شهدت احتفالات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بدورتها السبعين، تجاذبا حادا بين دبلوماسيين مغاربة وجزائريين، حيث كال نائب السفير الجزائري للمملكة الكثير من النعوت والأوصاف اللاذعة، فيما رد الجانب المغربي بقوة من خلال إثارة انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة "القبايل" بالجارة الشرقية. وانطلق التجاذب بين الوفدين المغربي والجزائري بمناسبة الاحتفال الأممي، وفق بيان للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأممالمتحدة، اليوم الاثنين، من الخطاب الذي تلاه نائب السفير الجزائري بالأممالمتحدة، والذي خصصه للنيل من كرامة المملكة، وكان طافحا باستفزازات خطيرة للبلاد. وأورد بيان للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأممالمتحدة، أنه "دون إيلاء أي اعتبار لأهمية وطابع هذا الحدث العالمي، خصص الدبلوماسي الجزائري جزء من خطابه لمهاجمة المغرب بكلمات لاذعة وغير ملائمة حول موضوع الصحراء المغربية، وتسيء للوحدة الترابية للمغرب". وأضاف المصدر ذاته أن رد البعثة المغربية كان في مستوى الاستفزاز الجزائري، موضحا أن نائب الممثل الدائم، عبد الرزاق لعسل (الصورة)، ذكر بأنه "من المؤسف أن نرى البعض يهب بمناسبة هذا الاحتفال ليطالب بتنفيذ حق من الحقوق، بينما هو نفسه يحرم ساكنته من الحقوق ذاتها". وسجل الدبلوماسي المغربي أنه "لا يزال أحد أقدم الشعوب في إفريقيا محروما من حقه في تقرير المصير"، مبرزا أن "التطلعات المشروعة للسكان الأصليين بمنطقة "القبايل"ما زالت تنتهك في القرن 21"، مضيفا أن "حقوقهم الإنسانية تنتهك يوميا، كما أن ممثليهم الشرعيين يتعرضون للقمع، وقادتهم للاضطهاد، حتى وهم في المنفى". وشدد الدبلوماسي المغربي، تبعا للبيان، على "المسؤولية السياسية للأمم المتحدة من أجل رفع هذا الظلم التاريخي ضد القبايليين"، مردفا أنه ""يجب أن يتمتع هذا الشعب، الذي يصل تعداده إلى 8 ملايين نسمة، والذي يعود إلى 9000 سنة، بحقه في الحكم الذاتي والاعتراف بهويته الثقافية واللغوية". وذكر لعسل في هذا الصدد المادة 1 من ميثاق الأممالمتحدة، والمادة 2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة الأولى من الميثاقين الدوليين الخاصين بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالحقوق المدنية والسياسية، والمادتين 1 و4 من إعلان الأممالمتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية. وأشارت البعثة المغربية إلى أن العديد من الوفود انتقدت، في حوارات خاصة، الوفد الجزائري لإدراجه الأجندة الوطنية لبلاده في الاحتفال بالذكرى ال70 للأمم المتحدة، معتبرة أن هذه التظاهرة ينبغي أن تشكل مناسبة للتوافق، واتحاد المجموعة الدولية لمواجهة التحديات المتعددة الأبعاد، التي تهدد الإنسانية، وليس للانقسام أو إبراز النزاعات الثنائية".