اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بالتطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية ، والإرهاب وسبل مواجهته ، وحادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، والأزمة السياسية في لبنان. ففي مصر كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان (محاربة الفساد بالقانون) أن الشعب المصري ثار في 25 يناير2011 ل"إسقاط نظام الفساد الذي دام 4 عقود وتسبب في إهدار مقدرات مصر الاقتصادية ..." مشيرة إلى أن مصر بعد "ثورة 30 يونيه" تحارب الفساد مع الإرهاب من خلال القانون من أجل "استعادة مقدرات وثروات الشعب المهدورة والمسروقة". واستطردت أن مصر" لا تعتدي على حقوق أحد أو تمتهن كرامته بعد قرار التحفظ على أموال 17 شخصا بل تستعيد حقوق الشعب بالطرق القانونية وتحاكم المفسدين وتقضي على الفساد ". أما صحيفة (اليوم السابع) فتحدثت في افتتاحيتها بعنوان (الاستقلال الاقتصادي) عن ما أسمته حملة تشن ضد مصر لإضعاف اقتصادها وذلك منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد والبدء في تنفيذ "مشاريع اقتصادية قومية عملاقة" مثل قناة السويسالجديدة . وبعد أن أشارت إلى الجدل الدائر حول حادث سقوط الطائرةالروسية في سيناء وتأثيرتها السلبية خاصة على السياحة قالت إن مصر قادرة على "مواجهة هذه المخططات لضرب الاقتصاد ةتخطي الأزمة لنخرج منها أقوياء". وفي سياق متصل كتبت صحيفة (الوطن) في مقال بصدر صفحتها الأولى أن جهود الحكومة لإنعاش السياحة في أعقاب تداعيات حادث الطائرة الروسية اصطدمت بتراجع نسب الإشغال الحالية في فنادق شرم الشيخ (اشهر المنتجعات السياحية المصرية) إلى ما دون 20 في المائة بسبب عمليات إجلاء البريطانيين والروس. وفي البحرين، أوضحت صحيفة (الوطن) أن مصادر الشرعية لن تتغير كثيرا في الدول الخليجية خلال مرحلة ما بعد الدولة الريعية، ولكن مصدرين سيتأثران كثيرا، وهما الأساس التمثيلي وأساس الإنجاز، مشيرة إلى أن هذين المصدرين ليسا بأهمية في ظل وجود أساس دستوري قوي يتم تكريسه تدريجيا لأنه الأهم باعتباره الأداة المنظمة لكافة التفاعلات داخل الأنظمة السياسية، وهي التي تحفظ الأمن والاستقرار السياسي. وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "ما بعد الدولة الريعية .. الشرعية السياسية"، أن الشرعية التقليدية قد تكون ساهمت كثيرا في بناء شرعية الدول الخليجية الحالية بمختلف ظروفها وعواملها، إلا أن هذه الشرعية تطورت مصادرها كثيرا خلال العقود الأربعة الماضية من خلال الإنجازات التي تمكنت الأنظمة الخليجية من تحقيقها، بالإضافة إلى السياسات المتبعة، والأهم من ذلك كله أن هذه الدول انشغلت كثيرا في بناء مؤسساتها الدستورية، واستكمال قوانينها الوطنية حتى وصلت إلى "درجة أكثر تقدما في مقياس المؤسسية أكثر من أي وقت مضى". وفي مقال بعنوان "قوات التحالف وحفظ أمن الخليج"، قالت صحيفة (البلاد) إنه مع مرور أكثر من ستة أشهر على عملية (عاصفة الحزم) ومن بعدها عملية (إعادة الأمل)، مازالت هذه العملية العسكرية مستمرة حتى اللحظة، حيث حققت سيطرة على ما مقداره 75 في المائة من الأراضي اليمنية. وأكدت الصحيفة أن العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي جعلت الحل السياسي في اليمن أمرا ممكنا "بعد أن كان هناك تعنت وصلف من طرف الانقلابيين"، وأن مهمة إعادة الأمل في اليمن توجد في مراحلها الأخيرة مبرزة أن ثمة تطلع قبل نهاية العام لسيطرة تامة على الأراضي اليمنية لإعادة الإعمار ودعم إعادة بناء دولة اليمن الحديثة. وفي قطر ، انصب اهتمام الصحف حول اجتماع الطاولة المستديرة لوزراء الطاقة الآسيويين الذي استضافته الدوحة أمس وخصص لتدارس اشكالية انخفاض اسعار البترول في الاسواق الدولية و وتداعياتها على بلدان اسيا المصدرة للنفط ، إذ أكدت صحيفة ( الوطن) أن الاجتماع اكتسب أهمية كبيرة لأنه يأتي والعالم يشهد إحدى دورات الانخفاض في الأسعار. وفي معرض حديثها عن تداعيات انخفاض اسعار البترول ، اعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها "أن الانهيار في التنمية أو التباطؤ في معدلاتها بات يمثل مهددا حقيقيا ليس فقط على ارتقاء الأوطان، وإنما على مفهوم السلام العالمي ". من جهتها ، أكدت صحيفة ( الراية ) أن المشاركين في الاجتماع "منتجون ومستهلكون" للطاقة وجدوا أنفسهم في مواجهة عدد من التحديات منها الموقف السيئ الذي تمر به الأسواق ويتأثر به المنتج والمستهلك مؤكدة أن الحوار البناء والجو الإيجابي الذي توفر في اجتماع الدوحة من شأنه أن يóدعم الجهود الدولية المبذولة لتوفير المناخ المناسب الذي يرسخ استقرار سوق الطاقة في العالم . على صعيد آخر ، أكدت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف دقيق وحساس، يستوجب تحركا لتصفية اخر احتلال منذ ان وضعت الحرب العالمية أوزارها . وقالت الصحيفة "إن هناك موقفين يكشفان أن السلام لايزال بعيد المنال: قول البيت الأبيض إن هدف حل الدولتين لن يتحقق على الأرجح خلال الشهور الأخيرة للرئيس باراك أوباما في السلطة، ثم تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتراف الفلسطينيين بÜ (يهودية) دولة إسرائيل" ، مشددة على ان هذا الأمر يستدعي تحرك اجادا من الأمة العربية والدول المحبة للسلام . وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الرأي)، في مقال تحت عنوان "الإرهاب لن يفت عزيمتنا"، للذكرى العاشرة للتفجيرات الإرهابية التي هزت ثلاثة فنادق في عمان مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، فأكدت أن هذه العملية "لم تزد الأردنيين إلا تلاحما عز نظيره"، كما أن الدولة "سرعان ما التقطت أنفاسها واستعادت قوتها (...)". ومن جهتها، رأت صحيفة (الغد)، في مقال لرئيسة تحريرها بعنوان أن معطيات ميزانية العام المقبل "لا تخبرنا بأننا نذهب في الاتجاه الصحيح"، وأن "المعضلات" السابقة وسواها بانتظار وزير المالية الجديد عمر ملحس (الذي عين أمس وزيرا للمالية في إطار تعديل وزاري محدود) الذي يتسلم ميزانية جاهزة. وأضافت الصحيفة أن ما ينتظر الوزير الجديد "كثير، لاسيما وأنه يحمل الملف الأثقل"، بل ويبدأ عمله بقضايا ساخنة، فيما بعثة الصندوق الدولي موجودة في عمان اليوم. وتساءلت: "كيف سيتعامل مع هذا الملف وكل قضاياه الشائكة¿ لننتظر ونر". وفي مقال بعنوان "فلسطين بانتظار (سنوات الفراغ)"، كتبت (الدستور) أن "تسريبات" أقرب إلى تصريحات صدرت عن واشنطن تشير إلى أن إدارة الرئيس أوباما "ليست بصدد القيام بأي (مبادرة)" لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبرة أن انسداد أفق المفاوضات وتجميدها لسنتين قادمتين "سيعزز الأصوات الفلسطينية المنادية بتصعيد المواجهات الشعبية". وأضافت أن وضعية كهذه ستعزز مكانة الأطراف الفلسطينية التي أسقطت من حساباتها خيار "حل الدولتين". وقالت إن المنطقة مقبلة على فتح جبهة جديدة، مشيرة إلى أن "شظايا وتداعيات الاستعصاء الفلسطيني، سوف تطال الأردن، الذي عليه من الآن، أن يتحضر لمواجهة شتى الخيارات والاحتمالات، بما فيها، أكثرها سوءا". وبلبنان،ذكرت صحيفة (المستقبل) أن أبرز ما تجلى في المشهد السياسي اللبناني هو الجدل المحتدم "ساحة الضرورة والأولويات"، وكذا "احتدام" النقاش السياسي حول جدوى التشريع وجدوله عشية انعقاد الجلسة العامة يوم الخميس المقبل. إلا أنها سجلت غياب قضية انتخاب رئيس جديد للجمهورية عن رأس سلم الضرورات والأولويات الوطنية تحت وطأة الحرص، على ضرورة تقييد (تشريع الضرورة) بقيود الأولوية وشروط الميثاقية في ظل غياب الرئيس المسيحي. أما صحيفة (السفير) فاعتبرت أن "لا شيء مقنع للبنانيين"، ما يسري على النفايات، التي لا زالت أزمتها سارية، يسري على الانتخابات والميثاقية....ولا شيء يقنع غالبية اللبنانيين طالما أنهم يفتقدون المرجعية الفاصلة في قضاياهم الصغيرة والكبيرة على حد سواء. دوليا اهتمت الصحيفة باللقاء بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو، أمس، مشيرة الى أنه يبدو أنهما "غير راغبين بمواجهة ديبلوماسية...وكان واضح سعي رئيس الوزراء الاسرائيلي الى احتواء العواصف التي ضربت العلاقات الثنائية على خلفية المواقف المتناقضة من الملف النووي الإيراني، وخصوصا بعد خطابه التحريضي أمام الكونغرس قبل أشهر، وسلسلة المواقف التي اطلقها هو وفريقه ضد السياسات الاميركية، وضد الرئيس الاميركي تحديدا". وأضافت إذا كان باراك أوباما وبنيامين نتنياهو "قد نجحا في إخفاء الخلافات القائمة بينهما، في أول لقاء يعقدانه منذ التوصل الى تسوية فيينا النووية، فإن من غير المعروف ما إذا كانت تصرفاتهما الديبلوماسية امام الصحافيين كافية للقول إن صفحة التوتر قد طويت، وإن كان واضحا من تصريحات اوباما، وقبلها من تسريبات مسؤولي البيت الابيض، ان الإدارة الاميركية ما زالت مصرة على إرضاء حليفتها التاريخية".