تمحور اهتمام الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، حول الاحتقان الاجتماعي في الجزائر والوضع الأمني في تونس والحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة في موريتانيا. ففي الجزائر، أوردت صحيفة (الوطن) في معرض تطرقها ل"جبهة معارضة الغاز الصخري" أن أحد المتظاهرين لقي حتفه أول أمس الاثنين بمنطقة (عين صالح) مهد الحركة الاحتجاجية المناهضة لهذا المشروع وذلك جراء استخدام قوات الأمن الغاز لتفريق المحتجين. وأفادت الصحيفة بأن المتظاهرين ما يزالون متمترسين في (ساحة الصمود) على الرغم من انصرام المهلة التي حددها الجيش لإخلاء المكان، والتي انتهت أول أمس الاثنين، مسجلة أن عناصر الجيش قررت "عدم تأجيج الوضع وتأجيل تنفيذ قرار الإخلاء استشعارا للمخاطر التي قد تترتب على هذه الخطوة". ومن جهة أخرى، حذرت الصحيفة من أن الأزمة المرتبطة بمناهضة مشروع استخراج الغاز الصخري مرشحة للتصعيد قريبا، مشيرة إلى أن ائتلافا يضم جمعيات مختلفة وعدة شخصيات دعا إلى مظاهرة كبرى في 14 مارس بمنطقة ورغلة. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (لوسوار) إلى الإضراب الذي يخوضه رجال التعليم، مشيرة الى أن (المجلس الوطني لمستخدمي التربية ثلاثي الأطوار) سيقرر في اجتماع يعقده اليوم مصير الإضراب الذي انطلق منذ 16 فبراير الماضي. وذكرت الصحيفة أن (تنسيقية النقابات المستقلة) توصلت إلى اتفاق بخصوص الإضراب، في الوقت الذي ما يزال فيه وزير التربية الوطنية متشبثا بموقفه الرافض لمراجعة "النظام الخاص" قبل التوقيع على "ميثاق استقرار المؤسسات". وفي سياق متصل، اهتمت صحيفة (لوجورنال) بالإضراب الذي يخوضه العاملون بالشركة المكلفة بتسيير مطار الجزائر العاصمة، مبرزة أنه تم تشكيل لجنة تحقيق ستنظر في عدة ملفات مرتبطة بتسيير هذا المرفق. واعتبرت الصحيفة أن تشكيل لجنة التحقيق يعد انتصارا للعاملين بالشركة الذين يطالبون، على الخصوص، بإقالة مديرها العام. وفي تونس، اهتمت الصحف بمستجدات الوضع الأمني والسياسي، في ظل تواصل أزمة حزب "حركة نداء تونس" الحاكم وتداعيات ذلك على المشهد الحكومي. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة (الصباح) إلى أن الوحدات الأمنية سددت مؤخرا "ضربة موجعة جديدة للارهاب والارهابيين بعد نجاحها في القبض على 24 متشددا دينيا عادوا من ليبيا، بعد أن انضموا إلى معسكرات تدريب يشرف عليها، على الأرجح، ما يعرف بتنظيم "داعش" وتشكيلات جهادية أخرى، وذلك في أعقاب عمليات أمنية نوعية برأس جدير وبن قردان ومدنين بالجنوب التونسي. وتحت عنوان "الكشف عن مخازن الأسلحة رسالة للإرهابيين والمجرمين"، نقلت صحيفة (المغرب) عن وزير الداخلية التونسي، محمد الغرسلي، إشادته، في تصريح صحفي، بجهود قوات الأمن التي تمكنت من الكشف عن مخزنين للأسلحة، مضيفا أن ذلك يمثل "رسالة طمأنة إلى الشعب التونسي بحرص المؤسسة الأمنية على وقوفها صمام أمان أمام الإرهاب، ورسالة أيضا إلى كل من تسول له نفسه التطاول على امن البلاد والعباد". ومن جهة أخرى، وتحت عناوين "فيما تتعطل الإصلاحات وتتواصل الأزمات وتتكثف الانشغالات: الداء في ،النداء، والوهم في الوطن"، و"جغرافية الصراع داخل حركة نداء تونس"، و"لا تقولوا إنه صراع من أجل الديمقراطية..."، واصلت الصحف التونسية تناولها لموضوع "الأزمة" داخل "نداء تونس"، واحتدام الصراع بين مكوناتها القيادية، وأثر ذلك على مستقبل الحزب والحكومة التي يقودها في إطار ائتلاف وطني. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الشروق)، في صفحتها الوطنية ، "هي ليست مجرد أزمة حزبية داخلية، وليست مجرد لي أذرع بين تيارات أو قوى أو محاور داخل الحزب، ولا مجرد صراع مواقع ومواقف ... هي أزمة داخل الحزب الحاكم، ولن تكون مضاعفاتها وتداعياتها مقصورة عليه بل تتجاوزه إلى الحكومة من جهة، والبلاد من جهة أخرى". ومن جهة ثانية، توقفت الصحف التونسية عند خبر عودة محتملة لرئيس الحكومة السابق المهدي جمعة الى المعترك السياسي، وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (الضمير) عن مصادر حزبية متطابقة أنه من المنتظر أن يتم الإعلان عن التحاق رئيس الحكومة السابق بحزب سياسي، "يرجح بشكل قوي أن يكون آفاق تونس أحد مكونات الائتلاف الحاكم" ، في حين أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن جمعة سيؤسس حزبا جديدا "قد يقلب المعادلة السياسية رأسا على عقب". وفي موريتانيا، واصلت الصحف اهتمامها بشكل خاص بالحوار المرتقب بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة وتداعيات إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم. وهكذا أفادت صحيفة (الأمل الجديد) بأن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة)، أعلن رفضه الدخول في أي حوار سياسي مع الحكومة قبل التوصل إلى حل ينهي الأزمة التي تعيشها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) في ظل إضراب يشل الشركة منذ أكثر من أربعين يوما. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن رئيس حزب اللقاء الديمقراطي، محفوظ ولد بتاح، قوله إن المنتدى "لن يقبل بتغيير الدستور الموريتاني تحت أي ذريعة". أما صحيفة (الفجر) فقالت، من جهتها، إن المعارضة ربطت مشاركتها في الحوار بحل مشكلة شركة (سنيم) وأن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة والمعاهدة من أجل التناوب السلمي ينسقان موقفيهما من مسالة تعديل الدستور. وبخصوص إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، أشارت صحيفة ( الأخبار أنفو) إلى أن الشركة تعيش حالة شلل بفعل إضراب غالبية عمالها منذ أكثر من 40 يوما، وهو الإضراب الذي امتد بعد أسابيع من بدايته من مدينة الزويرات إلى عمال الشركة في مدينة نواذيبو وأوقف عمليات تصدير الحديد الموريتاني. وأوضحت الصحيفة أن إخلال الشركة باتفاقها مع العمال حول زيادة رواتبهم ابتداء من أكتوبر 2014 هو الذي أطلق شرارة الإضراب. وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (الشعب) إلى أشغال اجتماع خبراء أمنيين في مجموعة الخمس لدول الساحل، التى تضم كلا من موريتانيا والنيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو. وذكرت الصحيفة أن الاجتماع، الذي يشارك فيه ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا، يهدف إلى إيجاد حلول تسمح للدول المعنية باستحداث آلية للتعاون الأمني المشترك، وذلك على أساس الاقتراحات التي سيتم التوصل إليها من أجل انشاء منظومة للتعاون الأمني لدول المجموعة يكون مقرها في نواكشوط، وتروم وضع شبكة موحدة لتبادل المعلومات ذات الطابع الأمني وتوفير الإطار الملائم للتكوين في مجال الأمن ومراقبة الحدود.