اهتمت الصحف الصادرة، اليوم الخميس، بأمريكا الشمالية بحادث إطلاق النار الذي هز العاصمة الكندية، أمس الاربعاء، وبدور الولاياتالمتحدة في الأزمة السورية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن هجوم أوتاوا زاد من مخاوف تعرض كندا، أحد حلفاء الولاياتالمتحدة في حملتها ضد "الدولة الإسلامية" لعمليات انتقام، إما في إطار مؤامرة منظمة أو مشروع فردي. وأضافت الصحيفة أن الهجوم الذي تسبب في حالة من الذعر في قلب العاصمة الكندية، يأتي وسط تزايد المخاوف بين الكنديين حول حدوث هجمات إرهابية محتملة، مذكرة في هذا السياق بأن جهاديا متطرفا استهدف، يوم الاثنين الماضي، جنديين وقتل أحدهما. وفي نفس الاتجاه، لاحظت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن الهجوم وقع بعد يوم واحد فقط على إرسال أوتاوا طائرات حربية انضمت إلى الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد متشددي الدولة الإسلامية. وأشارت بهذا الخصوص إلى أن وكالة الاستخبارات الرئيسية في البلاد حذرت بالفعل من أن مشاركة كندا إلى جانب التحالف الدولي سيضاعف من تهديد الهجمات الإرهابية في البلاد. وذكرت الصحيفة أن الجيش الأمريكي أعلن، في أعقاب الهجوم، عن تعزيز إجراءات الأمن حول قبر الجندي المجهول في مقبرة أرلينغتون الوطنية العسكرية في ضواحي واشنطن، كإجراء أمني. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (واشنطن بوست) إلى دور الولاياتالمتحدة في الأزمة السورية، مشيرة، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إلى أن قوة من المعارضة السورية سيتم تشكيلها من قبل الجيش الأمريكي وقوات التحالف للدفاع عن الأراضي السورية، بدلا من استرجاع الأراضي التي احتلها مقاتلو الدولة الإسلامية. وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من أن المقاتلين السوريين المعتدلين يعتبرون أساسيين للتغلب على عناصر الدولة الإسلامية، فإن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنه ليس بمقدورهم استعادة المدن الرئيسية التي توجد في أيدي المتطرفين الجهاديين من دون مساعدة من الفرق القتالية الأمريكية، وهذا ما يستبعده الرئيس أوباما إلى حدود اليوم. وأبرزت صحيفة (واشنطن بوست) من جهة أخرى أن قوات الحكومة السورية كثفت بشكل كبير من هجماتها الجوية والبرية على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، حيث تستغل انشغال الاهتمام العالمي حاليا بالضربات الجوية ضد الدولة الإسلامية بالعراق وسورية. وبكندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن الأحداث المأساوية التي وقعت، أمس الأربعاء، في أوتاوا، وقبل يومين، في سان جان سور ريشيليو (كيبيك) جاءت لتذكر بوحشية أن أي ديمقراطية ليست بمنأى عن الإرهاب، حتى بالنسبة للديمقراطيات التي تشعر أنها أقل عرضة للخطر. وذكرت الصحيفة أن الكثير من الكنديين كانوا يعتقدون فعلا أنهم في مأمن من ظاهرة عالمية، مشيرة إلى أنه إذا أصبحت مكافحة الإرهاب الدولي مصدر قلق كبير للغرب، فإن المجتمعات الديمقراطية يمكن أن تقوض من الداخل. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لوسولاي) أنه من الصعب ألا نرى في الهجوم الذي استهدف أوتاوا، دليلا على أن كندا أصبحت في الواقع هدفا للإرهاب، وأنها لم تكن مستعدة، على الأقل حتى أمس الأربعاء، للتعامل مع هذا التهديد. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الأمنية أكدت على أهمية عدم استباق الاستنتاجات قبل انتهاء التحقيق، مبرزة أنه على المحققين النظر في الضعف الواضح للإجراءات الأمنية في محيط البرلمان، خاصة أن مستوى التأهب قد تم رفعه من درجة منخفض إلى متوسط يوم الجمعة الماضي بسبب تهديدات ضد الغرب أطلقتها الجماعات المتطرفة. ومن جهة أخرى، كتبت صحيفة (لا بريس) أنه عندما يحدث هجوم في قلب المجتمع، فمن المتوقع أن ينشأ شعور بانعدام الأمن مما يجعل الكثير من السكان تفقد قليلا من براءتها، مشيرة إلى أن صور الشرطة المدججة بالسلاح والعربات المدرعة في الشوارع الهادئة بأوتاوا، أمس الأربعاء، قد أسرت مخيلة المشاهدين الذين يجب عليهم ألا يستسلموا للتهديدات. وأشارت اليومية إلى ظهور شكل جديد من الإرهاب، حيث أن الأفراد ينخرطون فرادى في أيديولوجية راديكالية ومشتركة، في حين أن الأمر يتم عادة من قبل مجموعات منظمة بهدف زعزعة الاستقرار وزراعة الخوف من خلال مهاجمة رموز المجتمع، مشددة على عدم الإفراط في الحماية لأن ذلك سيسبب مضاعفة الشعور بانعدام الأمن، وهذا هو بالضبط ما يسعى إليه الإرهابيون: "يجب ألا نستسلم لذلك". من جهتها، أضافت صحيفة (لو دوفوار) أن الأمور لن تكون كما في الماضي مع الفاجعة التي أصابت أمس، أوتاوا، والتي حدثت بعد إعلان كندا عن تعاونها في شن ضربات جوية ضد إرهابيي الدولة الإسلامية، مضيفة أن الهجوم ليس بحجم كارثة 11 شتنبر، ولكنه أصاب المعقل السياسي للبلاد مما يسلط الضوء على الدور الذي تقوم به كندا في الأحداث الدولية. وذكرت الصحيفة أنه منذ أحداث 11 شتنبر، تقوم الحكومة الكندية بتحذير المواطنين من أنه لا يوجد أحد في مأمن وأن الإرهابيين يمكن أن يهاجموا أي مكان. وخلصت الصحيفة إلى القول أنه "يجب علينا أن نقبل من الآن فصاعدا أنه لن تكون الأمور كما مضى مع تهيئة الظروف لتجد كندا وبقية العالم قليلا من السلم". وبالدومينيكان، توقفت صحيفة (ليستين دياريو) عند مطالبة رئيس الجمهورية، دانيلو ميدينا، من الكونغرس المصادقة على قانون يقضي بتمديد العمل بقانون التجنيس لمدة ثلاثة أشهر أخرى، مشيرة إلى أن قانون التجنيس الذي يبسط إجراءات حصول الأجانب على الجنسية الدومينيكانية، خاصة بالنسبة للمتضررين من قرار المحكمة الدستورية القاضي بتجريد الأشخاص المزدادين بالدومينيكان من أبوين مقيمين بصفة غير قانونية، يشكل الهايتيون غالبيتهم، كان سينتهي به العمل يوم 28 أكتوبر الجاري. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (إل نويبو دياريو) إلى ردود الفعل التي خلفها قرار محكمة حقوق الإنسان للدول الأمريكية الذي أصدرته، أمس الأربعاء، والذي تنتقد فيه الدومينيكان لانتهاكها حقوق المواطنة للأجانب المزدادين فوق أراضيها وبانتهاكها المساواة أمام القانون. وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى الانتقادات التي وجهها الحزب الوطني التقدمي (الأغلبية) لقرار المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان، معتبرا أن القرار يتجاهل مقتضيات الدستور وقرارات المحكمة الدستورية ذي الصلة وسيادة الكونغرس، معتبرا منح الجنسية الدومينيكانية للهايتيين المزدادين بالبلاد يعد إعلانا باندماج دولتي الدومينيكان وهايتي. وفي نفس السياق، تناولت صحيفة (إل ناسيونال) رفض رينالدو بيريز، الأمين العام لحزب التحرير (الحاكم) لقرار المحكمة "الشاذ الذي ينتهك السيادة الدومينيكانية"، مشيرا إلى أن من حق السلطات طرد أي شخص يوجد في وضعية غير قانونية من أراضيها. وبالمكسيك، اهتمت صحيفة (ال يونيفرسال) بتأكيد الرئيس انريكي بينيا نييتو، أمس بمتشواكان، خلال ترؤسه حفل مرور الذكرى المائوية الثانية على الدستور، على أن الحكومة تعمل على تعزيز مكانة المكسيك كبلد للقوانين والسلام واحترام وضمان الحقوق المعترف بها في الدستور، مشيرة إلى أن هذه المهمة اليومية "تؤول لقواتنا المسلحة والمؤسسات والمصالح التي تخدم الوطن، وكذا الهيئات الاتحادية المسؤولة عن الأمن وتطبيق القانون". ومن جانبها، ركزت صحيفة (لاخورنادا) على تظاهر طلاب وأساتذة المدارس العامة والخاصة في 18 ولاية أمس في عدة مدن للمطالبة بتحديد مصير الÜ43 طالبا المفقودين بإغوالا منذ ما يقرب من شهر، ولمحاكمة ومعاقبة المسؤولين وتقديم محافظ غيريرو انجيل أغيري ريفيرو لاستقالته.