أفردت الصحف الصادرة، اليوم الجمعة، بأمريكا الشمالية، أبرز عناوينها لموضوع الاعتداء الدموي ضد صحيفة (شارلي إبدو)، وللنقاش الدائر حول الهوية والهجرة في أوروبا إثر الصدمة التي خلفها هذا الهجوم. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن "التوتر يزداد حدة بأوروبا"، مشيرة إلى أن الحركات القومية المناهضة للهجرة قد تحاول الاستفادة من الهجوم الدموي الذي وقع الأسبوع الجاري في فرنسا لفرض نقاش حول موضوع "فقدان الهوية الثقافية". ولاحظت الصحيفة أن مثل هذه المواقف والخطابات لا تتمتعان إلا بقليل من الاهتمام لدى المجتمعات الأوروبية، مشيرة إلى أن بعض القطاعات، لاسيما في فرنسا وهولندا وبريطانيا، تحاول الاستفادة من الاستياء العام المتنامي، حيث تدعو إلى الوقوف في وجه الأخطار المحدقة والحفاظ على الهوية الوطنية. ومن جانبها، كتبت صحيفة (واشنطن تايمز) أن الارهابيين قد غيروا من استراتيجيتهم وشرعوا في مهاجمة أهداف "سهلة" مثل مراكز التسوق والمعالم السياحية ووسائل الإعلام المحلية، مشيرة إلى أن خبراء الاستخبارات يعترفون بصعوبة محاربة هذا النوع من الإرهاب. وحسب الصحيفة، فإن الهجوم الإرهابي ضد مقر الصحيفة الفرنسية (شارلي إبدو) يشكل تغييرا في "الآليات والاستراتيجيات" التي يستخدمها الإرهابيون، الأمر الذي يتطلب، وفقا للصحيفة، نهج مقاربة أمنية أكثر فاعلية". وفي نفس الاتجاه، أشارت صحيفة (واشنطن بوست) إلى أن أحد الأخوين الذين ارتكبا الهجوم الدموي حظي بتدريب باليمن في سنة 2011، مبرزة أن فترة التدريب لا زالت تشكل لغزا بالنسبة للسلطات التي لم تتمكن من تتبع أنشطة الأخوين. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (لودوفوار) الكندية أن رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، اعتبر الهجوم ضد الصحيفة الساخرة اعتداء على مبادئ حرية الصحافة والتعبير، وهو مثل الاعتداءات السابقة التي ارتكبت مؤخرا في أوتاوا أو أستراليا، قد تم اقترافها من طرف المجموعة الجهادية العالمية التي تمثلها الدولة الإسلامية، مبرزا أنه ينبغي على العالم الغربي أن يستعد للتعامل طيلة السنوات المقبلة مع هذا التهديد الذي ينمو على نحو متزايد. وأضافت الصحيفة أن هاربر أكد على مواصلة كندا لمهمتها العسكرية الجوية في العراق، مضيفا أن حكومته سوف تتخذ تدابير جديدة خلال الدورة البرلمانية المقبلة المقرر انطلاقها يوم 26 يناير الجاري من أجل تمكين السلطات من صلاحيات إضافية للكشف وإلقاء القبض على الجناة المحتملين وإفشال أعمالهم الإرهابية. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لا بريس) أن المبادئ الأساسية لحرية التعبير قد تم الهجوم عليها بقوة في باريس وإغراقها في حمام من الدم من دون أي مبرر، مشيرة إلى أنه لا يتعين على المتشددين وضع حدود لحرية الصحافة لأن حرية التعبير هي القدرة على ممارسة حق النقد لأنه كما أنه "إذا اقتصرنا على الكتابة فقط حول المواضيع التي تشكل إجماعا، فهذا يدل على أننا لسنا أحرارا". وفي كندا، ذكرت صحيفة (لوسولاي) أن السيد هاربر أكد، أمس الخميس، أن كندا توجد في حالة حرب ضد الدولة الإسلامية وستعمل كل في وسعها للقضاء على التهديد التي تشكله، مضيفة أن إعلان هاربر يأتي في الوقت الذي أجرى فيه الجيش الكندي ما مجموعه سبعة ضربات جوية في العراق ضد الدولة الإسلامية خلال الأسابيع الأخيرة. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين كنديين تأكيدهم أن الغارات الجوية التي تقوم بها الطائرات الكندية لم تصب أيا من المدنيين منذ انطلاق عملياتها في شهر أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية هي الأخرى انتهجت نفس الأسلوب قبل أن تعترف بمقتل أو إصابة 18 شخصا بريئا جراء الهجمات الجوية التي استهدفت مقاتلي الدولة الإسلامية. وفي الشأن الكيبيكي، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن على الكيبيكيين انتظار مرور سنة 2015 ليشعروا بنتائج الإصلاحات العميقة التي وعدت بها حكومة فيليب كويار والمتعلقة بإعادة تأهيل مرافق الدولة، مضيفة أن انعكاسات التغييرات لن تستثني أيا من المواطنين. وأضافت الصحيفة أن خطة الحكومة لتصحيح الوضع المالي لميزانية 2015-2016 تمت بطريقة شفافة وواضحة، مضيفة أن على رئيس الوزراء، فيليب كويار، بصفته رئيسا للحكومة، أن يتحمل المسؤولية لبناء أكبر جبهة توافقية ممكنة خاصة وأن تدابير التقشف التي أقرها يمكنها أن تؤدي إلى إبطاء الدينامية الهشة للاقتصاد المحلي. وبالدومينيكان، أشارت صحيفة (ليستين دياريو) إلى مطالبة رئيس أساقفة الدومينيكان، نيوكولا رودريغيز، من الرئيس دانيلو ميدينا، إلقاء خطاب إلى الشعب بخصوص الاضطرابات التي عرفتها المنطقة الحدودية مع هايتي، حيث حاصر متظاهرون هايتيون الأسبوع الماضي القنصلية الدومينيكانية ببلدة (آنس أ بيتر) الهايتية للاحتجاج على إلقاء البحرية القبض على صيادين هايتيين كانوا يصطادون في منطقة محظورة بالمياه الإقليمية. وأضافت الصحيفة أن رئيس الأساقفة انتقد تساهل الحكومة وصمتها وكذا عدم اتخاذها إجراءات حازمة، مطالبا رئيس الجمهورية بالاستماع إلى مواقف جميع القطاعات بخصوص المشكلة الهايتية. ومن جانبها، توقفت صحيفة (هوي) عند إعلان وزير الشؤون الرئاسية، غوستافو مونتالتو، عن انطلاق يوم الاثنين القادم الحوار الوطني حول إعداد خطة وطنية لإصلاح المنظومة الكهربائية، وذلك وفق مقاربة تشاركية تروم إيجاد نموذج جديد لتوليد ونقل وتوزيع وبيع الطاقة الكهربائية بجودة عالية وبأثمنة منخفضة لا تؤثر على الميزانية العامة للدولة، مشيرا إلى أنه تم إحداث موقع إلكتروني لإتاحة الفرصة كذلك لجميع المواطنين للمساهمة باقتراحاتهم لحل مشكلة الكهرباء التي تعاني منها البلاد. وببنما، أبرزت صحيفة لÜ(لا برينسا) أن المحكمة الانتخابية قامت، أمس الخميس، بتنصيب اللجنة الوطنية للإصلاحات الانتخابية التي تضم في عضويتها الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، مبرزة أن اللجنة ستعمل، وعلى مدى سنة، على سبر آراء الفاعلين السياسيين والقانونيين وبالمجتمع المدني من أجل تقديم إصلاح متوافق بشأنه للتشريعات المرتبطة بتنظيم الانتخابات، خاصة ما يتعلق بالتمويل الخاص للحملات، وتحديد سقف للنفقات، وتاريخ محدد للانتخابات. على صلة بالموضوع، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن تنصيب اللجنة الوطنية للإصلاحات الانتخابية أحيى الجدال الدائر بين مكونات المشهد السياسي ببنما حول التعديلات المزمع إدخالها على القوانين الانتخابية، محذرة من تكرار تجربة التعديلات التي انطلقت سنة 2009 والتي توجت بتقديم اللجنة لمقترح قانون يحظى بالتوافق بين الأحزاب والمجتمع المدني، قبل رفضه من قبل الأغلبية الحاكمة آنذاك وتعويضه بمقترح قانون "يستجيب لمصالحها الذاتية". أما بالمكسيك، فقد كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن المكسيك يتعين عليها القيام بموجة ثانية من الإصلاحات من أجل سد الفجوة في مجال تعزيز المساواة وتدعيم دولة القانون، حسب خوسيه انخيل غوريا، الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، مشيرة إلى أنه وفقا للتوصيات الصادرة عن هذه الهيئة الدولية في دراسة حول "الحالة الاقتصادية بالمكسيك عام 2015"، فإنه يتعين تقوية المؤسسات القضائية وتعزيز قدرتها على حل النزاعات بشكل فعال من أجل الرفع من الإنتاجية والاستفادة الكاملة من الإصلاحات الهيكلية.