لم يتردد لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، في تقسيم النظم المصرفية إلى نظام "حرام" تمثله البنوك الكلاسيكية، وآخر "حلال" تمثله البنوك التشاركية التي تشتغل بالنظام المالي الإسلامي، مناديا بعدم وجوب فرض نظام معين على كل المواطنين، رابطا بين الخدمات والمنتجات المصرفية الإسلامية المكلفة و"الطريق إلى الجنة" الذي قال عنه إنه مكلف. الداودي، الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية لملتقى التمويلات التشاركية الإسلامية الذي تنظمه المجموعة الماليزية "أماني"، بشراكة مع البنك المركزي الماليزي، قال إن "العقيدة قبل المال، ولا يمكن أن نفرض على أي مواطن التعامل بالصيغة الكلاسيكية أو الإسلامية"، مضيفا أن "للمواطن المسلم الحق في الاختيار بالتعامل بأي صيغة". وأفاد وزير التعليم العالي، خلال هذا الملتقى الدولي للتمويلات التشاركية البديلة الذي عرف مشاركة مسؤولين من البنك المركزي الماليزي ومجموعة مصرفية عاملة في القطاع البنكي للتمويلات التشاركية، بأنه على الرغم من ارتفاع كلفة الخدمات المصرفية الإسلامية، فإن المبدأ يقوم على أن "العقيدة قبل المال". الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المكلف بالنقل، نجيب بوليف، الذي ألقى كلمة أمام الحضور الماليزي في الملتقى الذي شهد غيابا لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير المالية الوصي على القطاع، محمد بوسعيد، قال إن المغرب يسير بثبات في اتجاه التمويلات التشاركية، معتبرا أنه سيستفيد من كل التجارب العالمية في هذا القطاع المالي الواعد. وأفاد بوليف بأن ما يمكن اعتباره تأخرا للمغرب في إدخال هذا النظام المصرفي، سيكون عاملا أساسيا وحاسما ليتحول إلى بلد رائد في مجال التمويلات التشاركية على الصعيد الإقليمي الإفريقي. سلطان ولاية بيراك دار الريدوان الماليزية، ناظرين معز الدين شاه، اعتبر بدوره أن الموقع الجغرافي للمغرب يشكل عاملا استراتيجيا محوريا لكي تصبح المملكة رائدة في مجال التمويلات الإسلامية على الصعيد الإقليمي، موضحا أن هذا الموقع يغري المجموعات الاستثمارية لإطلاق مشاريعها لاختراق الأسواق الإفريقية والعربية والأوربية. وأفاد السلطان معز الدين بأن البنوك التي تعمل بالنظم المصرفية الإسلامية تقدم مجموعة من المنتجات التي لا تقدمها البنوك الكلاسيكية، وهو ما يجعل أنشطتها تنمو باستمرار، حيث يقدر سوق المعاملات المصرفية الإسلامية في العالم بنحو 2 تريليون (2000 مليار) دولار أمريكي.