اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الأحد، بجملة مواضيع في مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية واستمرار المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية ، والأزمتين السورية واليمنية ،فضلا عن مواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأخبار)، في مقال بعنوان "الانتخابات وتوقعات النخبة"، أنه رغم كل الضجة التي ثارت بشأنها واللغط الذي دار حولها، "لم تكن نسبة الحضور أو المشاركة التي رآها البعض ضعيفة نسبيا في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي جرت في جزئها الأول الأسبوع الماضي، هي الملمح الوحيد اللافت للانتباه ". وأضافت أن هناك بعض المفاجآت أو الملامح الأخرى اللافتة للانتباه بقوة ظهرت من خلال النتائج الرسمية الملعنة "تستحق بكل تأكيد التوقف عندها" مشيرة إلى أن من أبرز هذه المفاجآت التي تصدرت المشهد وفور إعلان النتائج، فشل معظم التوقعات وسقوط مجمل التخوفات التي أطلقتها الجماعات المسماة بالنخبة من المحللين الاستراتيجيين والناشطين السياسيين والخبراء في الشأن الداخلي. أما صحيفة (الجمهورية)، فتناولت القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء لفائدة مزارعي القطن بتحديد سعر القنطار مؤكدة أن هذه الخطوة "هي نهاية سعيدة ولكنها مؤقتة لمسلسل زراعة القطن في مصر عندما هدد وزير سابق بعدم دعم مزارعيه تاركا إياهم وجها لوجه مع شركات الغزل والنسيج ومستوردي الأقطان أصحاب المصلحة الأكيدة في زوال عرش القطن المصري" . وأعربت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "قرارات لصالح الفلاحين"، عن أملها في قرارات أخرى تصب في تحسين أحوال الفلاحين عموما وتعمل على حل مشكلاتهم (...) حتى لا يتحول عرق الفلاحين إلى أرصدة لدى كبار الاحتكاريين . في قطر ، اهتمت صحيفة (الشرق) بالتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية "،ملاحظة أن نتائج اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ومع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو،" لا يبدو أنها قد تثمر شيئا أو تحقق هدفها الذي يرمي الى تهدئة الأوضاع المشتعلة في الاراضي الفلسطينية ". و كتبت الصحيفة في افتتاحيتها أن نتائج هذه اللقاءات وما تمخض عنها من اتفاق للتهدئة "لا تتضمن جديدا وهي ليست سوى تكرار للأساليب القديمة ذاتها والتي لا ينتج عنها شيئا سوى اعادة انتاج الأزمة في كل مرة". في السياق ذاته، اعتبرت صحيفة (الراية ) في افتتاحيتها أنه من المهم أن تدرك إسرائيل أن تهدئة الأوضاع في القدس الشريف خاصة محيط المسجد الأقصى "مرهون بإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها وهذا يعني سحب إسرائيل أجهزتها الأمنية وعدم سماحها للمستوطنين بتدنيس حرمة المسجد الأقصى". وشددت (الراية) على أن الدور الأمريكي في التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل "يجب ألا ينحاز لإسرائيل خاصة وأن الحقائق واضحة وإسرائيل هي التي خططت لتأزيم الأوضاع بمحاولاتها فرض واقع جديد في المسجد الأقصى". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "دك معاقل الإرهاب"، أن قوات التحالف العربي دكت معاقل الإرهاب، التي يتم فيها التخطيط للتآمر على وحدة اليمن واستقراره، في " خطوة عظيمة، من حيث إنها أصابت قيادات الحوثيين، وأضعفت ميليشيات الإرهاب ". وأكدت على أن ضربات التحالف العربي لمعسكر الإرهاب سوف تتواصل، وبقوة وحزم، حتى يتم تحرير كل اليمن، وتأمين الحياة فيه، وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، "فاليمن أيضا يؤثر على كل المنطقة، ولا تنحصر أزمته في داخله، بل لها آثار ارتدادية تقول إن الوقوف في وجهها بشكل مبكر أمر لا مفر منه ". ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الاتحاد) في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، أنه يجب على العرب والمسلمين أن ينتبهوا إلى ما تقوم به إيران من هجوم منظم وموجه ومركز على المملكة العربية السعودية. وأوضح كاتب المقال "ليست المملكة هي المستهدفة من وراء هذه الحملة، ويجب أن ندرك جميعا، أن تلك التصرفات تضر كل العرب والمسلمين، بغض النظر عن أصولهم أو مذاهبهم، وطهران تعتقد أن ذلك سيفيدها كنظام إيراني، لأنها تظن أنها بإضعافها وإنهاكها المملكة العربية السعودية، ستكون قد قضت على الدولة العربية الكبرى التي تواجهها بحزم وتتصدى لأطماع هذا النظام التوسعي". أما صحيفة (الخليج)، فلاحظت في افتتاحية بعنوان "أمانة الأمين العام"، أن هناك في تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد زيارته لفلسطين المحتلة والضفة الغربية، واجتماعه برئيس وزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، " شيء من التورية والترميز إلى حدود الخلط بين الجاني والضحية والمعتدي والمعتدى عليه ". وأكدت الصحيفة أنه كان أجدر بالأمين العام للأمم المتحدة أن يكون أمينا على مبادئ الأممالمتحدة وميثاقها لا أن يرسل كلاما فيه من الازدواجية ما يكفي لتحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية ما يجري على الأرض الفلسطينية من أعمال قتل وانتهاك للمقدسات والمحرمات وممارسات عنصرية وحصار. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إنه بات من المؤكد أن دخول روسيا على خط المواجهة مع تنظيم (داعش) الإرهابي في سورية لن يقتصر على مجرد المراهنة على بقاء بشار الأسد في الحكم أو رحيله من السلطة، وإنما "سيمتد لأبعد من ذلك بكثير ولينبئ بمرحلة جديدة من إعادة التوازنات في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي". وكتبت الصحيفة أنه "على خلاف نفاق الإدارة الأمريكية التي تريد أن تحقق أكثر من هدف في آن واحد، أي إزاحة بشار الأسد من الحكم والقضاء على الإرهاب وإشاعة الديمقراطية في المنطقة"، فإن لدى الروس هدف واحد ومحدد لهذه المرحلة على الأقل وما بعد ذلك يمكن أن يحل عن طريق الحوار والمفاوضات والطرق السلمية. وفي السياق ذاته، أوضحت صحيفة (الوطن) أن الإستراتيجية الروسية في سوريا ميدانيا تقوم على قصف مواقع للمعارضة بهدف تعزيز مواقع قوات حليفها بشار الأسد، وذلك ضمن توجهات مصالحها ورؤيتها المخالفة للتوجهات الأمريكية والغربية بالمنطقة. وأكدت الصحيفة أن موسكو لن تحيد عن مشروعها في منطقة الشرق الأوسط الساعي لتعزيز نفوذها، فهي من أجل ذلك ستعمل وفق كافة السبل والفرص الممكنة من أجل بناء روسياالجديدة القوية، مشيرة إلى أن دعوة السفير الروسي في لندن إلى "إنشاء جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب"، وتدشين موسكو للمركز المعلوماتي لمحاربة (داعش)، الذي يضم ممثلي هيئات أركان جيوش روسياوإيران والعراق وسورية، يندرجان ضمن هذه التوجهات الإستراتيجية الروسية في المنطقة. وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "التنسيق الأردني الروسي: الأرباح والخسائر..!!"، للاتفاق بين وزيري الخارجية الأردني والروسي في فيينا على التنسيق بشأن سوريا، واعتبرت أن عمان انتقلت بهذا الموقف من نقطة "الحياد الايجابي" إلى "الانحياز" المباشر للتدخل الروسي. وأضافت أنه وفقا لحسابات الربح والخسارة، وفي ضوء عدم وضوح مواقف دول إقليمية يرتبط بها الأردن بعلاقات استراتيجية، فإن الاستدارة الأردنية نحو هذا التنسيق "تنم عن قراءة سياسية وأمنية مفهومة، لكنها (الاستدارة) بحاجة إلى ترتيبات أخرى تضمن الحفاظ على علاقاتنا الاستراتيجية مع حلفاء وأشقاء ما زالوا يتحفظون على التدخل الروسي (...)". وبشأن الموضوع ذاته، رأت صحيفة (الغد)، في مقال لها، أن من السذاجة القول إن هذا التنسيق الأردني الروسي عسكري بحت، ومجرد من المعاني السياسية، موضحة أن المصالح السياسية والأمنية المتحققة منه تتمثل في ضمان المصالح الأردنية في أي تسوية سياسية في سوريا، وتأمين الوضع القائم حاليا على الحدود معها. وفي مقال بعنوان "خارطة طريق جيل أسلو"، اعتبرت صحيفة (الرأي)، أن المهم أن يتم التفكير في الأفق السياسي للنتائج المتوقعة لموجة المقاومة الجديدة للاحتلال الإسرائيلي، لا أن تمر هذه الموجة كعاصفة عابرة، ويضاف إلى سجل الكفاح الفلسطيني عدد آخر من الضحايا. وحسب كاتب المقال، فإن "جيل أوسلو هو المحرك الرئيس لموجة المقاومة الجديدة، وهو ضحية النتائج الكارثية لهذا الاتفاق، وغالبية هؤلاء غير مؤطرين ضمن الفصائل السياسية، ويتحركون في مقاومتهم للمستوطنين وقوات الاحتلال بمبادرات فردية، أو بتنسيق محدود ضمن جماعات صغيرة، فهو جيل متحمس يرسم بالدماء (خارطة طريق) جديدة للمقاومة".