريو) و(هوي) و(إل نويبو دياريو) و(إل ديا) و(إل نياسيونال) و(دياريو ليبري) صفحاتها الأولى لهذه الهجمات الارهابية التي هزت مواقع متفرقة بالعاصمة الفرنسية، حيث أكدت أن العالم بأسره قلق إزاء هذه التفجيرات، التي شكلت صدمة قوية للجميع. وببنما، كتبت صحيفة (لا برينسا) أن فرنسا تعرضت لأسوء هجوم في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية، والذي كان بمثابة "اعتداء مفاجئ للجميع"، مضيفة أن هذه الهجمات المنسقة والعنيفة زرعت الرعب لدى سكان البلد، كما استهدفت مناطق آهلة بالناس بوسط العاصمة باريس. من جهتها، أشارت صحيفة (بنماأمريكا) إلى أن الحكومة البنمية رفعت درجة التأهب الأمني بالبلد بسبب التهديدات الإرهابية المتنامية على إثر الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية، مبرزة أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا أمر بتعزيز الإجراءات الأمنية بمحيط عدد من المواقع الاستراتيجية كقناة بنما وأمام السفارة الفرنسية، كما تم حث المصالح الدبلوماسية البنمية في فرنسا على التفاعل مع المهاجرين البنميين. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن مكسيكيا في الثلاثين من عمره أصيب خلال الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية، مشيرة إلى أن هذا المواطن ظل حتى فجر اليوم بأحد مستشفيات مدينة باريس في حالة جيدة وخارج دائرة الخطر، حسبما ذكرت وزارة الشؤون الخارجية المكسيكية. ونقلت الصحيفة عن نائب وزيرة الخارجية كارلوس دي إيكازا قوله، إن المواطن المكسيكي أصيب بشظايا عندما كان في أحد المطاعم التي شهدت إحدى عمليات إطلاق النار، مشيرا إلى أنه جرى الاتصال بأقاربه في المكسيك لتقديم الدعم لهم.