شكلت تداعيات انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري، ومستجدات الوضع الأمني والحراك السياسي والاجتماعي في تونس، والحوار بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة في موريتانيا، أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف المغاربية الصادرة اليوم الخميس. ففي الجزائر سلطت الصحف الضوء على إعلان رئيس الوزراء عبد المالك سلال عن إعداد قانون "تكميلي" للمالية خلال الأشهر القادمة لمواجهة تأثير تراجع أسعار النفط، والذي سيتضمن مخططا لمواجهة الأزمة يروم، على الخصوص، التحكم بشكل أفضل في قطاع التجارة الخارجية والاقتصاد المحلي بشكل عام. وفي هذا الصدد، حذرت صحيفة (لوجور دالجيري) من المخاطر المحدقة بالتوازنات المالية الخارجية والداخلية والعجز المسجل في الميزان التجاري جراء تراجع الإيرادات النفطية "والتي تفتح، للمفارقة، بارقة أمل أمام البلد وتستدعي القيام بمراجعات ضرورية للنموذج الاقتصادي المنتهج". من جهتها كتبت صحيفة (ليبيرتي) أنه "على الرغم من محاولة النظام طمأنة المواطنين فإن التراجع الحاد لأسعار الذهب الأسود، الذي توقعه الخبراء وتجاهلته السلطات إلى أن وجدت نفسها في موقف حرج، يؤكد للجميع أنه حان الوقت للاستعداد لسياسة تقشفية". ودعت الصحيفة، خلال فترة الأزمة هذه، الدولة إلى أن تكون "مثالا يحتذى وذلك بتغيير نمط تدبيرها"، معتبرة أن "كل هذه الاختلالات ليست في حقيقة الأمر سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، مادام البلد يدار بطريقة يكتنفها الغموض ومادام الممسكون بزمام السلطة مرتهنين للريع النفطي". أما صحيفة (الوطن) فعلقت على الوضع بالقول "يبدو أن الحكومة استفاقت فجأة من سباتها لتكتشف أن تجارتنا الخارجية والداخلية مفلسة"، متسائلة "من الذي أنشأ التجارة غير المهيكلة أو اقتصاد الظل الذي أضحى هو المرجع، من الذي تركه يزدهر¿ ولمصلحة من". وفي موريتانيا شكل الحوار المرتقب بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة وتداعيات إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" أبرز موضوعين تناولتهما الصحف المحلية. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (لوتانتيك) أن وفد المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، الذي يضم أحزاب معارضة ومركزيات نقابية وشخصيات مستقلة وهيئات من المجتمع المدني، سيسلم، اليوم بقصر المؤتمرات، وثيقة ممهدات الحوار السياسي المرتقب للوزير الأول السابق، الأمين العام الحالي لرئاسة الجمهورية، مولاي ولد محمد الأغظف. وقالت الصحيفة إنها "البداية الصعبة" برأي المراقبين، الذين يخشون أن "يتمخض الجبل فيلد فأرا مرة أخرى"، مضيفة أن هناك إجماعا على أن "مستقبل الشعب ومستقبل موريتانيا يتوقفان على بداية هذا الحوار الذي طال انتظاره". ومن جهتها، كتبت جريدة (الأمل الجديد) أن الحكومة تستعد، اليوم الخميس، لاستقبال، وفد يمثل المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة في إطار التحضير لحوار سياسي ينهي حالة القطيعة بين الطرفين. وأفادت بأن كتلة المعاهدة من أجل التناوب على السلطة غير مرتاحة لتغييبها عن الاجتماع، مشيرة إلى أن الكتلة، التي توصف دوما بالمقربة من السلطة، لم تتلق أي دعوة للمشاركة . وعن تداعيات إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم " ذكرت الصحيفة ذاتها أنه وسط مساع لإنقاذ مبادرة عمدة مدينة الزويرات، التقى منسقو النقابات هذا الأخير بعد فشل الاتفاق مع مناديب العمال. وأوضحت أن العمدة قدم لمنسقي النقابات العمالية صورة عن المفاوضات التي أجراها مع مناديب العمال ودعاهم إلى إقناع المناديب بالعودة إلى المفاوضات وتقدير التنازلات المقدمة لهم في إطار المفاوضات والضمانات التي تعهد بها لإنهاء الإضراب الذي يعصف بمستقبل أكبر شركة في البلاد. على صعيد آخر تطرقت جريدة (الشعب) إلى تعدد الرسوم والجبايات البلدية في نواكشوط. وقالت إن أصحاب المتاجر الصغيرة والمتوسطة في مختلف مقاطعات العاصمة يشتكون من تعدد الضرائب البلدية بمختلف مسمياتها وتنوع بعضها يبدو مبتكرا وبعضها خاص بالترخيص للنشاط التجاري للأجانب المقيمين والممارسين لأعمال تجارية مختلفة. ولاحظت أن بعض الجباة يطبقون هذه الرسوم حتى على المواطنين الموريتانيين عكس ما هو عليه الحال في أغلب دول الجوار. وفي تونس، اهتمت الصحف، على الخصوص، بمستجدات الوضع الأمني وملف المفاوضات الاجتماعية بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل وتطورات الأزمة داخل حزب "حركة نداء تونس" الحاكم، وتنامي ظاهرة انتحار الأطفال. فتحت عنوان "أسرار مثيرة عن تصفية مجموعة أبو صخر: قصة الاختراق من سجن المرناقية إلى الشعانبي"، كشفت صحيفة (الشروق)، استنادا إلى مصادر مطلعة، عن أسرار وتفاصيل حول نجاح العملية الأمنية التي أطاحت بلقمان أبو صخر زعيم "كتيبة عقبة بن نافع" وثمانية عناصر معه بقفصة. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمن التونسي تمكن من "زرع رجل أمن داخل السجن قصد التقرب من عناصر متشددة موقوفة، مما أتاح له اختراق تنظيم كتيبة عقبة بن نافع بعد الخروج الشكلي من السجن، ومقابلة لقمان أبو صخر ، وتجميع عدة معطيات هامة عن تنقلاته وتحركات عناصر الخلية الإرهابية، مكنت قوات الأمن من تحديد الخطة المناسبة للقضاء على قيادات هذه الكتيبة". وتحت عنوان "حجم التهديدات الإرهابية حسب وزارة الداخلية: 800 تونسي ينشطون في تنظيمات إرهابية في ليبيا وعودتهم خطر محدق، 120 إرهابيا متواجدون في مرتفعات الجنوب، هناك حماية أمنية لأكثر من 150 شخصية سياسية وإعلامية ونقابية وغيرها "، كشفت صحيفة ا(لمغرب) عن جغرافيا الإرهاب في البلاد، والتدابير الأمنية المتخذة لحماية عدد من المسؤولين والأسماء المستهدفة. وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماعا مشتركا عقد، أمس، بين وزارتي الداخلية والنقل ومصالح الجمارك والمالية ،"خصص للتأكيد على مزيد من التنسيق بين مصالح هذه الوزارات في مجال تأمين المطارات والموانئ ومحطات النقل البري". ومن جهة ثانية، عنونت الصحيفة أحد مقالاتها "في ندوة فكرية بالعاصمة حول الإرهاب ودور المشايخ في محاربة هذه الظاهرة: جامعيون ومشايخ مختصون في الشريعة وأصول الدين يدعون إلى تكثيف جهود التوعية الإسلامية للتصدي للإرهاب". وفي الإطار نفسه أشارت صحيفة (الضمير) إلى أن المشايخ والأئمة الذين شاركوا في هذه الندوة أجمعوا على أن " الإرهاب نتيجة حتمية لستين سنة من التصحر الديني والتربوي والثقافي". على المستوى الاجتماعي توقفت الصحف عند جلسة المفاوضات المنتظر عقدها، اليوم وغدا، بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل حول الزيادة في أجور الوظيفة العمومية، وكذا الإضراب الذي يعتزم المعلمون شنه يوم 15 أبريل والتهديد بمقاطعة الامتحانات كما هو الشأن في قطاع التعليم الثانوي . وفي هذا الصدد، وتحت عنوان "اليوم جلسة مع الحكومة وغدا هيئة إدارية ساخنة للاتحاد العام للشغل: الزيادة في أجور 600 ألف موظف على المحك"، أشارت صحيفة (الصباح) إلى أنه "إذا كانت بعض الأطراف خاصة منها الحكومية- ترجح أنه بالإمكان فض ملف المفاوضات الاجتماعية في الوظيفة العمومية والقطاع العام مع نهاية الأسبوع لحالي والخروج باتفاق يرضي الطرفين، ترى الأطراف النقابية التي تتابع مسار المفاوضات أن الفرضية المذكورة غير واردة ، لأن مقترح الحكومة الزيادة في الأجور بنسبة 30 دينار خاما أمر مرفوض"، فيما ذكرت صحيفة (المغرب) أن أكثر من 50 ألف معلم في مختلف المدارس الابتدائية سيدخلون في إضراب وطني يوم 15 أبريل تفعيلا لقرارات الهيئة الإدارية للنقابة العامة للتعليم الأساسي. وتحت عنوان "أزمة الوزارة والنقابة تتفاقم، من ينقذ التلاميذ والأولياء من سنة بيضاء"، كتبت صحيفة "الشروق" أن "الرؤى بين وزارة التربية الوطنية ونقابة التعليم الثانوي تباعدت وغابت الحلول التي ترضي الطرفين وتواصل لي الذراع لينسى أو يتناسى كل طرف منهما أن التلاميذ والأولياء يدفعون غاليا ماديا ومعنويا". على الصعيد السياسي توقفت بعض الصحف التونسية عند الصراع الحزبي داخل "حركة نداء تونس" والخلافات حول تحديد موعد لمؤتمر هذه التشكيلة السياسية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس. في هذا السياق، وتحت عنوان "تاريخ المؤتمر بين التثبيت والتأجيل: هل تتجدد الخلافات داخل نداء تونس"، كتبت صحيفة (الشروق) أنه لم يصدر أي قرار رسمي بخصوص مؤتمر "نداء تونس" التأسيسي، ولكن الحديث عن تأجيله انطلق مساء يوم الأحد بمناسبة اجتماع المكتب السياسي الموسع للحركة، وتعزز بصفة ضمنية عبر بيان أصدره مؤخرا هذا المكتب، متسائلة عما إذا كان التأجيل سيتم فعلا وهل ستندلع معه شرارة الخلافات الداخلية من جديد. من جهة أخرى استأثر موضوع تنامي حالات الانتحار في صفوف الأطفال باهتمامات بعض الصحف التونسية، خصوصا بعد محاولة انتحار جماعي ل5 تلميذات بمدرسة ببنزرت. وأشارت هذه الصحف إلى خطورة الظاهرة ونقلت عن أخصائيين قولهم، في تصريحات صحفية، إن دوافعها تكمن في "المسؤولية المشتركة بين الأسرة والمجتمع والإعلام، وغياب الإشباع العاطفي والطمأنينة والضغط النفسي، وضعف آليات الحماية الأسرية والاجتماعية والعاطفية" .