اهتمت الصحف التونسية ، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص بالوضع داخل حزب (نداء تونس) الحاكم، فيما ركزت الصحف الموريتانية على مساعي إطلاق الحوار الوطني الشامل. ففي تونس، تطرقت الصحف للوضع داخل الحزب الحاكم في ظل الشرخ بين قيادييه، حيث كتبت صحيفة (المغرب) أن الهدف من اجتماع قياديي (نداء تونس) برئيس حزبهم السابق الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية، هو تهدئة الأوضاع ووضع حد لنزيف التصريحات والخلافات والصراعات بين القياديين والتوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف لعقد مؤتمر الحزب في أقرب وقت ممكن للقطع نهائيا مع هذه الصراعات. وسردت الصحيفة برنامج الاجتماعات المكثفة للحزب في ظرف أسبوع واحد بدأت بلقاء طارئ بشأن تصريحات داخلية بخصوص المكتب السياسي تلاه اجتماع مع رئيس الجمهورية ثم اجتماع للكتلة البرلمانية وغدا اجتماع للمكتب التنفيذي يليه اجتماع آخر غير رسمي بجربة (جنوب) لتكون "الرؤية غير واضحة فيما يتعلق بلم شمل الحزب والتخلي عن الصراعات". ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم (نداء تونس) بوجمعة الرميلي أن الاجتماع مع الرئيس الباجي قايد السبسي انتهى إلى "ضرورة عقد المؤتمر في شهر دجنبر المقبل"، و"وضع حد نهائي للتصريحات التي لن تزيد إلا في تعكر الأجواء والاحتقان فضلا عن إعطاء صورة سلبية عن الحزب". وتحت عنوان "إلى أين يسير حزب (نداء تونس)¿"، لاحظت صحيفة (الصباح) أن أكثر ما يلفت النظر أن تقييمات لقاء القياديين مع رئيس الجمهورية تباينت "وكأن كل مجموعة حضرت لقاء خاصا، كل طرف قدم قراءة لها ..."، مشيرة إلى أن أنصار كل فريق يلعب مجموعة من الأوراق "الرابحة"، حيث يتمسك أنصار الأمين العام محسن مرزوق بورقة "الشرعية واحترام المؤسسات"، فيما يبرز أنصار نائب رئيس الحزب حافظ قايد السبسي "إخفاقات المكتب السياسي الحالي" ويدعون إلى "الانفتاح" على شخصيات سياسية من خارج الحزب من بينها مستقلون ونقابيون ومسؤولون سابقون. وخلصت الصحيفة إلى أنه في كل الحالات، ستكشف الأيام المقبلة إن كان (النداء) قادرا على التأقلم مع المعطيات الجديدة والانفتاح ، فعلا، على الشباب والمستقلين والشخصيات الوطنية، "أم أنه سيظل مجرد ناد لوجوه سياسية ونقابية متناقضة المصالح والأجندات.. وجوه انتهى دورها وهي لا تعلم". صحيفة (الشروق) رأت أن أزمة (النداء) في طريقها إلى الحل، مراهنة على اجتماع جربة ، غدا السبت ، حيث سيكون فرصة لتحقيق التوافق لكونه سيجمع قيادات الحزب المركزية مع القيادات الجهوية والمحلية، ناقلة عن مصادرها أن الرئيس السابق لحزب (نداء تونس) "هدد بالتبرؤ نهائيا من الحزب إذا لم ينجح اجتماع جربة في الغلق نهائيا لملف الخلافات الداخلية بين عدد من قياديي الحزب". ومن جهتها ، ركزت الصحف الموريتانية على المساعي الجارية لإطلاق الحوار الوطني الشامل المرتقب خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر الجاري. وفي هذا السياق، أشارت الصحف إلى الإعلان عن ميلاد "المسعى المدني المستقل من أجل الحوار الشامل"، وهو هيئة مدنية تهدف إلى "تذليل الصعاب وصولا إلى إقامة حوار وطني شامل وجاد يأخذ بعين الاعتبار آمال وطموحات المواطن الموريتاني". وقالت إن هذه الهيئة ستتخذ خلال الأيام القادمة كل الخطوات والتدابير اللازمة من أجل تحقيق هذا الهدف، كما ستعلن عن برنامجها وخطة عملها خلال ندوة صحفية ستعقد لاحقا. وفي سياق متصل، توقفت الصحف عند رسالة رد بها (المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة) المعارض على وثيقة الوزير الأول المتعلقة بالحوار حيث أكد رفضه الدخول في أي حوار تنظمه الحكومة الموريتانية قبل الرد على "وثيقة المنتدى من أجل الحوار مع السلطة"، وعلى رسالتين أخريين، والتي تضمنت كلها ما وصفها ب" اقتراحات بناءة" تقدم بها، في إطار الإعداد لهذا الحوار الوطني الشامل. واعتبر المنتدى أن نتائج الأيام التشاورية المنعقدة في شهر شتنبر الماضي من طرف "أحزاب وشخصيات مرتبطة بالحكومة لا تلزم إلا منظميها أو المشاركين فيها". كما تطرقت الصحف لانتخاب نقيب المحامين السابق أحمد سالم ولد بوحبيني، أمس الخميس، رئيسا دوريا للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، فيما تم انتخاب نواب للرئيس ممثلين لهيئات المجتمع المدني والقطب السياسي والنقابات.