أفردت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، حيزا وافيا من اهتماماتها لتداعيات تراجع أسعار النفط على الداخل الجزائري، وانطلاق مناقشة ميزانية 2015 من قبل "مجلس نواب الشعب" بتونس، ومحاربة الفساد والرشوة بموريتانيا. ففي الجزائر، توقفت عدد من الصحف عند القلق الذي يساور الجزائريين من التهاوي المتواصل لأسعار النفط في السوق العالمية. وتداولت صحف، في هذا الصدد، تصريحا لوزير الطاقة الجزائري، يوسف يوسفي، توقع فيه عقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لاجتماع طارئ لبحث كيفية التعامل مع زيادة المعروض العالمي من النفط وتراجع الأسعار، مفيدا بأن بلاده ستواصل جهودها عبر الحوار مع الأوبك والمنتجين غير الأعضاء في هذه المنظمة من أجل التخلص من فائض يقدر حجمه بمليوني برميل يوميا. وتناقلت صحف أن البنك المركزي الجزائري وجه تحذيرات "شديدة اللهجة" لحكومة عبد المالك سلال، بخصوص انهيار مستمر محتمل لأسعار المحروقات، مطالبا بضرورة مواصلة التسيير "الحذر" للاحتياطات الرسمية للصرف، ومشيرا إلى أن هذا التراجع أدى السنة الماضية إلى اقتطاع 70 مليار دينار (7 ملايير درهم) من صندوق ضبط الإيرادات لسد العجز، مع معطى جديد يتمثل في أن المحروقات (أساس الاقتصاد الجزائري) لم تعد تولد سوى 9، 29 بالمائة من الناتج المحلي الخام، وتساهم سلبا في النمو بواقع 2،69 بالمائة. وعن الزوبعة التي أثارها تراجع سعر النفط داخل الجزائر، أوردت صحيفة (الشروق) أن الأئمة "انتفضوا ضد التهويل والهالة الكبيرة التي أطلقها اقتصاديون وخبراء بسبب استمرار انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية، وتوقعاتهم بدخول الجزائر في أزمة اقتصادية خانقة مشابهة لسنوات التسعينات وتخويفهم المواطنين"، مؤكدين أن هذه الدراسات "مجرد توقعات وليست يقينا تاما". ونشرت الصحيفة ذاتها، من جهة أخرى، مضامين تقارير ودراسات توصل إليها أساتذة باحثون جزائريون التأموا في إطار ملتقى بالعاصمة، جاء فيها أن "ما يقارب 20 مليون جزائري يعيشون تحت عتبة الفقر، لاسيما وأن الجهود المبذولة من طرف الدولة لا تعكس الواقع"، معتبرة أن "محاربة الفقر تستلزم جهدا جماعيا وليس فقط من طرف الحكومة التي تنفق الملايير في مشاريع تنموية، في حين تمضي نسبة الفقر في تزايد مستمر". أما صحيفة (الخبر) فتطرقت لموضوع الفساد في الجزائر، جاء فيه أن "السلطات العمومية أدارت، مرة أخرى، ظهرها لليوم العالمي لمحاربة الفساد المصادف للتاسع من دجنبر، (...) فبالنسبة للحكومة لا يوجد فساد حتى نحتفي بيوم محاربة الفساد". ورأت أن ذلك "ليس جديدا على السلطات وروافدها المؤسساتية، بما في ذلك هيئات مكافحة الفساد، إدارة ظهرها ليوم التاسع دجنبر، (...) لكونه صار مبعث خوف وحساسية بالجزائر، وفي هذا الظرف بالذات الذي تغولت فيه الظاهرة، إلى درجة أرسلت تحذيرات من هنا وهناك إزاء وضع انتحاري لأخطبوط يقوض منظومة الحكم". من جانبها، اهتمت الصحف التونسية بمستجدات الحملة الانتخابية الرئاسية التي يتنافس فيها كل من الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي، وكذا بانطلاق مناقشة ميزانية 2015 من قبل "مجلس نواب الشعب". وتحت عنوان "في اليوم الأول من الحملة الانتخابية للدور الثاني.. الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي يعتمدان نفس الوعود الانتخابية المستعملة في الدور الأول"، كتبت صحيفة (المغرب) أن تلك الوعود تتعلق بالحفاظ على الحقوق والحريات وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطن وإشراك الشباب في الحياة السياسية والتقليص من نسبة البطالة والعمل على مزيد من الاعتناء بالفن والرياضة. من جهتها، كتبت صحيفة (الضمير) أن المرزوقي افتتح حملته الانتخابية من "باب البحر" بالعاصمة، داعيا إلى الوقوف سدا منيعا أمام كل محاولات التزوير يوم الانتخابات، ومؤكدا أنه "لا إشكال لديه إذا ما نجح منافسه، لكنه ضد فوزه عن طريق التزوير". وأضافت الصحيفة أن المرشح المرزوقي جدد دعوته للسبسي لإجراء مناظرة تلفزية حول البرنامج الانتخابي برمته. من جهة أخرى، أوردت صحيفة (الصباح) أن مجلس النواب شرع صباح اليوم في مداولاته حول مشروع قانون المالية لسنة 2015، بعد توافق نواب لجنة المالية على تأجيل النظر في العديد من الأحكام. وتابعت أنه ينتظر أن "يلقي رئيس المجلس كلمة بمناسبة انطلاق المداولات حول ميزانية 2015، ثم يقدم رئيس الحكومة مهدي جمعة بيان الحكومة في الغرض نفسه، قبل أن ينطلق نواب الشعب في مناقشة المشروع على أساس أن تتم المصادقة عليه قبل 31 دجنبر". وأفادت صحيفة (الشروق) بأن لقاء جمع، أمس الثلاثاء، داخل قبة البرلمان كلا من السفير الأمريكي بتونس جاكوب وولس ورئيس مجلس الشعب محمد الناصر ونائب الرئيس السيد عبد الفتاح مورو، وذلك سويعات قبل مناقشة البرلمان التونسي للميزانية الجديدة. أما الصحف الموريتانية، فسلطت الضوء على محاربة الفساد والرشوة، وتقييم حصيلة المائة يوم الأولى لأداء حكومة يحي ولد حدمين. ونقلت الصحف تصريحا للرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الرشوة، أكد فيه عزمه الاستمرار في محاربة هذه الظاهرة في البلاد. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (الشعب) عن ولد عبد العزيز قوله "حربنا على الفساد ليست شعارات ونحن مستمرون في محاربة الفساد والرشوة واختلاس المال العام وسيتم تطبيق القوانين ذات الصلة بشكل صارم وعلى الجميع (....)، ونحن ماضون في ذلك بدون مساومة أو تردد وبعيدا عن المجاملة والاعتبارات السياسية". وأفادت الصحيفة بأن مشروع قانون سيقدم خلال الأسابيع القادمة للبرلمان، يشدد العقوبات على من يختلسون المال العام والذين سيتابعون ويحاسبون كمجرمين وسينالون أقسى عقوبة ممكنة. وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة (الأمل الجديد) أن الفساد "بلغ حدا لا يمكن التستر عليه (.... ) إلى درجة أصبح معها الحديث عن الحرب عليه مجرد مهزلة". كما أوردت الصحيفة تصريحا لأحمد ولد داداه رئيس المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، الذي يضم أحزابا من المعارضة وهيئات نقابية ومن المجتمع المدني وشخصيات مستقلة، اعتبر فيه أن البلد "يعاني من أوضاع صعبة، يذكيها استشراء الفساد وانتشار البطالة". وعلى صعيد آخر، واصلت صحيفة (الأخبار أنفو) تقييمها لحصيلة المائة يوم الأولى من ولاية حكومة الوزير الأول يحي ولد حدمين. وتوقفت الصحيفة عند أبرز القرارات التي اتخذتها الحكومة الجديدة بدءا بتغيير العطلة الأسبوعية من يومي الجمعة والسبت إلى يومي السبت والأحد، وترتيب "البيت الأمني الداخلي" من خلال إحالة بعض القادة الأمنيين إلى التقاعد، وإعادة الاعتبار لبعض المبعدين وتولي آخرين المناصب المعروفة لدى العسكريين بمناصب "الانتظار أو التهميش".