اختارت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، الخوض في مواضيع الساعة بالمنطقة أبرزهاº الإرهاب الذي ضرب تونس مؤخرا، وتهديد الحكومة بغلق قنوات تلفزيونية خاصة في الجزائر، وإدانة نواكشوط للتفجير الإرهابي الذي تعرض له أحد جوامع الكويت. ففي تونس، واصلت الصحف إثارة الحدث الإرهابي الذي هز البلاد بعد مجزرة فندق بسوسة وخلفت مقتل وإصابة العشرات ضمنهم أجانب من جنسيات مختلفة، في عملية إرهابية قالت عنها صحيفة (الصريح) إن كل الدلائل والمؤشرات والمعلومات كانت توحي بأن المنظمات الإرهابية ستتحرك خلال شهر رمضان، حيث إذا كانت قوات الأمن أحبطت العديد منها، فإنها لم تستطع صد شاب في ريعان شبابه من تنفيذ عمليته الإرهابية. ورأت أن هذه العملية، الأخطر في تاريخ تونس منذ 14 يناير 2011 ، تثير العديد من الأسئلة التي سبق أن طرحتها وسائل الإعلام "دون أن تتمكن المصادر الرسمية وغيرها من الإجابة عنها بإقناع"، أهمها لماذا تجميد قانون مكافحة الإرهاب في رفوف مجلس نواب الشعب¿، ولماذا لم تتحرك الحكومة بالشكل الكافي لغلق المساجد العشوائية المنفلتة، معتبرة أن الوقت الآن "ليس للوم وتبادل الاتهامات، وإنما هو لمراجعة الوضع واتخاذ الإجراءات العملية اللازمة وإدخالها حيز التنفيذ دون تعقيد أو تعطيل". وبدورها، شددت صحيفة (الشروق) على مضاعفة الجهد في كل المجالات لتدارك ما فات ولسد الثغرات ولتوفير كل مستلزمات تحقيق الانتصار وهزم هذه التيارات الإرهابية واستئصال نبتة الإرهاب الخبيثة في هذه الأرض الطيبة، مؤكدة أن الحرب على هذه الآفة "ستكون طويلة في الزمن، وستكون مؤلمة وموجعة في حصادها بشريا واقتصاديا واجتماعيا". ودعت الشعب التونسي إلى الانخراط الشامل في هذه "الحرب الطويلة"، مناشدة الدولة إلى توفير كل المستلزمات والاستعداد لخوضها بالإرادة والحزم المطلوبين وبالوسائل والمعدات الضرورية. وتطرقت الصحف إلى تداعيات هذه المجزرة على قطاع السياحة التي تعاني أصلا من أزمة، وإلى تسابق السلطات مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، منها صحيفة (التونسية) التي أوردت نبأ استقبال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لمجموعة من مهنيي القطاع بولاية سوسة، حيث بحث معهم العملية الإرهابية الأخيرة. وفي الجزائر، ركزت الصحف على انزلاقات بعض القنوات الخاصة خلال شهر رمضان، منها تهديد الحكومة الجزائرية بغلق القنوات المشجعة على العنف، لاسيما بعد تضمن برنامج كاميرا الخفية لفقرة تظهر رهائن لدى تنظيم (داعش). وقالت صحيفة (لوجور دالجيري) إن الانحرافات الخطيرة التي ظهرت على بلاطوهات وبرامج بعض القنوات التلفزيونية الخاصة، لاسيما مشاهد العنف خلال شهر رمضان وفتاوى من مختلف الأنواع وتهديدات بقتل شخصيات وطنية والترويج للإرهاب، عجلت بتدخل وزارة الاتصال. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (ليكسبرسيون) أنه باختلاق هجوم إرهابي مع احتجاز رهائن مرورا بمشاهد رعب مخيفة، تكون الكاميرا الخفية لسنة 2015 قد لعبت بشكل خطير بصحة الجزائريين. واتهمت صحيفة (الوطن) بعض القنوات التلفزيونية ببث برامج تروج للتطرف الديني المحرض على العنف والكراهية، وأحيانا تحث على القتل، باستضافة مشعوذين وأئمة يدعون إلى الإرهاب وإلى قتل الجزائريين الذين لا يتقاسمون معهم نفس الأفكار. ومن جهة أخرى، لازالت الصحف تخوض في الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها الجزائر، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات، منها ما أوردته صحيفة (الشروق) أن الحكومة قررت رفع الحظر المفروض منذ 6 سنوات عن الاستدانة الخارجية، وذلك بالترخيص للمؤسسات الجزائرية باللجوء إلى تمويلات خارجية لاستثماراتها واستثمارات التجهيزات العمومية، وذلك بمراعاة وضعية كل مؤسسة. وفي سياق هذه الأزمة، انفردت صحيفة (الفجر) بنشر قرار الحكومة الجزائرية (غير المسبوق) منح رخص نشاط النقل الجوي إلى شركات طيران أجنبية عوض فتح مجال الاستثمار أمام الخواص، "بسبب عدم جاهزية المناخ العام في الوقت الحالي". وفي موريتانيا، تطرقت الصحف إلى إدانة نواكشوط للتفجير الإرهابي الذي تعرض له جامع (جعفر الصادق) في الكويت العاصمة، وتأهل منتخب (المرابطون) للدور الثاني من تصفيات بطولة إفريقيا للأمم للمحليين في كرة القدم. فقد أبرزت الصحف إدانة موريتانيا الشديدة للتفجير الإرهابي "الجبان" الذي تعرض له جامع (جعفر الصادق) في الكويت العاصمة، الجمعة الماضية، وخلف قتلى وجرحى في صفوف المصلين. وأشارت، في هذا الصدد، إلى إدانة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الشديدة لهذا الفعل الإرهابي "المنافي للقيم الإنسانية والشرائع الدينية". وعادت الصحف للحديث عن مشروع الصرف الصحي في العاصمة نواكشوط. ونقلت عن وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية سيد أحمد ولد الرايس قوله إن الغلاف الإجمالي لاتفاقية تمويل المشروع المبرمة مع الصين يبلغ 10 ملايير أوقية ) (أزيد من 30 مليون دولار) نصفها مقدم كهبة والنصف الباقي على شكل قرض بدون فوائد يسدد على مدى 20 سنة من ضمنها 10 سنوات تعتبر فترة سماح. وأوضحت ، استنادا إلى ذات الوزير ، أن هذا المبلغ سيخصص لتمويل أشغال شبكة صرف مياه الأمطار في المناطق المنخفضة من مدينة نواكشوط، مضيفة أن هذه الأخيرة ستتمتع مستقبلا بشبكة صرف صحي تستجيب لتطلعات سكانها وتليق بها كعاصمة للبلد. كما تطرقت هذه الصحف لانتخاب موريتانيا عضوا في لجنة القضاء على التمييز العنصري التابعة لهيئة الأممالمتحدة ، وتوقيع وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية، فاطمه فال بنت صوينع، في نواكشوط، مع الأمين الدائم لمجموعة الخمس لدول الساحل، نجيم الحاج محمد، على اتفاقية إنشاء مقر مجموعة الساحل بالعاصمة الموريتانية. ورياضيا، نوهت الصحف الموريتانية بالأداء المتميز للمنتخب الموريتاني لكرة القدم (مجموعة غرب إفريقيا أ) الذي حجز بطاقة التأهل للدور الثاني من تصفيات النسخة الرابعة لبطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين (رواندا 2016) عقب فوزه على المنتخب السيراليوني ذهابا (2-1 ) وإيابا (2-0).