شكلت تداعيات الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف متحف باردو بتونس العاصمة، وردود الفعل التي خلفها، وتدهور الوضع المالي في الجزائر جراء تدني أسعار النفط، والجدل القائم حول احتمال تعديل الدستور في موريتانيا، أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء. فقد واصلت الصحف التونسية رصد تداعيات العملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو، متوقفة عند المسيرة المنتظرة يوم الأحد المقبل للتنديد بالإرهاب، وإعفاء مسؤولين أمنيين على خلفية هذا الهجوم. في هذا السياق، وتحت عنوان "بعد ثبوت تقصير المنظومة الأمنية إعفاء 12 قياديا أمنيا والتحقيق مستمر" علقت صحيفة (المغرب) على النتائج الأولية للهجوم الإرهابي الأخير، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تتم إحالة الموقوفين على ذمة التحقيق في ملف أحداث متحف باردو على أنظار المحكمة الابتدائية بتونس، بعد غد الخميس، من أجل مواصلة التحري معهم واتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم. وأضافت، نقلا عن مصادر مطلعة قولها، في تصريح للصحيفة، أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد سيعلن قريبا عن إقالة خمسة ولاة من مهامهم قبل الحركة السنوية للولاة التي تجري عادة كل صيف. من جهة ثانية، أشارت الصحيفة إلى أن أحد قضاة التحقيق في الملف استمع، أمس الاثنين، إلى شهادة إطارين أمنيين، وهما "رئيس منطقة الأمن بباردو ورئيس مركز الأمن، كما استمع إلى حارس الأمن المكلف بحراسة متحف باردو ثم قرر إصدار مذكرة اعتقال ضده". من جهتها، وتحت عنوان "إقالات أمنية قد تتلوها أخرى"، كتبت صحيفة (الصباح) على صدر صفحتها الأولى "تتواصل تداعيات العملية الإرهابية الأخيرة على المستوى الأمني، بعد قرار رئيس الحكومة الحبيب الصيد إقالة عدد من القيادات الأمنية بتونس ومنطقة باردو ومدير الأمن السياحي وآخرين". من جهة أخرى، توقفت الصحف التونسية عند دلالات المسيرة الدولية المرتقب تنظيمها يوم الأحد المقبل، مشيرة إلى أنه لن يرفع خلالها إلا العلم الوطني في إشارة الى الوحدة الوطنية وتماسك مكونات الأمة التونسية. كما توقفت الصحف التونسية عند معرض تونس الدولي للكتاب، المنتظر تنظيمه ما بين 27 مارس و5 أبريل، حيث أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن هذه التظاهرة الثقافية، ستعرف استضافة المغرب، وحضور 269 عارضا من بينهم مائة عارض من 19 دولة. ونقلت الصحيفة عن مدير المعرض محمد محجوب قوله، في ندوة صحفية لتقديم برنامج الدورة، إنه تم "تطبيق معايير تحمي المجتمع التونسي في اختيار الكتب بعيدا عن الرقابة"، وأن هذا المعرض "قدره اليوم أن يكون معرض تونس للنضال بالكتاب ضد الإرهاب". من جهة أخرى، تابعت الصحف التونسية انتخاب المكتب السياسي لحركة (نداء تونس) بعد أسابيع من أزمة كادت تعصف بالحزب، مشيرة إلى انهزام التيار التصحيحي واتجاه شق من هذا الأخير لتأسيس حزب جديد يترأسه حافظ قائد السبسي، والقيادي في النداء محسن مرزوق. وفي الجزائر أقرت صحيفة (ليكسبريسيون) بأن الاقتصاد الجزائري ليس بخير، وذلك على خلفية نشر أرقام حول العجز التجاري في الجزائر. وقالت الصحيفة "يبدو أن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، ذلك أنه بفعل الانخفاض المتسارع لأسعار النفط، وعوض التشجيع على التصدير، حدث العكس، إذ انخفض حجم الصادرات" وهو ما أثر سلبا على الاقتصاد الجزائري الذي أصبح يجتاز أزمة هيكلية. ولدى تعليقها على المعطيات التي قدمتها مصالح الجمارك الجزائرية، التي أظهرت عجزا تجاريا بالنسبة للشهرين الأولين من سنة 2015، طعنت (ليبيرتي) في صدقية هذه الأرقام وقالت إنه كلما تعلق الأمر بتقديم حصيلة فإن "الأرقام الحقيقة تبقى من أسرار الدولة". من جهتها، ذكرت جريدة (لوكوتديان دي وهران) بتصريح وزير البترول السعودي، الذي أكد فيه أن البلدان المنتجة غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) عليها أن تتعاون من أجل تحقيق انتعاشة لأسعار البترول لكون البلدان الأعضاء في المنظمة ترفض تحمل المسؤولية وحدها. وتساءلت (الوطن) عما إذا كان تصريح الوزير السعودي يعد مؤشرا على تغير في موقف منظمة البلدان المصدرة للبترول، ذلك أنه يتم الحديث لأول مرة منذ القرار الذي اتخذته المنظمة في 27 نونبر 2014 والقاضي بالحفاظ على سقف الإنتاج، عن دور البلدان المنتجة غير الأعضاء في (أوبك). وتناولت الصحف الموريتانية الجدل القائم حول احتمال تعديل دستور البلاد وتداعيات إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) وجولة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في شرق البلاد. وهكذا كتبت صحيفة (الأمل الجديد) أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ذي المرجعية الإسلامية، أكد أن أي حديث عن تغيير الدستور في الوقت الراهن "مرفوض لأن أوضاع البلد الحالية لا تحتمله ولأنه يأتي في سياق لا يمكن تفسيره إلا باعتباره على المقاس". وأشارت الصحيفة، في هذا الصدد، إلى بيان صادر عن الأمانة الوطنية للإعلام التابعة للحزب ذكرت فيه أن الاقتراح الذي كان قد تقدم به الحزب لتعديل الدستور جاء ضمن وثيقة شاملة أصدرها عام 2011 وتضمنت "مقترحات لتجاوز الأزمة السياسية والاجتماعية وعددا من المحاور من بينها التحول إلى النظام البرلماني بدل النظام الرئاسي". وبخصوص تداعيات إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) ذكرت صحيفة (الفجر) أن العمال المضربين ناشدوا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز التدخل العاجل لإيجاد تسوية للأزمة العالقة منذ أسابيع و"النظر بعمق في أبعاد الإضراب على الشركة والعمال وما قد يسفر عنه من أضرار". ونقلت الصحيفة عن عدد من العمال نفيهم "تسييس" هذا الإضراب، معتبرين أنهم "مجرد عمال يطالبون بحقوق مشروعة". وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية للزيارة التفقدية التي يقوم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز للحوضين الشرقي والغربي للبلاد والتي دخلت أسبوعها الثاني. وفي الشأن الثقافي والفني لامست جريدة (الصحيفة) إشكالية السينما في موريتانيا فذكرت بإعلان المخرج الموريتاني عبد الرحمان سياساكو نيته إنشاء معهد للسينما والمهن السمعية البصرية بموريتانيا. وعبرت الصحيفة عن استغرابها "لكون سيساكو حقق نجاحا في السينما من خلال انتاجه السينمائي في حين أن موريتانيا ليست بها قاعة عرض سينمائية واحدة ولا توجد بها مؤسسة أكاديمية أو مركز مهني لتدريس الفن السابع". واعتبرت الصحيفة أن عوائق كثيرة ستقف أمام تحقيق هذا الحلم حيث تغيب في البلد غالبية مقومات السينما بدءا بالتجهيزات التقنية، مرورا بالممثلين المحترفين، وانتهاء بأماكن التصوير العصرية وهشاشة البنيات التحتية.