واصلت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، خوضها في القضايا الراهنة بالمنطقة، أبرزها الصراعات داخل حزب (نداء تونس)، وتأثر الجزائر بتراجع أسعار النفط، ومساعي تنظيم حوار وطني شامل في موريتانيا. ففي تونس، خصصت الصحف مساحات واسعة للوضع داخل (نداء تونس) الذي يعيش منذ مدة على وقع صراعات داخلية قالت عنها صحيفة (المغرب) إنها تحتدم تحت شعار "التصعيد لتحسين شروط التفاوض"، مستعرضة كرونولوجيا اللقاءات المكثفة التي عقدها طيلة الأسبوع الماضي، أولها الاجتماع العاجل للمكتب السياسي بسبب تصريحات نائب رئيس الحزب، حافظ قايد السبسي، جاء فيها أن "المكتب السياسي ملغى منذ يونيو 2015"، تلاه اجتماع مع رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ثم اجتماع للكتلة النيابية، واجتماع للمكتب التنفيذي، ثم اجتماع "غير رسمي" في جربة ل"التيار التصحيحي". وفي سردها لهذه الكرونولوجيا، اعتبرت الصحيفة أن الرؤية "ما تزال غير واضحة حول مصير الحزب الحاكم بسبب الانقسامات الداخلية"، مشيرة إلى أن الأيام المقبلة ستكون "حاسمة". كما نشرت الصحيفة ذاتها حوارا مسهبا مع الناطق الرسمي باسم (نداء تونس) بوجمعة الرميلي، تمسك فيه بتفاؤله وتوقعه "قرب انفراج الأزمة" التي وإن احتدت "فهي لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة والحلول تظل قائمة". وفي الوقت الذي اعتبرت فيه صحيفة (الصباح) أن بعض "توصيات" اجتماع جربة أوحت باحتمال "انشقاق عدد من القياديين" في الحزب، بينهم شخصيات لعبت دورا مركزيا في مرحلة التأسيس، فقد تساءلت صحيفة (الشروق) حول ما إذا كان لقاء جربة "انقلابا أم تغيرا في موازين القوى". وكتبت أن من المتابعين من يرى بأن هذا الاجتماع "كرس الانقسام التام داخل الحزب وزاد في تعميق جراح النداء في انتظار أن تتفاقم الأمور أكثر في الفترة القادمة"، متحدثة عن تلميحات صادرة عن الجناح الرافض لعقد اجتماع جربة مفادها أن "النداء انتهى وفي طريقه إلى الهاوية". أما صحيفة (التونسية) فنقلت أن شقا كبيرا من الندائيين والمتابعين للشأن السياسي يرون أن هذا الاجتماع "سيكون انطلاقة جديدة للحزب وسيساهم بشكل كبير في رسم ملامح مرحلة ما بعد المؤتمر". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الضمير) أن أزمة الحزب الحاكم ستبقى في مقدمة القضايا التي ستشغل الرأي العام إلى تاريخ عقد المؤتمر التأسيسي للحزب، وربما قد يمتد ذلك لفترة أطول، لأنه من الصعب الجزم بأن انعقاد المؤتمر سيحسم الصراع الداخلي "ويضع حدا لتداعياته على الحزب وعلى الدولة". وفي الجزائر، توقفت الصحف عند تداعيات تراجع أسعار النفط على الداخل، حيث أوردت صحيفة (الفجر) أن مشروع قانون المالية يتوعد بارتفاع الأسعار والضرائب وترشيد النفقات، بما يعني أن الجزائريين على موعد مع شد الحزام في 2016. وأوضحت الصحيفة أن "الحكومة تخطط، بداية من السنة الجديدة، لترشيد مواردها المالية من خلال محاربة التبذير، في ظل ظرف مالي متأزم، لكن مع إعادة بعث الاستثمار الإنتاجي الذي يعتبر من أولويات الحكومة". ومن تداعيات الأزمة قرار العودة إلى الاستدانة. فنقلت صحيفة (المحور اليومي) دعوة وزير التجارة بختي بلعايب إلى عدم تضخيم فكرة العودة إلى سياسة الاستدانة الخارجية، قائلا إن هذا الإجراء "جاء في ظروف استثنائية، وهناك دول غنية معروفة تعتمد على نهج الاستدانة كذلك، خاصة ما تعلق بمشاريع تصب في الصالح العام"، ومشددا على أن هذه الخطوة "غير كارثية، وأنø الجزائر قادرة على الخروج من هذه الأزمة". ومن جهتها، رأت صحيفة (الشروق) أن التقشف الذي يضرب أعناق وأرزاق القلوب قبل الجيوب، منذ انهيار أسعار البترول، خلط الحسابات ونقل الرعب إلى المسؤولين قبل المواطنين، معتبرا أن انهيار قيمة الدينار الجزائري ?مقابل التهاب بورصة العملة الصعبة، مشهد آخر لأزمة مالية. وأضافت الصحيفة أن انهيار القدرة الشرائية " أصبح مفزعا، وغير قابل للمقاومة والتصدي". وكتبت، في هذا الصدد، أن "زائر الأسواق والمحلات التجارية، والموظف الأجير، وحتى صغار التجار، هم وحدهم من يعرف المصيبة التي تواجههم كل صباح ومساء، عندما يدخلون أيديهم إلى جيوبهم،يدركون جيدا أنهم مستهدفون في توازنهم المالي، وفي رزقهم وفي عيشتهم الكريمة وفي كرامتهم أيضا". وأوردت (الشروق) أيضا أن وزير التجارة بختي بلعايب ووزير المالية عبد الرحمن بن خالفة ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، اعترفوا في لقاء، مؤخرا، بلجوء الحكومة إلى طلب قرض مالي من جمهورية الصين الشعبية، مشيرين إلى أن هذا القرض سيكون له "نفع كبير على الاقتصاد الوطني"، ورافضين وصفه بالعودة إلى الاستدانة، حيث هو في نظرهم "مجرد إجراء اقتصادي عادي لتجسيد مشاريع ذات مردودية". ومن جهة أخرى، أفادت صحيفة (الخبر) بأن الجزائر ستواجه تحديا جديدا في سوق الغاز، مع دخول الغاز الطبيعي المميع الأمريكي إلى أسواق أوروبا التي تمثل أكبر منفذ، حيث توفر الجزائر 12 في المائة من الحاجيات، ناقلة عن تقرير لمجموعة (توتال) الفرنسية توقعها باحتدام المنافسة في سوق يعرف انكماشا في الطلب، ما سيشكل عامل ضغط إضافي، سيدفع الجزائر إلى البحث عن بدائل ومنافذ خارج دائرة أهم شركائها. وفي موريتانيا، انصب اهتمام الصحف على المساعي المبذولة لتنظيم حوار وطني شامل يجمع مختلف مكونات الطيف السياسي. وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة (المستقبل الموريتاني) أن موضوع الحوا ر المرتقب بات يطغى على الساحة السياسية حيث تطرح تساؤلات عما إذا كان سينعقد بمن حضر في حالة إصرار المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة راديكالية) على المقاطعة، مضيفة أنه في ظل ذلك تشهد الساحة السياسية حراكا غير مسبوق. وذكرت الصحيفة بميلاد تنسيقية شبابية تضم أعضاء من المنتدى وآخرين من الأغلبية، هدفها "مشاركة الشباب في السياسة واللعبة وعدم تركها بيد الشيوخ الذين يريدون من الشباب وقودا للوصول إلى مآربهم الذاتية الضيقة". ومن جهتها، أشارت صحيفة (الأمل الجديد) إلى الإعلان عن تأسيس تكتل جديد، يضم مجموعة من التنظيمات وهيئات المجتمع المدني من بينها نقابتا المحامين والصحفيين، أطلق على نفسه "المسعى المدني المستقل من أجل الحوار"، مشيرة إلى أن هدفه السعي إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء السياسيين "من أجل تذليل الصعاب وصولا لإقامة حوار وطني شامل وجاد". ونقلت الصحيفة عن نقيب الصحفيين الموريتانيين، أحمد سالم ولد المختار، الأمين العام لهذا التكتل الجديد، قوله إنهم في هذه الهيئة المستقلة "لهم نفس المسافة من الأحزاب السياسية وسيلعبون دور المسهل لتجاوز الأزمة"، مضيفا أنه "مادام الحوار مستقلا فيجب على المجتمع المدني أن يلعب دوره فيه". ومن جانب آخر، اهتمت الصحف الموريتانية بمباراة ذهاب الدور الثاني والأخير من تصفيات بطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين (رواندا 2016) والتي جمعت، الأحد الماضي في باماكو، بين المنتخبين المالي والموريتاني، وانتهت بفوز الفريق المضيف 2-1 . وأجمعت على أن منتخب (المرابطون) قادر على تدارك الموقف في مباراة الإياب، السبت المقبل في نواكشوط، وتحقيق التأهل للأدوار النهائية. وفي ذات السياق، نقلت صحيفة (الشعب) عن وزيرة الشباب والرياضة، كامبا با، قولها لدى استقبالها أمس الاثنين أعضاء المنتخب الموريتاني بالمطار، إن نتيجة لقاء الذهاب يمكن تعويضها في مباراة الإياب، مؤكدة أن الجمهور الرياضي الموريتاني يعلق آمالا عريضة على المنتخب المحلي من أجل تحقيق الفوز في مباراة الإياب وضمان التأهل لنهائيات رواندا 2016.