اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس، بقضايا الشرق الأوسط، خاصة الوضع في فلسطين، وتطورات الملفين السوري واليمني، في ظل الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمتين، بالإضافة إلى نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية ومواضيع أخرى متنوعة محلية وإقليمية . ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) أن الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا، "جاءت في ظل تطورات كبرى في هذا البلد، والقوى الكبرى والإقليمية المنخرطة في الملف السوري تشير إلى احتمال تبني الحل السياسي السلمي للأزمة ". وذكرت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "الأسد في موسكو"، بأن المعلومات المتاحة حتى الآن تشير إلى أن القوى الرئيسية الفاعلة في الأزمة السورية أكثر قبولا الآن لفكرة الحل السياسي السلمي للأزمة وأنه يتم حاليا الاتفاق على التفاصيل في عواصم تلك الدول . وتحت عنوان "توجيهات السيسي.. والتزام الحكومة"، كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها، أن توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اجتماعه أمس برئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي الجديد، بعدم المساس بمحدودي الدخل وتنفيذ سياسات مالية يشعر المواطن بنتائجها، تؤكد "مدى حرص القيادة السياسية على تحقيق أهداف ثورة 30 يونيو"، وفي مقدمتها العدالة الاجتماعية وتوفير حياة كريمة لجميع المواطنين . وأشارت في هذا الصدد إلى مسؤولية الحكومة في تنفيذ توجيهات الرئيس الرامية إلى تحقيق مطالب المواطنين والنظر في شكاويهم وتخفيف الأعباء عنهم (...). وفي حديثها عن الانتخابات البرلمانية المصرية، كتبت صحيفة (الأخبار)، في عمود لأحد كتابها، أن الانخفاض اللافت في نسبة المشاركين في المرحلة الأولى من هذه الانتخابات، فتح الباب واسعا أمام العديد من الاجتهادات والرؤى الموضوعية وغير الموضوعية حول الأسباب والدوافع التي أدت لهذا الضعف البادي والظاهر في نسبة المشاركة . وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "شكرا للنفط"، أن تراجع أسعار النفط خفف، بشكل كبير، من الضغوطات التي يواجهها الاقتصاد الأردني، موضحة أن "الوضع الحالي قلص، إلى حد ما، المخاوف والتهديدات الخطيرة التي أطلت برأسها". غير أن الصحيفة أضافت أن تراجع الأسعار "مسألة لم يلمسها المواطن العادي"، وقالت إن ذلك يعود إلى تباطؤ النمو الاقتصادي المحلي، وضعف القدرة على إنشاء مشاريع تخلق فرص عمل، لأسباب محلية وأخرى مرتبطة بالإقليم، لتخلص إلى أن انخفاض أسعار النفط ساعد الأردن على تجاوز الفترة الماضية بكل تعقيداتها. أما صحيفة (الدستور)، فتناولت زيارة الرئيس السوري إلى موسكو،وقالت إنه من المؤكد أن محادثات الرئيس الروسي مع نظيره السوري، تركزت بالأساس حول مشاريع الحل السياسي للأزمة السورية، والمبادرات المتكاثرة، والتحولات التي تطرأ على نحو سريع ومتقلب في مواقف الأطراف الإقليمية والدولية منها. ورأى كاتب مقال بهذا الخصوص في الصحيفة أن زيارة بشار الأسد لروسيا تعني أن موسكو شرعت في بلورة صيغة الحل النهائي للأزمة السورية، وأنها تريد لعملياتها العسكرية الكثيفة فوق الأرض وفي الأجواء السورية أن تتزامن وتتوازى مع عملية سياسية. وفي الشأن الفلسطيني، اعتبرت صحيفة (الرأي)، في مقال بعنوان "هبة الغضب.. والواقع الجديد"، أن الهبة الفلسطينية الغاضبة وحدها القادرة على إيقاظ الشرعية الدولية من غيبوبتها، وإيقاظ الضمير العالمي من غفوته. وأشارت إلى أن الحراك الدولي الراهن هو نتاج هذه الهبة، التي قالت إنها أجبرت الإسرائيليين "على وقف النشاط الاستيطاني، (...) وحققت ما عجزت عنه اتفاقية أوسلو"، كما "خلقت واقعا جديدا" يؤكد أن حكومة نتنياهو قد خسرت الرهان، وأن لا أمن لإسرائيل إلا بالقبول بحل سلمي عادل كامل ينهي الصراع ويحقق السلام الشامل. وفي قطر، تساءلت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها "لماذا تصر روسياوإيران على منح الأسد مزيدا من الوقت لسفك دماء الشعب السوري الأعزل بطائراتها وأساطيلها الحربية، دون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان وفقا للمواثيق الدولية، حيث سقط خلال 3 أسابيع فقط جراء غارات روسيا الجوية أكثر من 1229 شهيدا، بينهم 125 طفلا و89 سيدة، في مختلف المحافظات السورية من حلب إلى دمشق وريفها، وحمص ودرعا وحماة". وشددت الصحيفة مجددا على أن الحل السياسي في سوريا لا بد أن يتضمن رحيل بشار، كبداية لحل الأزمة وأن أي حل يتضمن بقاءه هو كÜ"لا حل"، مؤكدة انه يجب أن تتمتع أي مرحلة انتقالية "بقبول الشعب السوري". وتعليقا على استئناف قطر جسرها الجوي لإغاثة المواطنين في اليمن، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن قطر "تولي اهتماما وحرصا على الوقوف مع الشعب اليمني في خندق واحد ومساعدته في مواجهة هذه المحنة التي يتعرض لها عمدا وبإصرار من الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح وصمت وتحريض بعض الدولالإقليمية ". وأضافت في افتتاحيتها أن قطر "أثبتت منذ اليوم الأول لعمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، أنها في قلب المعركة باليمن (..)، فهي مثلما تواجدت عسكريا في أرض المعركة، تتواجد على الأرض بمختلف المدن المحررة عبر مشاريع الإغاثة التي تنفذها لصالح الشعب اليمني". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن ما تؤكده التحركات الحالية بشأن الملف السوري هو أن الحل السياسي هو الخيار الذي تتجه نحوه الأطراف في نهاية المطاف، وذلك بعد الإنهاك الذي تعرضت له إمكانات الدول، وبعد انتشار ظاهرة الإرهاب لتطال بنارها الجميع من دون استثناء. وأوضحت الصحيفة أنه بعد ثلاثة أسابيع من شن روسيا حملة جوية على المتشددين في سورية، وتوصل كل من أمريكاوروسيا إلى توافقات تمنع أي اصطدام عسكري بينهما بصورة غير متوقعة، فإن الطريق باتت سالكة نحو حل سياسي، لا يتوقف عند سورية فقط، وإنما قد يشمل أيضا ما يجري في العراق، مشيرة إلى أن الملفات المشتعلة في المنطقة جميعها متداخلة، وتسوية واحد منها لا بد وأن يؤثر على الملفات الأخرى. ومن جانبها، أكدت صحيفة (البلاد) أن تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط يمثل "ناقوس خطر بات يهدد المجتمع الخليجي في مقتل" نظرا لكونه في مناطق قريبة منه، حيث يمثل هذا التأجيج خطرا غير مسبوق من شأنه أن يهدد الأمن الداخلي في المنطقة. وأعربت الصحيفة عن الأمل في أن يتم في القريب العاجل احتواء أكبر لهذا التصعيد من خلال "احتواء الفتنة الطائفية التي تمثل السبب الرئيسي لهذا التأجيج"، مشيرة إلى أن الحروب الجارية الآن في الشام والعراق واليمن "مغلفة بغلاف طائفي بغيض" قد ينذر باشتعال حرب أوسع نطاقا مما عليه الصورة الآن، وأنه ما لم تسع الأطراف إلى بلورة نطاقات للتفاهمات بينها، فإن المشهد ينذر بارتفاع غير مسبوق لوتيرة الصراع في المنطقة. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحية بعنوان "فرصة لإنقاذ اليمن"، أن الأممالمتحدة أتاحت فرصة جيدة للحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح كي يعودوا "إلى رشدهم ويتخلوا عن أحلامهم الشيطانية وينصاعوا إلى صوت الضمير لإنقاذ اليمن وشعبه من دوامة الدم والتدمير التي تسببوا بها". وأوضحت أن الدعوة التي وجهها مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ للأطراف اليمنية كي تستكمل مناقشاتها في جنيف أواخر الشهر الحالي بشأن وسائل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، تشكل فرصة لجماعات الحوثي وصالح لإعادة الحسابات ومراجعة مواقفهم التي تسببت بالكارثة اليمنية، من خلال القبول بالقرار الدولي 2216 والالتزام بكل مخرجاته، لاستعادة الأمن الذي يتوق إليه اليمنيون. وشددت الافتتاحية على أن إخراج الشعب اليمني من دوامة الموت، واستراتيجيات التفتيت والتفكيك والإلحاق التي ينفذها الحوثيون وجماعة صالح بات ضروريا وملحا لأن الشعب اليمني يستحق الحياة، والخروج إلى شمس الحرية. أما صحيفة (الوطن)، فأبرزت في افتتاحية بعنوان "أدوات طهران واستباحة اليمن"، أن الميليشيات الحوثية وأتباع صالح لم يتركوا في اليمن شيئا "دون محاولة استهدافه بالحقد والإجرام اللذين يميزان نهجهما الأرعن خلال محاولة تنفيذ مخططهما البائد للسيطرة على اليمن والانقلاب على كل ما فيه". وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين وصالح "يعرفون جيدا الرفض الشعبي التام لمراميهما التي تريد جر اليمن إلى لعبة الأجندات وانتهاك قراره وسلخه من محيطه"، موضحة أنهما يعملان حاليا على ارتكاب ما أمكن من الجرائم والمجازر بحق اليمنيين، في محاولة لإجبار الشعب على الرضوخ والتسليم . ومن جهتها، كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها عن حتمية إصلاح منظمة الأممالمتحدة التي تحتفل بعيدها السبعين، في ظل "انتشار القتل والدمار والتطرف". وأكدت الصحيفة أن المنظمة الدولية، التي يفترض أن تكون مظلة حق للمقهورين والمظلومين، تحتاج أكثر من أي وقت مضى، إلى خطوات جدية وفعلية لتحسين أدائها، وإصلاح الخلل الكبير الذي يعتريها، لا سيما داخل مجلس الأمن، بما يمكنها من أداء مهامها الأساسية بشكل يرقى إلى ما هو مأمول منها، وحتى تكون قادرة على صون السلم والأمن الدوليين. وبلبنان، علقت صحيفة (الجمهورية) على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لروسيا بالقول إن السؤال الذي طرح في بيروت يتصل بما إذا كان استقبال بشار في موسكو "يؤشر إلى بداية المرحلة الانتقالية في مقايضة تمنح الأسد ضمانة معنوية مقابل دخوله في التسوية السياسية المرحلية التي يتركز البحث فيها على ثلاثة بنود أساسية". وأوضحت أن هذه البنود تتمثل في "الجدول الزمني لهذه المرحلة والذي ما زال نقطة خلافية"، و"حصة الأسد وخصومه في السلطة، والصلاحيات التنفيذية لكل طرف، والذي ما زال بدوره نقطة خلافية"، و"الضمانات الضرورية العربية والدولية لرعاية ومواكبة المرحلة الانتقالية"، على اعتبار أن غياب تلك الرعاية يمهد للانقلاب على التسوية. أما صحيفة (المستقبل)، فاعتبرت أنه يبدو أن "عاصفة السوخوي" متجهة ل"التحول إلى (عاصفة سياسية) تقيد بشار الأسد وتبعد إيران و(حزب الله) عن حل إقليمي دولي جار العمل على بلورته، يقضي بقبول وجود الأسد لفترة انتقالية لا تتعدى ستة أشهر بلا صلاحيات، وهو اقتراح يتوقع أن يتم تداوله خلال اجتماع روسي أمريكي سعودي تركي في فيينا غدا، وتغيب عنه طهران". من جهتها قالت صحيفة (السفير) إنه وبعد خمسة أعوام "من العزلة" ختمت بلقاء قمة في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس الأول، "يتجاوز الرئيس السوري رمزية انتزاع اعتراف بشرعيته، بالعودة إلى لقاء قادة العالم في عواصمهم، برغم الحصار الذي تعرض له شخصيا، ويستعرض من ظهوره الإعلامي المفاجئ، والناجح تكتيكيا وأمنيا، إمساكه بمفاصل الدولة، وتماسك حلقاتها حول رئاسته، واستمرار تمثيله الشرعية السورية". ومحليا، أكدت صحيفة (الأخبار) أن "التراشق السياسي الحاد بين (حزب الله) و(تيار المستقبل) لم يصل إلى حد الطلاق"، موضحة أن هذا الأخير "يعلم أن تنفيذ التهديد الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق (من التيار) بالخروج من الحكومة والحوار له تكلفته العالية، في ظل تعطيل الانتخابات الرئاسية وعمل الحكومة والعمل التشريعي، الأمر الذي دفعه إلى التراجع عن هذا التهديد".