اهتمت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الأربعاء ، بالأزمة الليبية ، والقضية الفلسطينية وما يعانيه السكان الفلسطينيون، وموضوع الإرهاب وما يشكله من أخطار على عدد من دول المنطقة. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (وسنظل نقاوم الإرهاب) عن رد فعل بعض وسائل الإعلام الغربية عقب صدور قانون جديد لمكافحة الإرهاب في مصر. واستغربت الصحيفة لهذا الموقف وقالت إن هناك أسئلة تفرض نفسها ، منها أن مصر دولة حرة لها سيادة وتعمل على اجتثاث الإرهاب ثم "أليس في كل الدول المتقدمة وعلى رأسها زعيمة الديمقراطية في العالم، الولاياتالمتحدة قوانين لمكافحة الإرهاب، يحترمها الجميع (..) فلماذا عندما تضع مصر لنفسها قوانينها تقشعر أبدان بعض أصحاب الغرض أليس في ذلك ازدواجية في المعايير". أما صحيفة (الجمهورية) فتناولت في افتتاحيتها بعنوان (ساعدوا ليبيا) ، الوضع في ليبيا على ضوء اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين أمس ، حيث طالبت ليبيا بالتدخل لوقف مجازر "داعش" الإرهابية في مدينة سرت وغيرها من المدن الليبية . وأكدت أن الدول العربية جميعها تتحمل مسؤولية مساعدة ليبيا على التخلص من خطر الإرهابيين مهما تعددت منظماتهم وتقديم الدعم والتسليح للجيش الليبي الذي يقاوم منظمات تتدفق عليها الأسلحة من دول لا تريد الاستقرار لليبيا . وحول الموضوع نفسه، كتبت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحيتها بعنوان (مساندة ليبيا) ، أن الوضع في هذا البلد وصل لحد يحتم على الدول العربية التحرك حتى لا تصل البلاد إلى ذات الوضع السوري والعراقي. وأعربت عن الأمل في أن تحظى دعوة ليبيا أمس في اجتماع الجامعة العربية باستجابة فورية من كل الدول العربية . وبالإمارات، وصفت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى الامارات، ب"الاستراتيجية" ، مؤكدة أن الزيارة التي قام بها المسؤول الهندي يومي الأحد والاثنين لأبوظبي أسفرت عن تأسيس صندوق بقيمة 75 مليار دولار للاستثمار في مشاريع للبنيات التحتية في الهند، إلى جانب الاتفاق على تعزيز التجارة الثنائية ورفع معدلاتها بنسبة 60 بالمائة. واعتبرت الصحيفة أن هذه المؤشرات تكشف الرغبة في الارتقاء بالعلاقات الإماراتيةالهندية إلى درجة "الشراكة الشاملة"، مضيفة أن الأمر يتعلق بقرار " استراتيجي، لا يمكن العودة عنه، تحت أي ظرف من الظروف". وأكدت الافتتاحية أن الإمارات تسعى بكل قوتها لرفع مستويات العلاقة، مع بلد مهم في القارة الآسيوية، بلد "، لم يخذل أي حليف له، ولم يشح بوجهه عن العناوين المشتركة، وهي كثيرة، بين البلدين، ومن بينها الاستثمار والتعاون الاقتصادي ومحاربة التطرف والإرهاب". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، عن تواتر معلومات بخصوص وجود مفاوضات بالواسطة أو مباشرة بين حركة (حماس) واسرائيل بشأن وقف إطلاق النار وهدنة طويلة الأمد في قطاع غزة قد تمتد لعشر سنوات. وأوضحت أن الطرفين لا ينفيان المفاوضات لأنهما موجهان إلى الداخل الفلسطيني والإسرائيلي، "إذ لا بد من تهيئة الساحة الداخلية قبل الإعلان عن التوصل إلى أي اتفاق، كما كان الحال بالنسبة لاتفاق أوسلو الذي ظلت المفاوضات بشأنه في كوبنهاغن طي الكتمان لأشهر عدة". وأضافت الصحيفة أن الطرف التركي الذي يرعى اللقاءات من الأبواب الخلفية لم ينف المفاوضات ولا يجد حرجا في تأكيد أن (حماس) تتجه نحو اتفاق شامل مع إسرائيل. وخلصت (الخليج) إلى التأكيد على أنه إذا كان فك الحصار عن القطاع ذريعة للمفاوضات، فإن هذا الهدف يمكن أن يتحقق بوسيلة أخرى من خلال "تكريس المصالحة الفلسطينية وتسليم السلطة مقادير الأمور في السيطرة على المعابر وفق ما كان معمولا به قبل الاستيلاء على القطاع.. وإلا فإن وراء الأكمة ما وراءها". وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الغد)، في مقال لها، للتقرير السنوي الذي أطلقه المركز الوطني لحقوق الإنسان، أول أمس، حول حالة حقوق الإنسان في الأردن لسنة 2014 ، ورأت أنه "صيغ بلغة ناعمة وحذرة، واستخدم تعبيرات دبلوماسية في وصفه لأوضاع حقوق الإنسان" في المملكة. وأضاف كاتب المقال أن التقرير عرض، وبشكل متوازن، الوضع القائم، إذ رصد الانتهاكات والسلبيات، وسجل ما يرى أنها إنجازات وتطورات إيجابية في سلوك السلطات. وخلص إلى القول "ليس مهما لغة التقرير، خشنة كانت أم ناعمة"، وإذا كانت الطريقة الدبلوماسية التي ينتهجها المركز الوطني لحقوق الإنسان "كفيلة بتحقيق الهدف المطلوب، فلا اعتراض عليها". وفي مقال بعنوان "هل ثمة حل لحريق المنطقة يلوح في الأفق¿"، كتبت صحيفة (الدستور) أن اللقاءات والتصريحات والتسريبات حول تسوية ما لحريق المنطقة تكاثرت في الآونة الأخيرة "ما يجعل السؤال حول إمكانية الحل مشروعا، فضلا عن ماهية ذلك الحل". وأبرزت الصحيفة أن هذه اللقاءات والتصريحات والتسريبات تأتي ضمن أجواء يمكن تلخيصها في تصاعد الشعور بالخطر الذي يمثله تنظيم (داعش) على معظم القوى الإقليمية والعربية، والتعب الذي أصاب إيران من كثرة النزيف، ويأسها من إمكانية الحسم العسكري، إن كان في اليمن أم في سوريا، وكذا في العراق، والاتفاق النووي الذي مثل عنصر قوة لإيران، لكنه عنصر قوة للإصلاحيين وليس للمحافظين، إضافة للتطورات الميدانية في سورياوالعراق واليمن، والتي تسجل تراجعا للمعسكر الإيراني أكثر من المعسكر الآخر. أما (الرأي) فأكدت، في مقال بعنوان "ورقة عرب الداخل"، أن فلسطينيي الداخل يستحقون من أشقائهم العرب كل دعم وانفتاح وتوجيه، كونهم صمدوا على مدى أكثر من ستين عاما أمام المواجهات والضغوط اليومية، من خلال ما يقارب 40 قانون تمييز مباشر أو غير مباشر بين العربي واليهودي. وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء يستحقون الدعم والتواصل، "فهم من يستطيعون الوصول إلى الأقصى في أوقات الإغلاقات (...) وهم الأقدر على الاحتجاج والتظاهر في قلب القدس وتل أبيب والطيبة والناصرة في حال تغول الكيان المحتل على مقدساتنا وحرماتنا". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن من يعتقد أن التراشقات الإعلامية، والاصطياد في الماء العكر عبر مختلف المؤسسات الإعلامية، سيساهم في التأثير على العلاقات البحرينيةالكويتية "فإنه واهم لأن جهوده ستنتهي إلى الفشل، والبلدان أكبر من أي محاولة مفتعلة لصالح أجندة هنا وهناك". وأشار رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "علاقات محصنة تاريخيا" إلى أن الإرهاب طرق باب البحرين منذ سنوات طويلة، ومازال مستمرا، والحكومة تبذل أكبر الجهود لمواجهته، مضيفا أن التطورات الأخيرة بالكويت "تدفعنا لدعم الأشقاء هناك بكل إمكانياتنا وقدراتنا، فمعاناة البحرين مع الإرهاب لا نتمنى لدولة عربية أن تواجهها، فما بالنا إذا كانت الشقيقة الكويت". وأكدت الصحيفة أن "الكويت ستتجاوز بحكمة قيادتها، وجهود حكومتها، وتكاثف شعبها أي محاولة للمساس بأمنها داخليا وخارجيا"، مبرزة دعم مملكة البحرين لها في كافة جهودها لمواجهة التحديات الأمنية، "لقناعتنا بأن تراب الخليج العربي واحد، وأمن الكويت من أمن البحرين". ومن جانبها، أشارت صحيفة (أخبار الخليج) إلى أن رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وجه رسالة قوية إلى قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي خلال لقائه أول أمس عددا من أعضاء المجلس الوطني، مفادها أن الفترة الراهنة التي تعيشها هذه الدول تتطلب إعلان قيام الاتحاد الخليجي المأمول والمنتظر منذ زمن طال أكثر مما يجب!. وأضافت الصحيفة أن الرسالة جاءت محددة الأهداف والعناصر والأبعاد، حيث أبرزت أن التحرك الخليجي ليس بمستوى الأخطار التي تحدق بالمنطقة وتستهدف زعزعة أمنها واستقرارها، لذا لا بد من الوصول إلى لحظة تحقيق هدف قيام الاتحاد الخليجي الآن، وليس بعد الآن.