تناولت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، مواضيع متنوعة أبرزها أنباء عن احتجاز نحو 170 تونسيا في ليبيا، والتعديل الحكومي في الجزائر، فضلا عن الحوار المرتقب بين الأغلبية والمعارضة بموريتانيا. ففي تونس، اهتمت الصحف بما راج عن احتجاز أزيد من 170 تونسيا في ليبيا، وتحرك السلطات التونسية مع حكومة طرابلس للإفراج عنهم. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (الصباح)، عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنه تم إحداث فريق عمل تحت إشراف وزير الخارجية الطيب البكوش لمتابعة موضوع التونسيين المختطفين في ليبيا. بدورها، قالت صحيفة (الشروق) إن الوضع متوتر على الحدود التونسية - الليبية في ظل تهديدات الكتائب المسلحة ب(فجر ليبيا) التي تسيطر على كامل المنطقة الغربية، ب"غلق الحدود"، مضيفة أن التونسيين المختطفين تعتقلهم (كتيبة الصواريخ) ب(فجر ليبيا) في أحد المباني بطرابلس. في هذا السياق، كشفت الصحيفة، نقلا عن وزير الداخلية بحكومة الإنقاذ الوطني في (طرابلس) محمد البرغوثي، أن قرار الإفراج عن المحتجزين "سيتم تنفيذه في أقصى تقدير اليوم الثلاثاء"، موضحا أن احتجازهم "تم في إطار شن حملة في طرابلس من طرف الجهات الأمنية ضد المهاجرين غير الشرعيين"، وأن "عددا من المحتجزين التونسيين "ثبت أنهم لا يمتلكون مستندات ثبوتية ويقيمون منذ فترة طويلة في طرابلس ومن المنتظر أن يتم ترحيلهم". وأكدت صحيفة (المغرب)، استنادا إلى مصادر رسمية، أن أماكن احتجاز التونسيين في طرابلس متعددة، مفيدة بأن روايات أسباب الاحتجاز "مختلفة بين الرسمي والأخبار المتداولة". واعتبر عبد المجيد الصحراوي، الأمين العام المساعد للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي، في تصريح أوردته الصحيفة ذاتها، أن هذه الحادثة تندرج ضمن مخطط جهنمي لزرع بذور الخلافات بين الشعبين التونسي والليبي و"لتهيئة مناخ مناسب لتنامي الإرهاب في المنطقة"، داعيا السلطات التونسية والمنظمات وجمعيات المجتمع المدني للتحرك بسرعة وجدية لاتخاذ قرار "يقطع مع سياسات التساهل مع الأعمال الإرهابية". وفي الجزائر، تساءلت الصحف عن دواعي التغييرات التي أحدثها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على رأس الوزارات ذات الصلة بالقضايا الدولية، وذلك بعد أربعة أيام من حدوث التعديل الحكومي الذي شمل 13 وزيرا. وكتبت صحيفة (لوسوار دالجيري) أن البلاد عاشت لمدة أربعة وضع مثيرا للضحك بوضع وزيرين يديران الشؤون الخارجية، بما يمكن أن يكون قد أثر على صورة البلاد في الخارج. ولمحت صحيفة (الوطن) إلى أن ثمة شيء ليس على ما يرام "ولن يكون إلا مرتبطا بالحالية الصحية للرئيس بوتفليقة، المستمرة في التدهور". واستكرت الصحيفة، بهذا الخصوص، الغياب التام للتواصل بين مؤسسة الرئاسة والرأي العام، في ظرفية صعبة تجتازها البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية والتي لن يقدم فيد فيها التعديل الحكومي الأخير أي حل "ناجع ودائم". واعتبرت هذا التعديل بمثابة "ترميم بسيط لربح الوقت بالنسبة لرئيس جمهورية يعاني من وضع صحي خطير، فرضت عليه ولاية رابعة ورهن الجزائر معه". وفي قراءتها للتعديل الحكومي، أوردت صحيفة (الخبر) أنه كشف عن إلغاء وزارة الشباب بعد ضمها إلى الرياضة، وكذا سقوط وزارة السياحة إثر إلحاقها بوزارة التهيئة العمرانية، وأيضا إلغاء وزارة البيئة بعد جعلها ملحقة لدى وزير الموارد المائية. وبعد إلغاء وزارة الاستشراف، أعادها التعديل الحكومي وألحقها بالوزير المنتدب للميزانية والاستشراف، معلقة على ذلك بأنها "معطيات تعكس غياب تصور واضح لدى السلطة بشأن خريطة طريق الجهاز التنفيذي". من جهة أخرى، كشفت صحيفة (الفجر) أن الرئيس بوتفليقة سيعقد أول اجتماع لمجلس الوزراء مع حكومة عبد المالك سلال الرابعة الجديدة، نهاية الأسبوع القادم، وذلك بهدف رسم أولويات المرحلة الراهنة ولاسيما مواجهة انخفاض أسعار النفط، وتسريع وتيرة عدد من الملفات الاجتماعية، وكذا التحضير لشهر رمضان والدخول الاجتماعي القادم، إلى جانب مواجهة الرهانات الخارجية. وشكل الحوار بين الأغلبية والمعارضة وتسرب بقع زيتية للسواحل الموريتانية، أبرز موضوعين تناولتهما الصحف الموريتانية. وفي هذا الصدد، كتبت جريدة (الصحيفة)، في مقال تحت عنوان" بين ممهدات المنتدى ولاءات السلطة .. هل ضاعت فرصة تنظيم الحوار السياسي بموريتانيا "، أن فرص انطلاق الحوار السياسي تضاءلت بفعل الرد "الغامض" للحكومة والأغلبية على "ممهدات" الحوار، وبفعل تمسك حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض بها. وترى الصحيفة أنه أمام هذه الوضعية يعود المشهد السياسي الوطني إلى "المربع الأول" حيث أن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة كان يعيش انقسامات وزادت حدتها حول المشاركة في الحوار كأحزاب فردية وشخصيات بدل مشاركته في الحوار ككتلة، وهو ما يبدو متعذرا حاليا أمام رفض حزب التكتل الدخول في الحوار مالم يستجب ل "ممهداته" ولحق به حزبا الاتحاد والتغيير ( حاتم) والتناوب الديمقراطي (إيناد). وتناولت الصحف مشكل انتشار بقع زيتية قبالة السواحل الموريتانية ومدى تهديدها للثروة السمكية في موريتانيا. وهكذا كتبت صحيفة (الفجر) أن بقعا زيتية انتشرت على طول 200 كلم من السواحل الموريتانية، مشيرة إلى أن مصدر هذه الكارثة البيئية البحرية سفينة روسية جنحت قبل أزيد من شهر قبالة جزر الكناري. وذكرت الصحيفة أن الحكومة طمأنت السكان بأن هذه البقع المتناثرة لا تشكل حتى الآن خطرا على المنتوجات السمكية. من جهتها، أشارت صحيفة (الأمل الجديد) إلى أن السلطات قررت إغلاق شواطئ نواكشوط وتحدثت عن ظهور أسماك ميتة لفضها البحر. وأفادت صحيفة (الشعب) بأن وفدا وزاريا، برئاسة وزير العدل وزير الداخلية بالنيابة، اجتمع، أمس الاثنين، باللجنة التقنية متعددة القطاعات لمكافحة التلوث البحري المتخصصة في مكافحة التلوث بالزيوت النفطية حيث تم استعراض عمليات الرقابة والتقييم التي تجريها منذ ظهور البقع الزيتية يوم الجمعة الماضي. ونقلت عن وزير البيئة والتنمية المستدامة قوله إن الوضعية لا تزال مستقرة، مضيفا أنه تقرر تقسيم المنطقة المتضررة من هذه البقع الممتدة من المرفأ القديم لنواكشوط حتى (منتزه السلطان) شمالا إلى منطقتين بهدف تسريع وتيرة عملية التنظيف الميكانيكي التي انطلقت أمس الاثنين. على صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية إلى انعقاد ورشة لتفعيل دور البرلمانيين والمنتخبين في حماية البيئة، ودورة تدريبية لمكافحة جرائم تزوير الأدوية في موريتانيا، والانقطاعات المتكررة للكهرباء في العاصمة نواكشوط.