تمحورت اهتمامات الصحف المغاربية الصادرة اليوم الخميس حول العديد من المواضيع والقضايا المحلية والدولية، منها على الخصوص الوضعين الأمني والاقتصادي بتونس، والذكرى العاشرة لاعتماد ميثاق السلم والمصالحة بعد عشرية سوداء في الجزائر، والتحضير لعقد حوار وطني شامل في موريتانيا أكتوبر المقبل. ففي تونس اهتمت الصحف المحلية بمستجدات الوضع الأمني في سياق عثور قوات الأمن على مجموعة من السيارات وبداخلها ترسانة أسلحة في المنطقة العازلة القريبة من الحدود التونسية الليبية ، وكذا بنتائج اجتماع الهيئة التنسيقية للأحزاب الحاكمة ، وانضمام تونس إلى التحالف الدولي لمحاربة "داعش". وفي هذا السياق ، وتحت عنوان "الإرهاب يتسلل من جديد والأمن بالمرصاد : حجز 4 سيارات اثنان منها مفخختان وترسانة من الأسلحة" ، أشارت صحيفة "الشروق" إلى أن دورية تابعة للدرك التونسي بالمنطقة الحدودية العازلة بولاية "تطاوين" القريبة من الحدود التونسية الليبية عثرت على سيارات رباعية الدفع وأسلحة ثقيلة ومتفجرات، فيما تمكن الإرهابيون من الفرار نحو التراب التونسي. ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن الإرهابيين، الذين كانوا على متن السيارات، ينحدرون من ليبيا وتونسوالجزائر خططوا للتسلل إلى التراب التونسي والوصول إلى الخلايا الارهابية التابعة لكتيبة "عقبة بن نافع" الإرهابية المتمركزة في جبال ولاية "القصرين" القريبة من الحدود التونسيةالجزائرية. من جهة ثانية أوضحت الصحيفة أن "إرهابيا جزائريا تم إيقافه مؤخرا بمنطقة القبائل اعترف بتنقله رفقة عشرات الإرهابيين الآخرين إلى تونس وليبيا والاتصال بقيادات إرهابية معروفة بهذين البلدين"، مؤكدا أنه قام بمعية رفقائه بتدريب عناصر إرهابية تونسية على استعمال السلاح. وتحت عنوان "على الحدود الليبية التونسية: العثور على شاحنتين ملغمتين بالأسلحة عالقتين بساتر ترابي" ، أشارت صحيفة "الصباح" على صدر صفحتها الوطنية إلى "حجز بنادق +كلاشينكوف+ ورشاش وقنابل يدوية وكميات مهولة من الرصاص..." خلال هذه العملية. على المستوى الاقتصادي ، وتحت عناوين من قبيل "في تقرير أصدره منتدى دافوس تونس تتراجع خمسة مراكز في مؤشر التنافسية الاقتصادية" و"تونس في المرتبة 92 في تقرير دافوس"، تناولت الصحف التونسية تداعيات تقرير التنافسية العالمية 2015/2016 الذي أصدره مؤخرا المنتدى الاقتصادي "دافوس" على الوضعية الاقتصادية لتونس. وفي هذا السياق تساءل المحرر السياسي في صحيفة "المغرب" عما إذا كانت ثقة العالم في الاقتصادي التونسي "قد انهارت¿" ، مضيفا ، في افتتاحية العدد ، أنه "عندما نعلم بأننا تأخرنا بخمس مراتب في سنة واحدة وبستين مرتبة في خمس سنوات ندرك حجم الكارثة ، خاصة وأن تقرير منتدى دافوس حول تنافسيات اقتصاديات العالم يعد كأحد أهم +أناجيل+ المستثمرين اليوم". من جهة ثانية نشرت الصحيفة حوارا صحفيا مع الرئيسة المديرة العامة للخطوط التونسية سارة رجب ، أشارت فيه إلى أن حادثتي "باردو" و"سوسة" الارهابيتين تسببتا في تراجع بنسبة 5ر29 في المائة من النشاط الاجمالي للشركة . أما على المستوى السياسي، فقد توقفت الصحف التونسية عند اجتماع هيئة التنسيق والتشاور للأحزاب المكونة للائتلاف الحكومي أمس بمقر حزب "حركة النهضة". في هذا السياق أشارت صحيفة "الضمير" إلى أن اللقاء ، الذي حضره قياديو الأحزاب الأربعة الحاكمة، تطرق إلى موضوع الانتخابات البلدية والشروط الضرورية لإنجازها في الآجال الدستورية، وكيفية التنسيق بين الأحزاب الحاكمة للوصول الى تصور مشترك بشأنها، إضافة إلى الاصلاحات الضرورية التي تحتاجها البلاد على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. من جهة أخرى تناولت تحليلات الصحف التونسية تداعيات انضمام تونس إلى التحالف الدولي ضد "داعش" .وفي هذا الصدد ، وتحت عنوان "بعد المشاركة في 17 مهمة أممية ودولية..تونس في التحالف الدولي ضد داعش بين المكاسب والتحفظات" ، استقت صحيفة "الصباح" آراء عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين والخبراء الذين تباينت مواقفهم ، بين من يرى في الانخراط في هذا التحالف "زجا بتونس في مواجهة بين محاور إقليمية دون الرجوع إلى مجلس النواب" وبين من يعتبر أن "الحكومة تمتلك تفويضا مسبقا ومطلقا في الحرب على الارهاب ". من جهة أخرى واصلت الصحف التونسية متابعتها للصراع المتواصل بين المركزية النقابية "الاتحاد العام التونسي للشغل" ومنظمة "الأعراف/ الباطرونا" حول ملف المفاوضات في القطاع الخاص. وأشارت إلى أنه بعد تأزم العلاقة بينهما تمت إعادة هذا الملف إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لتكون الحكم من خلال الإشراف على مسار التفاوض الاجتماعي بين الطرفين. في الجزائر، واصلت الصحف تقييم الميثاق من أجل السلم والمصالحة الذي تم اعتماده منذ عشر سنوات، والذي كان من المفترض أن يطوي صفحة عقد من الحرب الأهلية ، والعفو على الإسلاميين الذين ما يزالون بالأدغال مقابل استسلامهم. في هذا السياق لاحظت صحيفة "لوسوار الجزائر" أنه بعد عشر سنوات على اعتماد هذا الميثاق، الذي كان من المفترض ان يشكل انطلاقة عهد جديد ما يزال الارهاب الاسلامي نشطا. وأوضحت الصحيفة أنه بعد التفجيرات الانتحارية عام 2007، لا يزال الجنود يسقطون ناهيك عن الاحتجاز الدموي للرهائن في عين أميناس يناير 2013 أو محاولة تشكيل فرع جزائري لتنظيم "داعش" من خلال "جند الخلافة" الذي وقع عمله التأسيسي بإعدام سائح فرنسي منذ سنة فقط. وسجلت الصحيفة أنه "بعد عشر سنوات ما تزال عائلات المختفين تطالب بالحقيقة ". وتطرقت الصحيفة أيضا إلى وضعية الجهاديين السابقين الذين يعبرون عن أنفسهم بحرية في حين يستمر الخطر في الداخل وعلى حدود البلاد ، ويمنع من الكلام أولئك الذين بإمكانهم تحسيس وتوعية الجزائريين بخطورة أطروحات "داعش". ومن جهتها أبرزت صحيفة "الوطن" أنه بعد "مرور ربع قرن من الخراب الأصولي وعشر سنوات بعد اعتماد ميثاق السلم والمصالحة، لا تريد الجزائر أن تخرج من المربع الإسلاموي". وتساءلت الصحيفة عما إذا كان الاحتفال الاستعراضي لعشر سنوات من المصالحة الوطنية سينهي كابوس الإسلام السياسي أم أنه ، على العكس من ذلك، سيفتح عهدا جديدا في مسار تهديد الجمهورية. وأوردت صحيفة "ليبرتي" موقف الحزب الإسلامي، "الحركة الاجتماعية من أجل السلم"، الذي أبقى على تحفظاته خصوصا فيما يتعلق بالحقوق السياسية وملف المفقودين. في هذا السياق دعا الحزب إلى الانتقال إلى مرحلة العفو العام، وهو الموقف الذي يتعارض مع الرضا على النفس الذي تبديه الحكومة والأطراف التابعة لها. في موريتانيا تناولت الصحف التحضير لعقد حوار وطني شامل في أكتوبر المقبل بمشاركة مختلف مكونات الطيف السياسي. وفي هذا الصدد، تطرقت الصحف إلى الزيارات التي تقوم بها بعثات وزارية، لعدد من الولايات لإطلاع المواطنين على الأوضاع السياسية والاجتماعية للبلد ونتائج ومضامين اللقاء التشاوري الممهد للحوار الوطني الشامل، وفق تعبير وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة. كما تطرقت إلى رد "المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة" (معارضة راديكالية) على رسالة الوزير الأول الموريتاني، يحي ولد حدمين ، التي دعا فيها مختلف الفرقاء السياسيين إلى المشاركة في الحوار المرتقب، فذكرت أن القطب السياسي للمنتدى رفض المشاركة في أي حوار قبل رد السلطة على وثيقته ، وخصوصا جانبها المتعلق بالممهدات، معتبرا أن رسالة الوزير الأول " لم تحمل أي جديد". على صعيد آخر، تناولت الصحف الموريتانية كلمة الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أمام الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة ،والتي ألقاها باسمه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، حمادي ولد أميمو، والتي أشار فيها بالخصوص إلى التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة الساحل بفعل انتشار شبكات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر. كما أشارت إلى دعوته لإشاعة ثقافة السلام وقيم التسامح بين الشعوب والحضارات والأمم ونشر العدل بين الناس. على صعيد آخر، توقفت الصحف عند تقديم الوكالة الأمريكية لتنمية التعاون الدولي مبلغ مليوني دولار لدعم الصحة الإنجابية في موريتانيا وتوقيع صلح بين الطرفين المتنافسين في اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين أنهى الأزمة التي يشهدها منذ شهر أبريل الماضي.