تناولت الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الاثنين، تداعيات تدني أسعار البترول على الاقتصاد الجزائري واستمرار إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) في موريتانيا. ففي الجزائر سجلت صحيفة ( لوجون أندباندان ) أن الجزائر ،التي تستمد القسط الوافر من مداخيلها من صادرات المحروقات، تواجه اليوم وضعية صعبة لا تتميز فحسب بانخفاض أسعار النفط الذي بدأ منذ شهر يونيو الماضي ، ولكن بتراجع وتيرة إنتاج المحروقات. وخلصت الصحيفة إلى أن الوضعية المالية للبلد بدأت في التدهور بفعل الانخفاض الحاد للاستثمارات الأجنبية وعائدات النفط المدرة للعملة الصعبة في البلد، مذكرة في هذا الصدد بتراجع الاحتياطي النقدي للبلد وتسجيل عجز تجاري بمبلغ 341 مليون دولار في الشهرين الأولين من سنة 2015 مقابل فائض بقيمة 71ر1 مليار دولار في نفس الفترة من سنة 2014 . وشككت صحيفة ( لبيرتي) في هذه الأرقام الرسمية واعتبرت أن عجز الميزان التجاري للجزائر خلال الشهرين الماضيين من السنة الحالية هو أكبر مما ذكرت إدارة الجمارك الجزائرية. كما سجلت الصحيفة تناقضا بين الأرقام التي أعطتها الجمارك وتلك التي قدمتها وزارة الاقتصاد ، محذرة من خطورة غياب التنسيق بهذا الخصوص ، داعية في ذات الوقت إلى إرساء نظام لليقظة الاقتصادية يتولى جمع المعطيات والإحصائيات حتى تكون المعاملات التجارية أكثر وضوحا وشفافية. وتساءلت ( لكسبريسيون ) عن الإجراءات التقشفية وترشيد النفقات التي دعت إليها الحكومة لمواجهة تراجع أسعار النفط ، مبينة أن الجبايات النفطية تساهم في حدود 80 بالمائة في ميزانية الدولة وعائدات الصادرات من هذه المادة في حدود 96 بالمائة. وفي موريتانيا، تطرقت الصحف المحلية إلى تداعيات إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم ) وجولة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في شرق البلاد. وهكذا كتبت صحيفة ( المستقبل الموريتاني ) أن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة) اعتبر أن أزمة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ( سنيم ) انتقلت من مشكلة بين عمال الشركة ورب العمل إلى ما وصفته ب "هدم لمؤسسة أساسية ومحورية في اقتصاد البلد"،مبرزة دعوة المنتدى السلطات إلى إيجاد حل لهذه المعضلة إنقاذا لسكان مدينتي الزويرات ونواذيبو والقرى المحاذية للسكة الحديدية التي تعتمد الحياة فيها على هذه الشركة. وأشارت الصحيفة إلى الدعوة الملحة للمنتدى إلى فتح حوار جاد مع العمال بغية تلبية مطالبهم وتعيين مكتب خبرة محايد لمعرفة واقع تسيير الشركة. ومن جهتها، قالت صحيفة (لوكوتديان دي نواكشوط ) إنه بعد مرور 52 يوما على إضراب عمال شركة (سنيم ) لا تلوح في الأفق أي مبادرة جادة للحوار بين العمال وإدارة الشركة ، مسجلة أن الاجتماع الذي عقده ممثلو المركزيات النقابية، يوم 18 من الشهر الجاري، مع الوزير الأول يحي ولد حدمين لم يفض هو الآخر إلى أية نتيجة بشأن النزاع القائم بين العمال والشركة المشغلة. على صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية للزيارة الاستطلاعية التي يقوم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز للحوضين الشرقي والغربي للبلاد ونقلت عنه قوله خلال لقائه، أمس الأحد بمدينة لعيون بأطر الحوض الغربي ، أن تمويلات معتبرة سيتم ضخها لدعم الاستثمار في ولايتي الحوضين لخلق مزيد من فرص الشغل وإرساء قواعد تنمية منسجمة. وفي هذا الصدد، كتبت جريدة (الشعب ) أن العنوان الأبرز والعريض لزيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز للحوض الشرقي كان هو " التواصل المباشر والحميم مع السكان المحليين والاستماع لهمومهم ومشاغلهم دون برتوكولات وكرنفالات ".