شكلت تداعيات الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف متحف باردو بتونس العاصمة، وردود الفعل التي خلفها، وتدهور الوضع المالي في الجزائر جراء تراجع أسعار البترول، وأوضاع اللاجئين الماليين بمخيم " أمبرة " على الحدود الموريتانية المالية أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأحد. فقد واصلت الصحف التونسية رصد تداعيات وردود الفعل التي خلفتها عملية باردو الإرهابية والملابسات التي أحاطت بها ، متوقفة عند المد التضامني الدولي مع تونس، علاوة على الاحتفال بالذكرى ال59 للاستقلال والمنتدى الاجتماعي العالمي، الذي من المنتظر أن تفتتح فعالياته بعد غد الثلاثاء. في هذا السياق، رصدت صحيفة (الشروق) ردود أفعال العديد من البلدان وموجة التضامن التي رافقتها، مشيرة على وجه الخصوص الى استقبال رئيس الجمهورية التونسية الباجي القائد السبسي، أمس السبت بقصر قرطاج ، لوزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، الذي سلمه رسالة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ضمنها تعازي جلالته على إثر العمل الإرهابي الذي استهدف تونس. من جهة ثانية كتبت الصحيفة في افتتاحية العدد، أن عملية باردو الإجرامية ستكون لها بالتأكيد تداعيات كبيرة على عملية الانتقال السياسي في البلاد "كدولة ديمقراطية هشة ما تزال تحتاج إلى كثير من المجهودات حتى تستقر ويشتد عودها قطعا مع عهود الاستبداد والفساد والتسلط". وتحت عنوان "جهاز أمني علم بالعملية قبل 24 ساعة..تفاصيل عملية باردو " أشارت الصحيفة إلى أن المخطط الإرهابي، حسب التحقيقات الأولية، كان يستهدف قتل 300 سائح والهروب من الباب الخلفي، وأن العملية نفذها 9 إرهابيين ، وخلية إرهابية خططت لقتل الجرحى في المستشفيات. ونقلت صحيفة (الضمير ) عن الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس سفيان السليطي، في تصريح صحفي قوله، إن هناك "تطورات كبيرة في ملف عملية باردو الإرهابية"، مشيرا إلى أن التحقيقات "تجري في إطار سرية مطلقة ". وأوردت الصحيفة كباقي الصحف الأخرى بلاغا لوزارة الداخلية دعت فيه المواطنين التونسيين إلى إبلاغ كل معلومة تتعلق "بإرهابي خطير مفتش عنه " في إطار العملية الإرهابية الأخيرة. وأوردت الصحيفة، من جهة ثانية، تصريحات لعدد من التجار والفاعلين السياحيين، أكدوا فيها أن تونس " لها سياح أوفياء من مختلف الجنسيات، بما يمكنها من التخفيف نسبيا من الآثار السلبية والخطيرة" لهذه العملية، داعين في نفس الوقت إلى حماية القطاع السياحي من خطر الإرهاب. أما صحيفة ( الصباح ) فنقلت عن الإعلامي المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، نصر الدين بن حديد، قوله في تصريح صحفي، إن وحدات أمريكية مختصة بالأراضي الليبية اعتقلت "أبي عياض" زعيم "أنصار الشريعة" المحظور في تونس، والذي تتهمه الدولة بالوقوف وراء الهجومات الإرهابية في البلاد. من جهتها، توقفت افتتاحية صحيفة (المغرب ) عند خطاب الباجي قائد السبسي في الذكرى ال59 لاستقلال البلاد، حيث أشارت إلى أنه اتسم "بالواقعية وحمل رسائل متعددة"، مضيفة أن التونسيين "أحسوا تحولا نوعيا في إحياء الذكرى، وهو ما لامس نخوتهم واعتزازهم بالانتماء، وبتونسيتهم التي أصبحت تعوم في الفترات الأخيرة ضمن موجة من التوجهات التي تحط من الوازع الوطني، مقابل إبراز مرجعيات دينية وعقائدية". من جهة أخرى، توقفت الصحف التونسية عند المنتدى الاجتماعي العالمي في دورته الثالثة عشرة، حيث أشارت إلى أنه ردا على الإرهاب فقد أكد قرابة 80 ألف شخص من 120 دولة مشاركتهم في هذا الملتقى ، ضمنهم وزراء وشخصيات معروفة. وفي الجزائر تطرقت جريدة ( لكسبريسيون) إلى تدهور الوضع المالي بعد تسجيل عجز فاق الثلاثة ملايير من الدولارات على مستوى عائدات صادرات المحروقات خلال الشهرين الأولين من سنة 2015. وترى الصحيفة أن تراجع حجم صادرات المحروقات وبقاء أسعار البترول على مستوياتها الحالية قد أثرا على خزينة البلاد، داعية إلى أخذ هذا " التهديد " على محمل الجد والذي يصعب تجنبه مادامت أسعار البترول في مستوياتها الحالية أي في حدود 60 دولار للبرميل. أما صحيفة ( لبيرتي) فتوقفت عند العجز التجاري الذي أرجعته الجمارك الجزائرية بالأساس إلى انخفاض الصادرات الجزائرية، لاسيما من المحروقات، المصدر الرئيسي للبلاد من العملة الصعبة، حيث تراجعت بنسبة 28 بالمائة ،إذ انتقلت من 39ر10 ملايير من الدولارات في الشهرين الأولين من سنة 2014 إلى 24ر7 ملايير في نفس الفترة من السنة الحالية. ومن جهتها، اعتبرت ( لوجون أندباندان ) أن الأزمة الحالية تشي بنهاية عهد الرفاه المالي بفعل تراجع أسعار البترول التي أدت إلى هذا العجز في الميزان التجاري، الذي سجل فائضا خلال أكثر من عشرة أعوام، ملاحظة أن الوضع الحالي يذكر بشبح أزمة الثمانينيات، مؤكدة في ذات الوقت أنه آن الأوان لكي تعمل الجزائر على تنويع اقتصادها. وارتباطا بتراجع أسعار البترول تطرقت صحيفة ( الوطن ) إلى الانخفاض المفاجىء لقيمة الدينار الجزائري أمام الدولار الأمريكي وهي وضعية ترى أنه ينبغي إيلاؤها كل الاهتمام. وتطرقت صحف نهاية الأسبوع في موريتانيا لأوضاع اللاجئين الماليين في مخيم " أمبرة" على الحدود الموريتانية المالية والمكتسبات التي حققتها المرأة الموريتانية. فقد أشارت صحيفة ( الشعب ) إلى انعقاد لقاء تشاوري في نواكشوط حول حماية وإسعاف اللاجئين الماليين في مخيم " أمبره" وتقديم العون للدولة المستضيفة، موضحة أن اللقاء ،الذي شارك فيه سفراء وممثلو هيئات ووكالات دولية ، يهدف إلى تدارس وضعية المخيم، ولفت نظر المنظمات الدولية إلى أوضاع هؤلاء اللاجئين وتقديم المساعدة لهم. ونقلت الصحيفة عن وزير المالية الموريتاني المختار ولد أجاي، وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية بالنيابة، دعوته جميع الشركاء، وخاصة هيئات الإغاثة إلى مواصلة دعمهم السخي للاحئين الماليين في مخيم " أمبرة" ، مؤكدا عزم بلاده الراسخ على مواصلة تقديم كل المساعدات لهؤلاء اللاجئيين الذين يعدون بالآلاف. كما أوردت الصحيفة تصريحا لممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إبرينو جيدو، دعا فيه لوضع تصور لحل هذا المشكل الإنساني والتفكير في توفير فرص عمل وخلق نشاطات مدرة للدخل تعود بالنفع على هؤلاء اللاجئين والعمل على تحسين وضعهم الصحي والمعيشي. على صعيد آخر، ركزت الصحف على العرض الذي قدمته وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة الموريتانية لمينه بنت القطب ، مؤخرا بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، والذي استعرضت فيه أهم المكتسبات التي حققتها المرأة الموريتانية والتي طالت مجالات عدة، منها تعزيز المنظومة الحقوقية، والتمكين الاقتصادي، ودعم مشاركتها السياسية، و نفاذها لمراكز صنع القرار. وأشارت هذه الصحف إلى كون الحكومة الموريتانية تعكف حاليا على وضع قانون إطار، يهدف إلى تعزيز محاربة مختلف أشكال العنف ضد المرأة والفتاة، طبقا لمقتضيات استراتيجيتها الوطنية لمأسسة النوع.