اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة أمريكا الشمالية، بتصاعد التوتر بين واشنطنوموسكو حول موضوع شبه جزيرة القرم، وبالتقدم المحرز في مجال إصلاح نظام الصحة بالولاياتالمتحدة، وإضافة إلى المناظرة التلفزيونية بين زعماء الأحزاب السياسية في كيبيك. وهكذا، كتبت (وول ستريت جورنال) أن تصرفات القوات الروسية على طول الحدود بين أوكرانيا يثير المخاوف سواء في أوروبا أو الولاياتالمتحدة، مبرزة أن روسيا لا تجري تمارين بسيطة فقط، وإنما هي بصدد الإعداد لÜ"توغل جديد" في الأراضي الأوكرانية. وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إن هذه الغارة "يمكن تنفيذها دون سابق إنذار على اعتبار أن روسيا نشرت قواتها العسكرية اللازمة لهذا العمل"، مشيرة إلى أن الانتشار السريع لهذه القوات ومحاولات التغطية على هذه العمليات أدت إلى تفاقم مخاوف إدارة أوباما، خاصة وأن وكالات الاستخبارات الأمريكية اشتغلت لتقييم نوايا "محددة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي نفس السياق، كتبت (نيويورك تايمز) أن تعزيز العقوبات ضد موسكو قد يؤثر سلبا على شركات النفط، التي تتوفر على استثمارات ضخمة في السوق الروسية، على غرار إكسون موبيل . وأشارت الصحيفة إلى أن قطاع الطاقة، القلب النابض للاقتصاد الروسي، هو المستهدف بكل تأكيد بالعقوبات، ولكن معظم شركات النفط العملاقة الروسية ترتبط جوهريا مع شركات أمريكية وأوروبية، مضيفة أن تشديد الخناق على موسكو عبر العقوبات قد يولد تأثيرا واسع النطاق. من جهة أخرى، اهتمت (واشنطن تايمز) بالتقدم الذي أحرزه إصلاح النظام الصحي (أوباماكير)، مشيرة إلى أن أزيد من ستة ملايين أمريكي انخرطوا في هذا التأمين، مما يمثل انتعاشة بعد عملية الإطلاق التي شابتها عراقيل تقنية. وبكندا، كتبت صحيفة (لو سولاي) أن النقاش، الذي جرى مساء أمس الخميس، مكن من مقاربة معظم القضايا المطروحة، موضحة أنه حتى إذا كان النقاش لا يبدو واضحا، فإن له تأثير على انتخابات سابع أبريل المقبل، على اعتبار أن تحالف مستقبل كيبيك هو المستفيد منه، بالنظر إلى تدخلات زعيمه فرانسوا غولت، التي اتسمت بالواقعية. وليس من الغريب، تضيف الصحيفة، أن يكون زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار ورئيسة حزب الكيبيك بولين ماروا، أكبر الخاسرين في المناظرة الثانية، مضيفة أن استطلاعات الرأي المستقبلية ستظهر ما إذا كانت هذه النقاشات قد غيرت شيئا في نوايا التصويت خلال الأيام الأخيرة. أما (لو جورنال دو مونريال)، فتساءل عما إذا كانت المواجهة بين قادة الحزب سيكون لها تأثير في تعزيز المكاسب التي حققها كويار منذ 5 مارس الجاري، أو أنها ستمكن، على العكس، ماروا من الصعود مرة أخرى في طليعة السباق الانتخابي . ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (لا بريس) أن رئيس تحالف مستقبل كيبيك كان واقعيا أمام خصومه خلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة، وتمكن من تسجيل العديد من النقاط وتوجيه ضربات قوية لماروا وكويار. وأضافت الصحيفة أنه زعيم الحزب الليبرالي، الذي دافع بقوة عن القضايا الأخلاقية، يبدو أنه أقل استعداد لقضايا اللغة وميثاق القيم، مشيرة إلى أنه إذا كانت ماروا قد استعدت بشكل واضح لمهاجمة كويار، فقد كانت أقل مهاجمة أمام غولت. على الصعيد الدولي، كتبت (لو دوفوار) أن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر كان واحدا من أقوى المدافعين عن أوكرانيا في اجتماع (جي 7)، مشيرة إلى أن هاربر رأى في هذه الأزمة فرصة لتأكيد حضور كندا على الساحة الدولية بهدف عدم حصرها في دور المساند المعتاد كما كان الحال في أفغانستان والبلقان. واعتبرت الصحيفة أن المخاطر المرتبطة بالحرب الكلامية التي يشنها هاربر على روسيا ضئيلة بالمقارنة مع الفوائد التي سوف يجنيها في الانتخابات الفيدرالية القادمة. وبالمكسيك، ركزت صحيفة (ال يونيفرسال) اهتمامها على العريضة التي تقدم بها أعضاء مجلس الشيوخ، خاصة المنتمون لحزب الثورة الديمقراطية، إلى محكمة العدل العليا للأمة بشأن البث في دستورية الاستفتاء على إصلاح قطاع الطاقة، مبرزة أن المحكمة رفضت الطلب الذي تقدم به أعضاء مجلس الشيوخ ووصفته بغير المقبول. وأضافت الصحيفة أنه بعد دورتين من المناقشة، حيث كان هناك اختلاف واضح في وجهات الرأي بين أعضاء المحكمة، تم في نهاية المطاف رفض الطلب بتصويت ثمانية أعضاء لصالح الرفض وثلاثة ضده، والذين شددوا على ضمان الحقوق السياسية للمتقدمين بالعريضة . وبخصوص الإصلاحات الجارية في مجال الاتصالات، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن شركة "أمريكا موبايل" وصفت مبادرة التشريع الثانوي المتعلقة بمجال الاتصالات والبث الإذاعي، التي وضعتها السلطة التنفيذية الفدرالية، بأنها "غير دستورية"، وتفرض على الشركة التزامات "مفرطة"، مما يتطلب القيام باستثمارات لضمان مجانية خدماتها، معتبرة أنه بات من الضروري فتح حوار بين الفاعلين في القطاع والسلطة التنفيذية ومجلس الشيوخ لإرساء تنظيم يشجع على الاستثمار والمنافسة . وببنما، أشارت صحيفة (لا برينسا) إلى أن الجمعية البنمية للمهندسين والمعماريين تفترض وجود نفقات زائدة في مشروع بناء الخط الأول من قطار الأنفاق تقارب 200 مليون دولار متأتية بالأساس من الكلفة المرتفعة لعربات القطار وكلفة التشغيل، مبرزة بالمقابل أن مسؤولين حكوميين اعتبروا أنها "مجرد ادعاءات مبنية على أرقام غير صحيحة، خاصة وأن 50 في المئة من كلفة تشغيل قطار الأنفاق ستتم تغطيتها من أسعار التذاكر". ومن جهتها، توقفت صحيفة (بنماأمريكا) عند دعوة الرئيس البنمي ريكاردو مارتينيلي السياسيين بالبلد إلى عدم تأليب الناس من أجل الاحتجاج على الحكومة لأهداف انتخابية، مشيرة إلى أن "بعض الاحتجاجات التي سجلت مؤخرا، خاصة بالعاصمة، تعزى إلى تحركات المعارضة أكثر منها تعبيرا عن عدم رضا الناس عن أداء الحكومة". ومن جانبها، أشارت صحيفة (لا إستريا) إلى أنه أمام المعدلات المرتفعة للفساد، دعت هيئة المحامين بالبلد محكمة العدل العليا إلى حث القضاة على "إبداء الشجاعة" في القضايا التي يتورط فيها سياسيون أو موظفون عموميون فاسدون، مبرزة أن تحرك هيئة المحامين جاء بعد صدور نتائج استطلاع رأي أبان عن أن الفساد المالي والإداري يشكل ثالث أكبر مصدر قلق بالنسبة للمواطنين. أما بالدومينيكان، فقد تطرقت صحيفة (إل كاريبي) إلى المؤشرات الإيجابية للاقتصاد الدومينيكاني التي أعلن عنها محافظ البنك المركزي، هيكتور ألبيزو، خلال ندوة نظمتها الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب حيث أشار إلى نمو الاقتصاد بنسبة 5 بالمئة خلال شهري يناير وفبراير من السنة الجارية وبلوغ نسبة التضخم 58ر0 بالمئة خلال نفس الفترة، وهي أدنى مستوى له خلال السنوات الÜ14 الأخيرة، متوقعا ارتفاع احتياطي البلاد من العملة الصعبة ليصل إلى 7ر4 مليار دولار واستقطاب 152ر2 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية ونمو الصادرات بنسبة 7 بالمئة عند نهاية سنة 2014. وأضافت الصحيفة أن محافظ البنك المركزي شدد، بالرغم من هذه التوقعات الإيجابية، على ضرورة تضافر جهود القطاعين العام والخاص لتحفيز الانتاج لخلق المزيد من فرص العمل من أجل الحد من ارتفاع مستويات البطالة التي تعتبر من التحديات الكبرى التي يواجهها الاقتصاد الدومينيكاني. ومن جهتها، تناولت صحيفة (دياريو ليبيري) إعلان رئيس الوزراء الهايتي، لوران لاموث، أن حكومته مستعدة لمواصلة الحوار مع الدومينيكان في إطار اللجنة الثنائية الرفيعة المستوى، التي من المقرر أن تجتمع بهايتي في الثامن من شهر أبريل القادم لمناقشة القضايا العالقة بين البلدين، مبرزة أن هذا الإعلان يأتي في الوقت الذي صرح فيه الرئيس الدومينيكاني، دانيلو ميدينا، بانتهاء المشاورات مع مختلف القوى السياسية من أجل التوافق حول مشروع قانون للجنسية خاص بالمتضررين من حكم المحكمة الدستورية، الذي سيؤثر بالخصوص على الوضعية القانونية لآلاف الأشخاص ذوي الأصول الهايتية.