من بين أبرز المواضيع التي أثارتها الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، الصراع الداخلي بحزب (نداء تونس)، والتحويلات غير المشروعة للعملة الصعبة في الجزائر، والحوار السياسي في موريتانيا. ففي تونس، واصلت الصحف قراءتها في الصراع الداخلي لحزب (نداء تونس) الذي صار حديث الشارع التونسي بكل أطيافه بحكم موقعه كحزب حاكم له تأثيره على المسار العام للبلاد. وكتبت صحيفة (الصريح) أن تداعيات الصراعات الخطيرة التي عصفت بوحدة (نداء تونس) تلقي بظلالها على المشهد السياسي برمته خاصة بعد تمسك كل طرف بمواقفه المتشددة و"غياب سلطة معنوية مؤثرة" في صلب الحزب باستطاعتها إرغام الطرفين المتنازعين على مسك العصا من وسطها. وذكرت الصحيفة بأن الأسبوع الماضي شهد جدالا ولغطا وهراء بين الشقين المتنازعين على صفحات الجرائد والمجلات وعلى أمواج الأثير وفي بلاطوهات الفضائيات، "حيث كشف كل طرف عن غسيل الطرف الآخر، مما زاد في تعميق هوة الخلافات بينهما"، ملاحظة أن الأخطر من ذلك، جنوح بعض المسحوبين على التيارين إلى العنف المعنوي واللغوي والمادي لترهيب بعضهما البعض. وخلصت إلى أن وضعية الحزب "أصبحت على غاية من الخطورة وحالتها أقرب إلى الشقاق منها إلى الوحدة"، متوقعة أن يعرف الأسبوع الجاري تطورات مختلفة المرامي والأهداف. صحيفة (الشروق) نقلت عن سياسيين أن منسوب التعثر الذي بلغه (النداء) يقتضي تسريع الخطى لتنظيم مؤتمر الحزب "الذي من المرجح أن يمتص أغلب المعضلات التي بقدر ما تكبل (النداء) تكبل، إلى حد ما، تصريف الشأن العام". من جهة أخرى، تناولت صحف المفاوضات المتعثرة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وأرباب المقاولات (منظمة الأعراف) حول الزيادة في الأجور في القطاع الخاص، حيث نقلت صحيفة (الصباح) عن قيادي في المركزية النقابية أن إضرابات قطاعية وأخرى جهوية تلوح في الأفق في حال فشلت جلسات الحوار ضمنها جلسة ستعقد اليوم الاثنين. وفي الجزائر، اهتمت الصحف بالتحويلات غير المشروعة للعملة الصعبة في البلاد، محذرة من تداعيات هذه الظاهرة التي تتم عبر القناة البنكية، وذلك غداة كشف وزير التجارة للحجم الإجمالي للواردات، مفيدا بأن التحويلات غير المشروعة للعملة الصعبة تمثل 30 في المائة، أي 20 مليار دولار سنويا. وقالت صحيفة (الخبر) إنه "عندما يعترف وزير التجارة في حكومة سلال، بختي بلعايب، بأن خسائر الجزائر من تضخيم فواتير الاستيراد لا تقل عن 30 بالمائة في السنة، وعندما نعلم أن واردات الجزائر في 2014 بلغت 60 مليار دولار، أي أن الخسائر من التضخيم، وبعملية حسابية بسيطة، بلغت 18 مليار دولار، فهذا يعني أن الرأي العام الجزائري من حقه أن يخاف فعلا، لأن الأمر لم يعد يتعلق بأزمة اقتصادية بالإمكان تجاوزها ببعض العقلنة والتقشف، بل بمنظومة فساد حقيقية وقوية تهدد الجزائريين في قوتهم، لأن الرقم خطير ومرعب، وخطورته تتضاعف عندما يرد على لسان مسؤول كبير في الدولة بحجم وزير التجارة". صحيفة (الشروق) اهتمت بالرسالة التي تحمل توقيع 19 شخصية وطنية تم رفعها إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بخصوص الوضع الراهن للبلاد، فرأت أن هذه الرسالة التي وصلت إلى مكتب رئيس الجمهورية للتحذير من خطورة الوضع العام للبلاد، لم تكن الأولى بل سبقتها إلى ذلك رسالة وجهها عبد المجيد مناصرة رئيس (جبهة التغيير) حملت عنوان "التوافق وعقد ندوة وطنية رباعية جامعة للخروج من الأزمة، تجمع كلا من الحكومة، الطبقة السياسية، الشركاء الاجتماعين، والاقتصاديين إلى طاولة واحدة". ونقلت الصحيفة عن مناصرة أن رسالته لم يتم الرد عليها إلى حد الساعة، رغم أنها رسالة حملت تشخيصا لما تمر به البلاد، واقتراحات للأزمة الاقتصادية بعد تراجع الخزينة العمومية من عائدات البترول. من جهة أخرى، أوردت صحيفة (المحور اليومي) أن ثانويات الجزائر ستشهد شللا كليا يوم 18 نونبر الجاري بسبب الإضراب الوطني الذي أعلنت عنه النقابة الممثلة للقطاع، على خلفية بعض المطالب التي ظلت عالقة بين الوزارة والأساتذة، عدة سنوات. وانصب اهتمام الصحف الموريتانية على المشاورات الجارية لإطلاق حوار شامل يضم كافة مكونات الطيف السياسي. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة (الأمل الجديد) إلى ترحيب المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة راديكالية ) بكل مبادرة من شأنها أن تفضي إلى تعزيز قيم الحوار والتواصل بين مختلف الفرقاء السياسيين. وعبر المنتدى عن دعمه لجهود كتلة المعاهدة من أجل التناوب السلمي على السلطة لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف السياسية. وأضحت الصحيفة أن لقاء قادة من المعاهدة مع نظرائهم من المنتدى يندرج في إطار استيضاح رؤية كل الأطراف السياسية، تمهيدا لطرح مقترحات عملية تنوي المعاهدة التقدم بها من أجل البدء في حوار جدي وشامل. من جهتها، ذكرت صحيفة (المواطنة) بالاجتماع الذي عقده القطب السياسي للمنتدي، أول أمس السبت، دون الحسم في المشاركة في الحوار المرتقب من عدمها، في انتظار إجراء مزيد من المشاورات للتغلب على تباين حاد في وجهات النظر بين فريقين أحدهما يرفض الاجتماع بالوفد الحكومي قبل تقديم الرد المكتوب على وثيقته والذي ما فتئ يطالب به. أما الفريق الآخر، تتابع الصحيفة، فيقترح التجاوب مع دعوة الأغلبية التي وردت على لسان الوزير الأمين العام للرئاسة من أجل الاستماع لما قد يحمله من مقترحات وتقييمها ومن ثم اتخاذ الموقف المناسب منها. وترى الصحيفة أن فريقا ثالثا يرى أن دعوة الأمين لعام لرئاسة الجمهورية لرئيس المنتدى والبيان الصادر عن الأغلبية الحاكمة وإرجاء الحكومة الحوار الذي كان مبرمجا في أكتوبر الماضي، كلها مستجدات تعبر عن توجه جديد لدى السلطات ينبغي اختبار مدى جديته على الأقل قبل اتخاذ موقف إيجابي منه. على صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية لمشاركة موريتانيا في اجتماعات وزراء خارجية البلدان العربية ودول أمريكا الجنوبية الذي سينعقد اليوم الاثنين في الرياض تحضيرا للقمة العربية-الأمريكية الجنوبية، وكذا مشاركة موريتانيا في الدورة الثانية لمنتدى دكار للسلام والأمن في إفريقيا. كما توقفت عند أشغال الدورة الحادية عشرة للجنة المتابعة الموريتانية-التونسية المنعقدة في تونس العاصمة والتي تم خلالها التوقيع على عدة مشاريع اتفاقيات للتعاون الثنائي وبرامج تنفيذية تشمل مجالات عدة، منها التبادل الحر والفلاحة والصحة والإسكان والعمران والتعليم العالي والتعاون التقني والتكوين المهني والثقافة والطيران.