توقفت الصحف التونسية، الصادرة اليوم السبت، عند الصراعات داخل الحزب الحاكم، فيما تناولت الصحف الجزائرية خلاصات الحوار الاجتماعي المنعقد مؤخرا. ففي تونس، اهتمت الصحف بالوضع داخل حزب (نداء تونس)، الذي يمر بفترة عصيبة بفعل الخلافات بين عدد من قيادييه، حيث تساءل صاحب افتتاحية صحيفة (المغرب) عما إذا كانت هذه الخلافات تؤشر على "نهاية" الحزب. وكتب أن قيادات ومناضلي وأنصار وناخبي (نداء تونس) يتساءلون كما بقية المشهد السياسي "هل نحن أمام بداية نهاية حزب نداء تونس¿، والإيذان بميلاد كائنات حزبية جديدة قد يرث بعضها الاسم دون وراثة المشروع والهوية الأصلية¿". ولاحظ أن الصراع الحزبي قد يشهد تحولا نوعيا "بتكريس الانشقاق الفعلي والنهائي لهذا الحزب اليوم وغدا في جربة" في اجتماع سينضاف إلى سلسلة الاجتماعات التي عقدت الأسبوع الجاري لرأب الصدع، أبرزها لقاء أهم فرقاء الحزب مع رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، والذي "لم يستطع ضبط كل الانفلاتات"، خالصة إلى أن اجتماع جربة "قد يطلق رصاصة الرحمة على نداء تونس في شكله الحالي". أما صحيفة (الشروق) قالت إن الانتظارات كبيرة لمعرفة مآلات الصراع الحاد الذي ضرب الهياكل القيادية لهذا الحزب، وتحول معه إلى مادة إعلامية خصبة تتغذى منها مختلف وسائل الإعلام، خبرا وتحليلا وتعليقا، متسائلة "لماذا وصل الحال بنداء تونس إلى ما وصل إليه من تنافر¿". ولخصت الصحيفة الصراع بأنه قائم على "حرب للتموقع والبحث عن الريادة والزعامة استعدادا للمؤتمر الوطني الأول"، وأنه مهما تعددت عناوين الاختلاف وتشابكت التصريحات والمواقف وتتالت الاتهامات، "فإن الخلفية هي خلافة الباجي (الرئيس المؤسس) في قيادة الحزب خلال الفترة القادمة". وفي قراءتها لجوهر الصراع داخل (نداء تونس)، رأت صحيفة (الصريح) أن المشكل الأول يتمثل في حافظ قايد السبسي نائب رئيس الحزب، "الذي يثير موقعه المؤثر غضب العديد من مؤسسي الحزب وقيادييه، وخاصة في تيار اليساريين والنقابيين وعلى رأسهم محسن مرزوق أمين عام النداء"، ثم اشتداد الصراع بين التيارين المسيطرين على الحزب، تيار الدساترة وتيار اليساريين النقابيين، وخروج هذا الصراع عن الضوابط الحزبية ليتداعى بسلبياته على قواعد الحزب في العديد من المناطق "التي تمردت" على قياداتها. وبحسب صحيفة (الصباح) فإنه من غير الطبيعي فرض هذه الخلافات على الشعب التونسي وجعله ينام ويصحو على أخبار الصراع بين أطراف متعددة داخل حزب واحد "على خلفية التهافت على السلطة". وتابعت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن مشاكل التونسيين وصعوبات الحياة والجهد الكبير من أجل لقمة العيش التي أصبحت صعبة بما فيه الكفاية "أهم بكثير مما يحدث من صراعات داخل حزب سياسي أيا كان موقعه في الساحة"، مضيفة أن "الناخب ربما كان سيتفهم الأمر لو أن حزب (نداء تونس) كان خارج الحكم، لكن عندما يكون أمر البلاد بيده فهذا يعتبر تخليا عن المسؤولية واستهانة بأصوات الناخبين الذين وضعوا أمرهم بيد هذا الحزب". أما في الجزائر، فقد خاضت الصحف في موضوع الحوار الاجتماعي، الذي عقد هذا الأسبوع، والخلاصات التي انتهى إليها، خاصة في الظرفية الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر منها البلاد، نتيجة تراجع أسعار النفط في السوق العالمية. وأوردت صحيفة (ليبرتي) أن الحوار الذي جمع الثلاثية المتمثلة في الحكومة ونقابة العمال وأرباب العمل، عرف إقصاء النقابات المستقلة وانتهى من حيث بدأ، إذ لم يتم التطرق فيه لأي ملف، باستثناء التذكير ببعض المبادرات المتخذة، وتقديم وعود لا تتجاوز في مجملها عدد أصابع اليد، مع تجاهل تام للقضايا التي تهم البلاد. وعبرت صحيفة (لوسوار دالجيري) عن أسفها ل"الخطاب المزدوج" للحكومة المتمثل في إعلان الوزير الأول، بعد الحوار، عن تعليق التقاعد المسبق، مما يتناقض وتصريحات وزير الشغل الذي أكد أن هذه القضية لم تكن مبرمجة ضمن جدول الأعمال، متسائلة "من يقول الحقيقة إذن¿". وفي السياق الاجتماعي، نشرت صحيفة (الخبر) مضامين التقرير السنوي حول الأغذية والزراعة لعام 2015 لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، جاء فيه أن 8.2 في المائة من الجزائريين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم. ونقلت صحيفة (الشروق) خلاصات تقرير صادر عن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تفيد بأن عدد الجزائريين الذين يعيشون تحت عتبة الفقر، قفز من 10 ملايين إلى 14 مليونا، أي نحو 35 بالمائة من الجزائريين تدهورت وضعيتهم الاجتماعية وأصبحوا غير قادرين على اقتناء أساسيات الحياة. ووفق التقرير، فإن "80 بالمائة من ثروات البلاد يستولي عليها 10 بالمائة من الجزائريين، فيما يتخبط 90 بالمائة منهم في الفقر، 40 بالمائة يعيشون فقرا مدقعا"، معتبرة أن هذا الوضع "جد مقلق ويجعل الفجوة أعمق بين طبقات المجتمع".