خصصت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بأمريكا الشمالية حيزا هاما للحديث عن نشر روسيا لقوات عسكرية على طول حدودها الشرقية مع أوكرانيا، والاختفاء الغامض للطائرة الماليزية، علاوة على الحملة الانتخابية ووضعية سوق الشغل بإقليمالكيبيك بكندا. وهكذا، عنونت صحيفة (نيويورك تايمز) بأن "القوات الروسية تنتشر على طول الحدود مع أوكرانيا"، مشيرة إلى أن الاستفتاء الذي يلوح في الأفق حول انفصال شبه جزيرة القرم، دفع روسيا إلى نشر قوات الجيش والعربات المدرعة على الاقل بثلاث مناطق على طول الحدود الشرقية مع أوكرانيا، ما أثار القلق لدى الحكومة الانتقالية بهذا البلد حول اجتياح محتمل وارتفاع حدة التوتر بين الغرب وموسكو. وأضافت الصحيفة أن إعلان وزير الدفاع الروسي عن نشر قوات الدفاع لقي انتقادات حادة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي حثت الحكومة الروسية على التخلي عن ما اعتبرته "سياسات القرنين 19 و20" أو مواجهة ردود سياسية واقتصادية من طرف أوروبا موحدة. من جهتها، نقلت (واشنطن تايمز) تحذير وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لروسيا وحديثه عن "رد جدي" من طرف الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا ما واصلت موسكو الدفع بالتوتر في الأزمة الأوكرانية في وقت يشارك فيه الآلاف من الجنود الروس في مناورات بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مضيفة أنه بالرغم من حدة اللهجة الأمريكية، إلا أن إدارة الرئيس أوباما ما تزال تواصل العمل على التوصل إلى حل دبلوماسي. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) أن روسيا نشرت الآلاف من جنودها وبعض العتاد العسكري على حدودها الشرقية في إطار مناورات عسكرية تريد منها أن تذكر بقوتها على اجتياح البلد الجار، مبرزة أن برلمان شبه جزيرة القرم أقر إجراء استفتاء الأحد المقبل لاتخاذ قرار بشأن الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا. وأضافت أن الرئيس أوباما وقادة أوربيين آخرين توعدوا بالرد دبلوماسيا واقتصاديا في حال حصول هذا الأمر، مشيرة إلى أن كيري سيقوم بزيارة اليوم الجمعة إلى لندن، حيث سيلتقي نظيره الروسي سيرجي لافروف في محاولة للحد من التوتر. من جهة أخرى، اهتمت الصحيفة ذاتها بالاختفاء الغامض للطائرة الماليزية وعلى متنها 239 مسافرا بالرغم من أن عمليات البحث امتدت إلى غاية المحيط الهندي في ضوء معلومات تفيد بأن الطائرة حلقت على الأقل 4 ساعات من بعد اختفائها من شاشات الرادار، مبرزة أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون ان أجهزة الاتصال بالطائرة قد تكون عطلت من داخل قمرة القيادة بالطائرة. وبكندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) تحت عنوان "ماروا تحاول إعادة تركيز الحملة الانتخابية" أن رئيسة وزراء إقليمكيبيك بولين ماروا استغلت أمس الخميس للعمل ليوم آخر في إطار الحملة الانتخابية التي تكاد تفلت من بين يديها، مبرزة أن الحزب الكيبيكي الحاكم أصبح منزعجا لرؤية الرهانات المرتبطة بمستقبل كيبيك والدخول المثير لرجل الإعلام بيير كارل بيلادو يغطي على اللمسة الاقتصادية التي يحاول الحزب أن يطبع بها الحملة الانتخابية. وأوضحت الصحيفة أن ماروا لا تعتزم البقاء في ظل مرشحها النجم، بيير كارل بيلادو، بعد ظهورها الإعلامي معه لمرتين سابقتين، مشيرة إلى أن زعيم الليبراليين، فيليب كويار، لا يفوت أي فرصة من أجل انتقاد ماروا، ويرى في حملتها "مهرجانا غير مسبوق من الارتباك". وكتب (لو جورنال دو مونريال) أن السيدة ماروا تحاول أن تزيح موضوع السيادة الذي أصبح طاغيا على الحملة الانتخابية منذ دخول بيلادو إلى المشهد الأحد الماضي، معتبرة أن زعيمة الحزب الكيبيكي ما فتئت تذكر بأن المواطنين سيذهبون يوم 7 أبريل المقبل من أجل التصويت على الحكومة وليس على مستقبل الإقليم. من جهتها، رأت صحيفة (لو سولاي) أن السيدة ماروا وعدت بإجراء الانتخابات في موعد ثابت، وقد تم تبني قانون بالإجماع في هذا الشأن في يونيو الماضي، لكنها انتهكت روح القانون بإطلاق مسلسل الانتخابات المبكرة في أول مناسبة، معتبرة أن ماروا تراهن على أن الكثير من الكيبيكيين لا يدركون "التناقضات والأكاذيب في تصريحاتها"، نتمنى "أن نشيد بالالتزام السياسي، وليس بالانتهازية"، تختتم الصحيفة. على صعيد آخر، كشفت صحيفة (لا بريس) عن فقدان 25 ألف منصب شغل في فبراير الماضي، موضحة أن هذه الخسارة تلغي بالكامل الأرباح الضعيفة التي تم تحقيقها سنة 2013، ويشكل خبرا سيئا يأتي في وقت سيء بالنسبة لرئيسة الوزراء ماروا، التي تعول على جعل الاقتصاد عماد حملتها الانتخابية. وبالمكسيك، واصلت الصحف المحلية اهتمامها بالوضع الأمني بولاية ميتشواكان، حيث كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن الأوضاع عادت إلى طبيعتها، لكن استتباب الأمن بهذه الولاية قد يأخذ بعض الوقت، مشيرة إلى ارتفاع عدد الشكاوى ومذكرات التوقيف بالولاية. ونقلت الصحيفة عن الرئيس إنريكي بينيا نييتو، قوله في تصريحات غير رسمية، أن الحكومة الاتحادية بدأت تكسب ثقة ساكنة ميتشواكان بعد منجزاتها في مجال مكافحة الجريمة، مشددة على أنه منذ إطلاق الاستراتيجية الاتحادية تحققت مكتسبات عدة تتمثل في الحد من الجريمة، والقيام باعتقالات كبرى لزعماء العصابات، فضلا عن دعم الأنشطة الاجتماعية بالولاية، خاصة بالمناطق المهمشة وتجمعات السكان الأصليين. وعلى صعيد قطاع الصحة، توقعت صحيفة (لاخورنادا) أن تعرف الإصابات بحمى الضنك تفشيا كبيرا في البلاد خلال السنوات المقبلة، مبرزة أن المكسيك، وفق بعض الخبراء في المجال، تحتل المرتبة الرابعة عالميا في انتشار المرض، إذ بلغ عدد حالات الإصابات السنة الماضية حوالي 60 ألف حالة، كما أن حدة انتشار الفيروس ارتفعت خلال عقد من الزمن بست مرات. وببنما، اعتبرت صحيفة (لا برينسا) أن استغلال مرشح حزب التغيير الديموقراطي الحاكم، خوسي دومينغو آرياس، "بيانات خاصة بالمواطنين تتوفر الدولة عليها بشكل حصري" في حملته الانتخابية، يعتبر "انتهاكا لحقوق الإنسان ولضمانات الخصوصية المتعارف عليها دوليا"، معتبرة أن نشر المعطيات الخاصة والعلاقات العائلية للمواطنين على الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية يعتبر "تدخلا في الحياة الخاصة للأفراد التي يحميها القانون وتدافع عنها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان". على صلة بالموضوع، نقلت صحيفة (بنماأمريكا) عن المدعية العامة للجمهورية، آنا بيلفون، قولها إن الشكاية التي تقدمت بها المحكمة الانتخابية ضد آرياس بتهمة سرقة "معطيات حساسة" ما زالت في مرحلة التحقيق وستتم معالجتها "دون أية ضغوط سياسية"، مبرزة أن المدعية العامة أقرت بأنه "من المهم معرفة كيف أمكن لبعض الجهات الولوج إلى المعطيات الخاصة للمواطنين، لأن هذا ما سيحدد نوع الجريمة". أما بالدومينيكان، فقد نددت الصحف بضغوط المجموعة الكاريبية (كاريكوم) على الحكومة الدومينيكانية لإجبارها على تجنيس المهاجرين. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (إل ناسيونال) في افتتاحيتها أن التحذير الذي وجهته المجموعة الكاريبية إلى الدومينيكان حول ضرورة إصدار قانون جديد للجنسية يتجاوز مقتضيات قرار المحكمة الدستورية يعتبر تدخلا سافرا وغير مقبول في الشؤون الداخلية، مذكرة بأن الحكومة قد اتخذت قرارها بإيجاد حل للمتضررين من قرار المحكمة لكن دون تدخل من أي طرف أجنبي وفي إطار احترام السيادة الوطنية. من جانبها، أشارت صحيفة (ليستين دياريو) إلى إجماع الطبقة السياسية وكل مكونات المجتمع على إدانة التحذير الذي وجهه رئيس المجموعة الكاريبية، رالف غونسالفيس، من أن منظمته لن تقوم بدور الوسيط بين الدومينيكان وهايتي إلى حين تقديم قانون جديد يتعلق بشروط الحصول على الجنسية، معتبرة أن التحذير بمثابة خطوة استفزازية إذ أن لكل دولة الحق في تنظيم قوانينها بما يتناسب ومصالحها ويتماشى مع القانون الدولي.