تناولت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص الوضع الاقتصادي في الجزائر والتهديد الأمني في تونس، وكذا انطلاق اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع لحوار وطني شامل في موريتانيا. ففي الجزائر، واصلت الصحف المحلية تسليط الضوء على التدابير التي اتخذتها الحكومة للتعامل مع الأزمة التي تضرب حاليا الاقتصاد الجزائري بكل قوة مع التراجع المقلق لأسعار النفط. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "الوطن" "نحن في انتظار قرارات شجاعة ولغة الحقيقة من قبل المسؤولين حول خطورة الأزمة والتدابير المتخذة لمعالجتها". وأشارت الصحيفة إلى أن التصريحات القليلة لأعضاء الحكومة الذين تجرؤوا على اتخاذ الخطوة بالكلام في هذا الموضوع الحساس للغاية بل المحرم تناوله، ركنت إلى البلاغة والإشارات أكثر من التحليل الموضوعي الهادئ والواضح حول حالة اقتصاد البلاد وآفاقه. من جهتها، تناولت صحيفة "ليبرتي" تصريحات الرئيس السابق للحكومة أحمد بن بيتور، الذي دق مرة أخرى ناقوس الخطر بشأن المخاطر الوشيكة التي تواجه البلاد، داعيا الذين يتولون مقاليد الحكم إلى حوار بناء لتحديد حلول للأزمة المتعددة الأبعاد التي تلوح نذرها في الأفق. وذكرت صحيفة "لوسوار الجزائر" أن الحكومة الجزائرية ستبدأ يوم الأربعاء النظر في قانون المالية ل2016، وتكشف بالتفصيل السياسة الاقتصادية الحقيقية التي من خلالها تعتزم السلطة مواجهة الأزمة الخطيرة الناجمة عن الانخفاض الحاد لأسعار النفط. من جانبها، أشارت صحيفة "لوكوتديان وهران" إلى أنه لا يكاد يمر أسبوع بل يوم دون أن يتم نشر تحليلات وتعليقات تكشف الوضع الخطير الذي يبدو أن الاقتصاد الوطني يتجه نحوه، مبرزة أن كل هذه المساهمات تتساءل حول سياسة الحكومة، وتقترح حلولا ذات طابع عام لوقف الانزلاق نحو الأزمة. وفي تونس، خصصت الصحف حيزا ضافيا للتهديد الأمني المتواصل في البلاد، في ضوء كشف مخططات عن ضرب مواقع في العاصمة. وأوردت صحيفة (المغرب) أن معلومات استخباراتية تفيد بأن تهديدات إرهابية تستهدف، في هذه الفترة، مقرات حساسة وحيوية بالعاصمة وبمناطق أخرى في تونس. وربطت الصحيفة بين هذه المعلومات وشهر شتنبر في يومه 14 الذي أصبحت له رمزية خاصة في تونس ترتفع معها درجات الحيطة والحذر، بعد حادثة الاعتداء على السفارة الأمريكية، حيث تؤكد معلومات، وفق مصدر من وزارة الداخلية، أن هناك "تهديدات بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة ووسائل أخرى". وخصصت جريدة (الصريح) صفحة كاملة لهذه التهديدات اختارت لها عنوان "أسرار مخطط 11 شتنبر في العاصمة"، ونقلت فيها عن مصدر رفيع بوزارة الداخلية تأكيده لمخططات إرهابية تزامنا مع أحداث 11 شتنبر بالولايات المتحدة و14 منه بتونس، مضيفا أن إجراءات واحتياطات أمنية اتخذت منذ نحو ثلاثة أسابيع عندما أصدرت الوزارة الوصية بلاغات تعلن فيها عن البعض من هذه الاجراءات، على غرار منع الجولان في أوقات معينة. وأوضح مصدر الصحيفة أن هناك "احتياطات وعملا ميدانيا خاصا بالسجون لحمايتها وانتشارا أمنيا واستراتيجية خاصة بالمطارات والموانئ، مع تكثيف المراقبة واليقظة إلى جانب الانتشار الأمني المحكم على الطرقات ومداخل المدن". الصحيفة ذاتها أفادت أيضا بأن بيانات تنظيم (داعش) وأناشيدها أصبحت تذاع منذ ثلاثة أيام بالجنوب التونسي، موردة أن خبيرة في المجال الأمني اعتبرت هذا البث "مقدمة لما هو آت"، خاصة وأن الجنوب "مقدم على انفجار كبير يبدأ بتحركات اجتماعية وينتهي بفوضى عارمة، وذلك لتهيئة الأرضية لمسلحي (داعش) دخول البلاد". وفي موريتانيا، تصدر انطلاق اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع لحوار وطني شامل اهتمامات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الأمل الجديد) أن جلسات اللقاء التشاوري التمهيدي الموسع للحوار الوطني الشامل انطلقت بحضور وازن للأغلبية الحاكمة وغياب تام لأحزاب المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض. ولاحظت الصحيفة أن مقاعد المنتدى ظلت شاغرة، في المقابل حضر حزبان محسوبان على المنتدى، هما حزب التجمع من أجل موريتانيا (تمام) و(المستقبل) على الرغم من أن المنتدى استبق الأمر وأعلن أنه قطع الصلة مع مثل هذه الأحزاب منذ مدة. وتحت عنوان "موريتانيا تتحاور"، أشارت جريدة (الفجر) إلى أن اللقاء التشاوري انطلق بحضور 500 شخصية من مختلف مكونات الطيف السياسي وهيئات المجتمع المدني وهو ما اعتبره الوزير الأول الموريتاني، يحي ولد حدمين لحظة فارقة في تاريخ موريتانيا". وقالت الصحيفة إن المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للقاء التشاوري أجمعوا على ضرورة الخروج بنتائج إيجابية، مشددين على أن الحوار يبقى الطريق الأمثل لحل كل الاشكاليات القائمة. وتصدرت الصفحة الأولى للصحيفة عناوين من قبيل "إجماع في منتدى المعارضة على رفض الحوار" و" ولد محم : الحوار أفضل وسيلة لتجاوز حالة الجمود" و"بيجل ولد هميد : جئنا لنطلب تأجيل الحوار" و"ولد رزوك : ليس هناك طريق غير الحوار". على صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية لاجتماع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أمس الاثنين في نواكشوط، مع لويز كورد مديرة العمليات لغرب إفريقيا في البنك الدولي ومنح هذا الأخير موريتانيا دعما بقيمة 19 مليون دولار أمريكي لإطلاق أحد محاور الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية.