توقفت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، عند الوضع الاقتصادي الصعب الذي تجتازه تونس، والتغيرات الجارية على رأس الأجهزة الأمنية في الجزائر، فضلا عن علاقات موريتانيا مع كل من مالي وقطر. ففي تونس، تساءلت صحيفة (المغرب)، في افتتاحيتها، عن السبيل لتجنب الانهيار الاقتصادي للبلاد "التي كتب عليها أن تعيش هذه السنين الأخيرة بين مطرقة الإرهاب وسندان الأزمة الاقتصادية". وذكرت الصحيفة بأن منوال التنمية الذي ساد في تونس منذ أوائل السبعينات "قد أظهر حدوده مع مطلع العشرية الماضية، إلا أن مشاكل تونس اليوم هي في عدم قدرتها على العمل بالسرعة القصوى وبالنجاعة المطلوبة"، ملقية بالمسؤولية في ذلك على كافة أطراف الإنتاج وبنسب متفاوتة. ودعت اليومية، في هذا الصدد، كل قطاع إلى العمل بأقصى السرعة الممكنة، والدولة إلى إنجاز الاستثمارات الضرورية في البنى التحتية، والخواص المحليين قبل الأجانب إلى الاستثمار والمخاطرة في المناطق المهمشة للبلاد. ونشرت صحيفة (الصريح) تقريرا حول السياحة بتونس، سجلت فيه أن القطاع لا زال يشكو من التراجع، ناقلة عن مسؤولة في القطاع أن السياح التونسيينوالجزائريين والليبيين يمثلون نحو 85 في المائة من مجموع السياح المقيمين بسوسة التي تعرضت لمجزرة إرهابية في أحد فنادقها أودت بحياة 38 أجنبيا، جلهم بريطانيون. وأضافت أن مسؤولا في القطاع أفاد بأن نسبة الحجوزات بالفنادق شهدت نقصا ب73 في المائة منذ مطلع يوليوز الجاري مقارنة مع الفترة ذاتها من 2014، متوقعا أن يستمر تأثير عملية سوسة الإرهابية خلال شهر شتنبر ولآخر السنة الحالية. ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة (الصباح) حوارا مع وزير الخارجية التونسية، الطيب البكوش، تناول فيه جملة من المواضيع أبرزها قضية الساعة المتمثلة في مشروع المصالحة الوطنية الذي صادق مجلس الوزراء عليه وتعارضه جمعيات وأحزاب وشخصيات سياسية. ونقلت الصحيفة عن البكوش قوله إن المصالحة الوطنية "يمكن أن تشكل دفعا للعدالة الانتقالية في الاتجاه الصحيح وفقا لتطلعات الشعب وروح الدستور ودون الإخلال بمبدإ المحاسبة"، مضيفا أن التحدي اليوم هو كيف يجب دعم النجاحات السياسية "على نسبيتها" بنجاحات تنموية قوامها البعد الاقتصادي والاجتماعي والتربوي وصولا إلى تحصين "مسار الانتقال الديمقراطي من مخاطر الانتكاسات". وفي الجزائر، اهتمت الصحف بالتغييرات التي أجراها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على رأس الأجهزة الأمنية الرئيسية في البلاد، وهي المخابرات والأمن الرئاسي والحرس الجمهوري . ولمحت صحيفة (ليبرتي) إلى أن سلسلة الإقالات، التي جرت مؤخرا سواء في الجهاز الحكومي أو الأمني، مؤشر على أن هناك شيئا يتم طبخه على أعلى مستوى. واعتبرت أن نهاية الصيف الحالي نهاية حقبة بعض رموز النظام في أفق خلق توازن جديد داخل البلاد في مرحلة التقشف التي تمر بها. ونددت صحيفة (الوطن) بتصفية الحسابات على رأس هرم الدولة بين أجنحة ظلت متمسكة لعقود بأهم الملفات بالجزائر، مشيرة إلى أن هذه الصراعات لا تساعد على استقطاب كفاءات سواء في الإدارة العمومية أو المجتمع المدني للعمل بجدية من أجل البلد، مما يفقد الدولة والجزائر رجالات موثوق بهم يحملون هم مستقبل البلاد وأجيالها الشابة. ونقلت صحيفة (البلاد) عن الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي (أغلبية) أن حزبه مؤمن بحق مؤسسات الدولة في ممارسة صلاحياتها الدستورية بكل حرية. وقال إن رئيس الجمهورية له الحق في إدخال التغييرات التي يراها مناسبة على مختلف المؤسسات الأمنية والعسكرية والحكومية، مضيفا أنه غير مطالب بتقديم تبريرات وتفسيرات لقراراته. ومن جهة أخرى، تناقلت الصحف مضامين تقرير أمريكي ينتقد عدم قيام الجزائر بأي مجهود لمحاربة الاتجار في البشر. وأوردت صحيفة (الخبر) أن كتابة الدولة الأمريكية أبقت الجزائر، للعام الخامس على التوالي، ضمن القائمة السوداء في مجال الاتجار بالبشر، ملاحظة، في تقريرها السنوي لعام 2015 الصادر أول أمس، أن السلطات الجزائرية لم تحقق أي تقدم في جهود الوقاية من تهريب البشر، في وقت يواصل فيه مسؤولون رسميون إنكار وجود هذه الظاهرة. وتطرقت الصحف الموريتانية إلى العلاقات الموريتانية المالية من جهة والموريتانية القطرية من جهة أخرى. فقد أشارت الصحف إلى الاتفاق الموقع، أمس الثلاثاء بنواكشوط، من طرف وزير البيئة والتنمية المستدامة الموريتاني ووزير البيئة والصرف الصحي والتنمية في جمهورية مالي، لاستجلاب عينات من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض في كلا البلدين، تنفيذا لاتفاقية الأممالمتحدة حول التنوع البيولوجي واتفاقية بون حول هجرة الحيوانات. وأوضحت أن الاتفاق يرمي إلى تبادل التجارب في مجال البحث العلمي والخبرات وتكوين الأطر في مجالات مكافحة التصحر وتسيير المحميات والحظائر الطبيعية وإنجاز مشاريع في مجال المحافظة على البيئة والحفاظ على الحيوانات البرية والنباتات المهددة بالانقراض. كما تناولت الصحف زيارة العمل التي يقوم بها لموريتانيا وزير الخارجية القطري، خالد محمد العطية، والمباحثات التي أجراها مع نظيرته الموريتانية، فاطمة فال بنت صوينع، والتي شملت مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وكذا سبل تعزيز وتطوير التعاون القائم بين البلدين نحو الأفضل. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية إلى الدورة السابعة والخمسين لمجلس وزراء النقل بالبلدان الأعضاء في وكالة أمن الملاحة الجوية في إفريقيا ومدغشقر (أسكنا ) التي ستنعقد، اليوم الأربعاء بنواكشوط، وزيارة بعثة عن منظمة العفو الدولية لموريتانيا، إلى جانب مواضيع أخرى متفرقة ذات شأن محلي.