انصب اهتمام الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة أمريكا الشمالية على الرد المحتمل لإدارة أوباما على تقدم متطرفي "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام"، واعتقال أحد المشتبه بهم في الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي، إضافة إلى احتجاجات المعارضة والجماعات المدافعة على البيئة ضد حكومة هاربر بكندا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن الرئيس باراك أوباما قرر عدم شن غارات جوية فورية ضد متطرفي "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام"، مفضلا تنفيذ "استراتيجيات بديلة"، مشيرة إلى أن الرئيس أوباما سيدعو، اليوم الأربعاء، إلى عقد اجتماع بالبيت الأبيض مع زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتقديم الخطوط العريضة للمقاربة الشاملة، التي تعتزم إدارته تنفيذها في هذا الاتجاه. واعتبرت الصحيفة أن أوباما يريد تجنب الضربات الجوية المباشرة وذلك بسبب عدم توفر المسؤولين العسكريين الأمريكيين على ما يكفي من المعلومات حول أهداف الضربات الجوية . ومن جهتها، كتبت (نيويورك تايمز)، نقلا عن مسؤول كبير في إدارة أوباما، أن الرئيس الأمريكي يعتزم القيام بضربات جوية "مستهدفة" ضد المسلحين السنيين في العراق، على غرار الضربات الجوية التي تمت في اليمن، بدلا من القايم بقصف جوي. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (دو هيل) أن الديمقراطيين أيدوا أمس الثلاثاء القيام بعمل عسكري في العراق، مشيرة إلى أنهم حذروا أيضا من أن سقوط الحكومة العراقية أمام "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" قد يعمل ليس فقط على زعزعة استقرار بلاد النهرين، ولكن يمكن أيضا أن يشكل تهديدا مباشرا لمصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة وخارجها. وتعليقا على خبر اعتقال أحد المسؤولين المشتبه بهم في القيام بالهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي في 11 شتنبر 2012، أشارت (واشنطن بوست) إلى أن هذا التحقيق يأتي لإحياء النقاش السياسي حول أفضل السبل لاستجواب المتهمين بالإرهاب. وبالنسبة لليومية، فإن اعتقال أحمد أبو ختالة يبدو أنه لن يحل أي قضية من القضايا الرئيسية التي أثارها الجمهوريون الذين اتهموا البيت الأبيض بالفشل في ضمان أمن التمثيلية الدبلوماسية الأمريكية قبل الهجوم . وبدورها، اعتبرت (واشنطن تايمز) أن اعتقال أبو ختالة يشكل "دفعة" للرئيس أوباما، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب رد إدارته حول طبيعة الهجوم في بنغازي، وكذا للفشل في عدم إحالة أي من مرتكبي الاعتداء على المحاكمة . وبكندا، كتبت (لودوفوار) أنه على الرغم من قوة الجدل الذي أثاره مشروع خط أنابيب "نورترن غاتويي"، فإن الحكومة الكندية وافقت أمس الثلاثاء على بناء هذا الخط بين إقليمي ألبرتا وكولومبيا البريطانية (غرب) للسماح بتصدير البترول في تجاه آسيا، مشيرة إلى أن هذا القرار، الذي كان بمثابة الخبر السار بالنسبة لصناعة الطاقة الأحفورية، قد انتقد بشدة من قبل أحزاب المعارضة والجماعات المدافعة عن البيئة. وأضافت الصحيفة أن وزير الموارد الطبيعية الكندية غريغ ريكفورد منح الضوء الأخضر لأوتاوا من خلال بيان صحفي مقتضب، مشيرة إلى أن الحكومة الاتحادية قد طلبت من شركة النفط "إنبريدج" للامتثال للشروط التي حددتها لجنة اتحادية السنة الماضية، قبل إنجاز هذا المشروع، والتي تعتبرها الجماعات المدافعة عن البيئة شروطا خفيفة على الشركة. وبدورها، كتبت (لابريس) أن الموافقة على هذا المشروع المثير للجدل لم يكن محل أي شك في العاصمة الاتحادية، مؤكدة أن المعارضة تحشد قواتها للقيام بمعركة كبيرة ضد المشروع، خاصة وأن الحزب الديمقراطي الجديد، حزب المعارضة الرئيسي، وعد بجعلها رهانا انتخابيا وعبأ ساكنة كولومبيا البريطانية . ووفقا للصحيفة، فإن التحدي الذي يواجه مناصري ستيفن هاربر سيكون كبيرا لأنه بموجب الخريطة الانتخابية الجديدة فإن كولومبيا البريطانية ستتوفر على ست دوائر إضافية في انتخابات سنة 2015. على صعيد آخر، كتبت (لو جورنال دو مونريال) أن حربا اندلعت بين النقابات وحكومة كيبيك بشأن مشروع القانون المتعلق بأنظمة تقاعد موظفي البلديات، مشيرة إلى أن هذا النص يضع المفاوضين النقابيين في زاوية ضيقة، لكن حكومة فيليب كويارد ليس لديها أي خيار لأن الوضع القائم لم يعد قابلا للحياة ولا يمكن تحقيق الهدف من إصلاحات هذه الأنظمة بعيدا عن هذا الإطار من المفاوضات بين الطرفين . وبالنسبة للصحيفة، فإن حكومة كويارد أظهرت قدرا من الشجاعة السياسية بتقديم هذا النص الذي يستجيب للطلبات التي بعث بها رؤساء البلديات، حتى ولو تسبب في إحباط حاد لدى قادة النقابات وفي تعبئة فورية للنقابيين. وبالمكسيك، تطرقت صحيفة (إكسلسيور) إلى النقاشات الجارية حول التشريعات الثانوية المتعلقة بقطاع الطاقة، مشيرة إلى أن حزب الثورة الديمقراطية بمجلس الشيوخ عاد مجددا إلى النقاش في اللجان المعنية بمعالجة هذه القوانين، في وقت انسحب فيه حزب العمل الوطني من الحوار. من جهة أخرى، أشادت الصحف المحلية بالتعادل الذي حققه المنتخب المكسيكي أمام نظيره البرازيلي أمس في اللقاء الذي جمع بينهما ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الأولى بالمونديال، ليواصل الفريقان تصدرهما للمجموعة، منوهة على الخصوص بالأداء المتميز لحارس المرمى جييرمو أوتشوا، الذي أنقذ منتخب بلاده من الهزيمة. أما بالدومينيكان، فقد تناولت صحيفة (دياريو ليبري) مطالبة الرئيس الدومينيكاني، دانيلو ميدينا، أمس الثلاثاء، من السلطات الهايتية التعاون وبذل المزيد من الجهود المشتركة مع الدومينيكان لتوثيق رعاياها من أجل إنجاح خطة تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين الهايتيين غير الشرعيين، مشيرة إلى أن إعلان الرئيس يأتي ردا على العديد من الشكايات التي عبر عنها المهاجرون الهايتيون بسبب المشاكل التي تعترضهم لتسوية وضعيتهم القانونية والمتعلقة بعدم توفرهم على الوثائق الإدارية المطلوبة كشهادات الميلاد وبطاقات التعريف الشخصية. ومن جهتها، نقلت صحيفة (إل كاريبي) عن رئيس مجلس الشيوخ، رينالدو باريد، مطالبته المجتمع الدولي والمنظمات الدولية مساعدة الدومينيكان لحل مشكلة الهجرة والحد من تدفق المهاجرين الهايتيين عليها، مشددا على ضرورة أن تكون هايتي شريكا اساسيا للحكومة في تنفيذها لقانون التجنيس الذي يهدف إلى تبسيط وتسريع إجراءات تجنيس المتضررين من قرار المحكمة الدستورية القاضي بسحب الجنسية الدومينيكانية من الأشخاص الذين ولدوا في البلاد من أبوين مقيمين بصفة غير شرعية والذين يشكل الهايتيون غالبيتهم. وفي نفس الاتجاه، أشارت صحيفة (إل ديا) إلى إعلان وزير الدفاع، سيغفريدو باريد، أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي، عن مجموعة من التدابير لتعزيز إجراءات المراقبة على طول الحدود مع هايتي لمنع الاتجار بالبشر وتهريب الأسلحة والسلع والحد من تدفق أعداد إضافية من المهاجرين السريين الهايتيين إلى البلاد، مبرزا أنه تمت إعادة حوالي 42 ألف مهاجر هايتي غير شرعي إلى بلادهم خلال سنة 2014.