اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، بالعديد من القضايا والمواضيع المتنوعة، منها على الخصوص الدورة البرلمانية المرتقبة ومستجدات الوضع السياسي والنقابي في تونس، والأزمة الاقتصادية في الجزائر الناجمة عن الانخفاض الحاد في أسعار النفط، والمشاركة الموريتانية في أشغال الدورة ال70 للجمعية لعامة للأمم المتحدة في نيويورك. ففي هذا السياق، أفردت صحيفة (البيان) صفحتها الوطنية للدورة البرلمانية المرتقبة في منتصف الشهر المقبل، مشيرة إلى أن مشاريع القوانين المنتظر مناقشتها خلال هذه المحطة السياسية الهامة تتمحور حول "المصالحة الاقتصادية، والمحكمة الدستورية، والانتخابات البلدية". واعتبرت (البيان) أنه من المنتظر أن تعرف هذه الدورة نقاشات وتجاذبات حادة تؤشر إلى "سنة سياسية جديدة تتطلب الكثير من الجهد لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، بما يجنب البلاد إهدار الوقت وتعطيل الإصلاحات". وعلى المستوى السياسي، أبرزت صحيفة (الصريح) أن أهم مميزات المشهد السياسي خلال الأسبوع المنصرم تمحورت حول الحوار التلفزيوني الذي أجراه الرئيس الباجي قائد السبسي، مشيرة إلى أن هذا الأخير كان "في أوج تألقه الصحي والفكري وكانت إجاباته مقتضبة وذات دلالات واضحة ورسائل مشفرة إلى كل الأطراف المعينة". وذكرت بأن الرئيس التونسي دافع بقوة عن التحالف مع "حركة النهضة"، واعتبره "مسلك الخلاص للبلاد"، بالرغم من كل الاختلافات القائمة بين الحزبين. وفي نفس السياق، نقلت صحيفة (الشروق) عن رئيس "حركة النهضة" راشد الغنوشي قوله، في حوار تلفزيوني، إن مشاركة حركته في الحكم هي "ضمانة من ضمانات تونس من أجل البقاء على النهج الديمقراطي، خاصة وأن الديمقراطيات الناشئة معرضة أكثر من غيرها لأخطار الانتكاس". ومن جهة ثانية، تابعت عدد من الصحف التونسية تواصل شد الحبل بين "الاتحاد العام التونسي للشغل" و"اتحاد الصناعة والتجارة" (الباطرونا)، حيث أوردت صحيفة (الصباح الأسبوعي) تصريحات للأمين العام المساعد للمركزية النقابية، بلقاسم العياري، والذي لم يستبعد فيها شن إضراب عام في حالة عدم تواصل المفاوضات الاجتماعية حول الزيادة في أجور القطاع الخاص. وفي المقابل، أوردت صحف أخرى بيانا ل(لباطرونا) ترفض فيه "التصريحات الخطيرة واللامسؤولة" للأمين العام المساعد، وكذا "منطق التهديدات والترهيب والابتزاز". ومن جهة أخرى، عادت الصحف إلى تناول الأزمة الداخلية التي يعيشها حزب "نداء تونس" وتجدد الخلافات بين الأمين العام للحزب، محسن مرزوق، ونائب رئيس الحزب، حافظ قائد السبسي، والتي بلغت إلى درجة "التراشق بالتهم الخطيرة من قبيل الاستعانة بميليشيات لإفشال بعض التظاهرات"، مشيرة إلى أن هذه الأزمة قد تعيق تنظيم المؤتمر الأول المنتظر عقده في أواخر هذه السنة. وفي الجزائر، توقفت الصحف عند معالم الوضع الحاد الذي يمر منه الاقتصاد الوطني "في طل حكومة تعطي الانطباع بأنها تسعى إلى حجب الواقع بتصريحات مطمئنة". وأبرزت صحيفة (لوكوتديان وهران) أن البلاد، ما فتئت منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما، تعاني من مظاهر عدم الكفاءة والنهب اللذين خرباها منذ حصولها على استقلالها. ونددت الصحيفة بكون سوء اختيار الرجال على رأس أعلى هيئات الدولة أدى إلى "حرق" الكفاءات في مختلف المجالات والمستويات. وردا على التدابير الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الانخفاض في أسعار النفط، تساءلت الصحيفة "عما إذا كان علينا أن ننتظر إلى أن يتراجع سعر النفط إلى أدنى مستوياته حتى نلجأ إلى التقشف..¿". ومن جهتها، توقفت صحيفة (الوطن) عند حصيلة معروفة وثابتة، حيث "لم تتمكن المليارات من عائدات النفط إصلاح اقتصاد امتصته تكاليف النفقات العمومية، ويفتقر لأية رؤية على المدى الطويل". وأضافت الصحيفة أنه " مع مرور السنوات أخلى النشاط الإنتاجي السبيل للأنشطة غير المنتجة". وفي معرض تناولها لمسار الإصلاحات، أشارت الصحيفة إلى أنه "بدلا من خلق اقتصاد حديث ونظام سياسي أكثر انفتاحا، تم للأسف تبديد الطاقات خلال الأحداث المأساوية لأكتوبر 88 ووصول فرق حكومية جديدة أقل ميلا لإحداث التغييرات المأمولة". وفي المقابل، أبرزت صحيفة (ليبرتي) أن تناقص العائدات المالية الناجم عن الانخفاض المستمر في أسعار النفط في الأسواق العالمية، دفع الحكومة إلى التفكير في حكامة ضريبية أقل تساهلا. وأشارت الصحيفة، في هذا الصدد، إلى التدابير المنصوص عليها في قانون المالية برسم سنة 2016 الذي يدعو إلى إصلاح صارم للنفقات العمومية. وفي موريتانيا، انصب اهتمام الصحف على المشاركة الموريتانية في أشغال الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. فقد تناولت الصحف مشاركة الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في القمة العالمية حول التنمية المستدامة وتأكيده على أن تعدد الأعمال الإرهابية وانتشار الجريمة المنظمة ونمو الأنشطة الاقتصادية غير القانونية في جميع أرجاء العالم، يمثل عقبة أمام التنمية ومخاطر حقيقية في وجه استقرار وبقاء العديد من البلدان. كما شدد على أن الحلول الوطنية لم تعد قادرة على مواجهة الأخطار الأمنية المعقدة بطبيعتها والعابرة للحدود في بنيتها وأهدافها. وتطرقت الصحف أيضا إلى مداخلة الرئيس الموريتاني أمام القمة الدولية للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والتي ذكر فيها بأن بلاده سعت في سياساتها الوطنية إلى تمكين النساء في كافة القطاعات والمراكز القيادية، سواء تعلق الأمر بالمؤسسات التشريعية أو القضائية أو التنفيذية أو الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني أو الأجهزة العسكرية والأمنية أو مجال الأعمال. وفي المجال الاقتصادي، توقفت الصحف الموريتانية عند اجتماع الرئيس محمد ولد عبد العزيز في نيويورك بالرئيسين المديرين العامين لشركتي "شفرون" و"كوسموس" الأمريكيتين لاستغلال وإنتاج البترول والغاز، والذي تناول استثمارات الشركتين في موريتانيا وسبل الاستفادة من تجربتهما في مجالي استغلال وإنتاج البترول والغاز.