اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، بجملة مواضيع في مقدمتها الأزمة السورية والدور الروسي الجديد فيها وما خلفه من ردود فعل متباينة، واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في مقال بعنوان (ماذا بعد فشل قمة أوباما وبوتين) عن اللقاء الذي جمع الرئيسين الأمريكي والروسي في نيويورك. وقالت إن هذا اللقاء فشل في الاتفاق على تسوية الأزمة السورية وكشف عن خلافات عميقة بين الجانبين حول مجمل قضايا الشرق الأوسط. وأشارت إلى وجود مخاوف حقيقية من أن يؤدى هذا الخلاف إلى إطالة أمد الأزمة السورية، وزيادة معاناة وعذابات الشعب السوري، خاصة إن بادرت روسيا بعمل عسكري منفرد ضد داعش في سوريا يحرج الموقف الأمريكي ويدفعه الى تصعيد العقوبات ضد روسيا. أما صحيفة (الأخبار) فتحدثت في مقال بعنوان (هل يستيقظ العرب) عن الحال العربي، وقالت إن كل الأطراف العربية هي الخاسرة من كل هذه الصراعات الدامية، والحروب المستقلة، في أجزاء كثيرة من الوطن العربي الآن، والتي نشرت الموت والخراب والدمار في العراقوسوريا وليبيا واليمن. وأعربت عن اعتقادها بأن ما كان يتردد في دوائر صنع القرار الأمريكي، عن الفوضي الخلاقة وأن الهدف من ورائها هو أن تصبح إسرائيل هي الدولة الأكثر قوة واستقرارا في المنطقة كلها، قد أصبح الآن علي وشك التحقق قبل أن تتساءل "هل يبقي الحال علي ما هو عليه، أم يستيقظ العرب قبل فوات الأوان". وتناولت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحيتها موضوع تقدم مصر ثلاثة مراكز في مؤشر التنافسية العالمية لعام 2015-2016 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي. وقالت إن هذا التقدم تحقق لأول مرة منذ ثورة يناير 2011 لعدة أسباب أهمها حسب المنتدى تحسن الأوضاع الأمنية والاصلاحات الاقتصادية وكفاءة فض المنازعات الاستثمارية. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن ما حصل بالأمس في ما يتعلق بالحكومة يوصف بأنه تعديل وزاري محدود، بإعفاء وزيرين ودمج وزارتين وإلغاء واحدة وإعادة إحياء أخرى، مشيرة إلى أن هناك تغييرات مستقبلية وتصحيح مسارات ستحصل، لكن بعد مزيد من الدراسة والتخطيط ومحاولة استشراف النتائج. وأوضحت الصحيفة أن فكرة "الحكومة المصغرة" لم تتبلور وتم الاكتفاء بتعديلات وتغييرات محدودة، وأنه ربما هناك توجس من الإقدام على خطوة يكون تأثيرها سلبيا بدل إيجابيتها المأمولة، خاصة وأن التصغير يعني "تضخما" في جانب آخر للجهود الملقاة على مسؤولي الدولة، مستنتجة أنه "ليس عيبا القول إن الحلول الصعبة مطلوبة في ظل الأوضاع الصعبة، لكن الحكمة قد تقتضي أحيانا التريث وضبط الأمور وإحكامها، حتى نضمن النتائج وتحقيق الأهداف". ومن جهتها، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن التحديات الاقتصادية تستلزم مبادرات وإجراءات قد تكون جديدة على الوطن والمواطن، وخاصة مع تزامن مرسوم التشكيل الوزاري مع قرار إعادة توجيه الدعم، وما شهدته بعض السلع من ارتفاع في الأسعار. وشددت الصحيفة على أن الحكومة الاقتصادية هي عنوان المرحلة القادمة، مشيرة إلى أن انشغال الوطن في المرحلة الماضية بالشأن السياسي ومواجهة مخاطر الإرهاب أسهم في أن يكون الشأن الاقتصادي في الدرجة الثانية، "إلا أن الأمر اليوم يستوجب أن يكون الملف الاقتصادي على سلم الأولويات، مع مواصلة الاهتمام والتطوير بالشأن السياسي، ومواصلة مكافحة الإرهاب والعنف والتحريض في الداخل والخارج". وفي قطر، كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن "دخول روسيا- هكذا- ميدانيا، وبهذه الصورة السافرة في الأزمة السورية، لم يجيء بتفويض أممي، وإنما بدعوة من الرئيس بشار الاسد، الذي كانت تقول عنه أمريكا إن أيامه قد أصبحت معدودة، وأنه يجب أن يرحل، ولم تقرن أقوالها بفعل على الارض". واستطردت الصحيفة قائلة "لو كانت روسيا صادقة مع نفسها، إذ هي تحارب الآن الإرهاب، لكانت قد وقفت مع الاحرار في كل مكان، ضد إرهاب الدولة البشارية، ولما كانت قد اتخذت من مواقف (فيتو العار) في مجلس الامن أكثر من مرة، مواقف تطلق بالتالي يد النظام الفظائعي، ليرتكب المزيد من الفظائع". بدورها، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن دعوة روسيا حول مكافحة الإرهاب في سوريا والقضاء على (داعش)، "تتجاهل السبب الرئيسي فيما وصلت إليه الأحوال التي تخطت معايير الكارثة الإنسانية، لتكون أكبر مأساة تشهدها المنطقة العربية بعد نكبة فلسطين عام 48، لتنضم إلى سجل الازدواجية العالمية تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية". وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها "أن دعوة روسيا مراوغة مكشوفة واستهلاك للوقت وجواز مرور دولي للدفاع عن الأسد المحاصر في دمشق(..)" على صعيد آخر ، وصفت صحيفة ( الراية) إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انسحاب السلطة الفلسطينية من اتفاق أوسلو ردا على تقاعس إسرائيل عن الوفاء بتعهداتها إزاء الخطة الانتقالية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بكونه بأنه "قرار شجاع وجرئ يتطلب من المجتمع الدولي أن يتحمل كافة مسؤولياته بعدما أفشلت إسرائيل عمدا ومع سبق الإصرار كل المساعي الإقليمية والدولية المبذولة لتحقيق السلام العادل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحفظ كرامته". إن إعلان الانسحاب من اتفاق أوسلو ، تضيف الصحيفة ، "جاء في وقته تماما ويعبر عن مطالب الشعب الفلسطيني بجميع فصائله ويحمل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن هذه التطورات ". وفي الأردن، أبرزت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، مشاركة الملك عبد الله الثاني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاءاته مع مختلف زعماء العالم وقالت إن العاهل الأردني "كان يدافع عن مصالح الأمتين العربية والإسلامية ويعزز صداقات الأردن وعلاقاته مع دول العالم ". ومن جانبها، قالت صحيفة (الدستور) إن الأردن، الذي تردد في تبني فكرة البحث عن "مناطق آمنة توافقية" في سورية كحل "ناجع" لأزمة اللجوء السوري، كان، إلى جانب لبنان، واحدا من المقاصد الأولى لطوفان اللاجئين، منبهة إلى ما يواجهه الأردن من "خطر الترك وحيدا" في التعامل مع هذا الملف في ظل تراجع الاهتمام الدولي بدعمه ودعم اللاجئين المقيمين على أرضه. واعتبر كاتب المقال بهذا الخصوص أن إعادة طرح فكرة "المناطق الآمنة التوافقية" في سورية، وفي هذا الظرف الإقليمي - الدولي المتغير "يبدو أمرا ذا قيمة سياسية عالية..."، وأن من حق الأردن أن يبادر إلى إطلاق مبادرة بهذا الشأن، "وإن لم يكن على نحو جماعي وبالاشتراك مع دول جوار سورية، فلا أقل من أن نفعل ذلك منفردين، ولحسابنا الخاص". وفي مقال بعنوان "كولسات نيويورك.. ماذا عن سورية¿"، كتبت صحيفة (الغد) أن دبلوماسيين عربا في نيويورك ينظرون إلى التحرك الروسي الأخير في سورية بوصفه مؤشرا على ضعف نظام بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس كل من شارك في "كولسات" (من كواليس) نيويورك الحالية يرى بصيص أمل في سورية، مضيفة أن لدى البعض قناعة بأن واشنطن نفضت يدها من الملف السوري تقريبا، وغير مستعدة لخطوات جريئة على غرار خطوات الرئيس الروسي، وأن "كل ما يمكن أن تسعى إليه واشنطن هو احتواء الصراع داخل سورية لأطول فترة ممكنة، وإضعاف قدرة (داعش) على تهديد دول الجوار والغرب". وبلبنان كتبت صحيفة (المستقبل) بأن تأجيل الجلسة النيابية 29 لانتخاب رئيس الجمهورية، أمس، "وصلت أصداؤه الى قاعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ما دفع بمعظم المشاركين في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الى إعادة التشديد على وجوب انتخاب رئيس". وأشارت الى أن جل تدخلات المشاركين في اجتماع المجموعة ركزت على وجوب انتخاب رئيس للبنان "في أسرع وقت"، ودعت اللبنانيين الى حل خلافاتهم. كما جددت، التزامها بدعم لبنان ومساعدته في مواجهة ملف النازحين السوريين، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني. وفي ذات السياق أبرزت (الأخبار) أن رئيس الحكومة تمام سلام "أوصل بقدر ما استطاع صوت لبنان الى المنصة الدولية، في خضم نزاعات متفجرة في المنطقة تحيل هذا البلد هامشيا وأزمته ثانوية لا تدخل في جدول أعمال المحادثات والاجتماعات".