اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بزيارة الرئيس المصري لألمانيا، وبالقضية الفلسطينية، وبموضوع الإرهاب في ضوء المؤتمر الدولي للتحالف ضد تنظيم "داعش" بباريس، فضلا عن الأوضاع في غزةوالعراق وسورية ولبنان واليمن. ففي مصر، وصفت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا ب"واحدة من أهم زيارات الرئيس إلى الخارج منذ توليه مسؤولية الحكم"، مؤكدة أن "مصر تخرج الآن من عزلتها التي أوشكت أن تحكم قبضتها عليها بسبب سياسات الذين حكموها لمدة عام كامل". وأشارت إلى أن الملف الاقتصادي سيكون على طاولة مباحثات السيسي مع المسؤولين الألمان، مشيرة إلى أن "عيون دول الاتحاد الأوروبي تتركز على الزيارة حيث إن ألمانيا هي قدوة الأوروبيين جميعا". ومن جهتها، كتبت صحيفة (اليوم السابع)، في افتتاحيتها، أن هذه الزيارة تمثل استمرارا لما بدأه الرئيس السيسي في زيارات لدول أوروبية أخرى، وعلى رأسها إيطاليا وقبرص وفرنسا، من أجل تعزيز العلاقات مع أوروبا، مؤكدة أن هذه الزيارات "تكتسي أهمية قصوى في ظل احتياج مصر إلى كل أشكال التعاون الاقتصادي والأمني مع كل الدول". وتحدثت أسبوعية (الأهالي) عن الأجواء التي تتم فيها هذه الزيارة، وذكرت بإعلان رئيس البرلمان الألماني اعتذاره عن استقبال الرئيس السيسي، غير أنها أكدت أن الحكومة الألمانية أصبحت على قناعة بأهمية العمل مع مصر لضمان استقرار المنطقة وحل الصراعات فيها. وفي قطر، سلطت صحيفة (الشرق) الضوء على الأبعاد الجيو-سياسية لمؤتمر التحالف الدولي ضد "داعش" الذي عقد أمس في باريس، مبرزة أن الأزمتين السورية والعراقية، تشكلان أكبر تحد للمجتمع الدولي، وتؤثران على السلم والأمن الدوليين، ونتج عنهما مأساة إنسانية تستوجب تحركا عاجلا لحماية المدنيين. وأكدت على أهمية دعوة المؤتمر لإطلاق عملية سياسية عاجلة في سورية للتوصل إلى حل سياسي، ووقف الحرب وحماية المدنيين، وحاجة العراق إلى تعزيز المصالحة الوطنية ونبذ الإقصاء. أما صحيفة (الراية) فنوهت، في افتتاحيتها، بتوقيع قطر أمس في غزة عقودا لمشاريع جديدة بقيمة 32 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع، مؤكدة أن قطر "استطاعت المضي قدما بتعهداتها التي قطعتها على نفسها لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة من خلال مشاريع إعادة الإعمار التي أطلقتها بقيمة 180 مليون دولار في القطاع". وبخصوص العجز المالي الذي تعاني منه هيئة (الأونروا) حاليا والأخطار المترتبة عنه، سجلت صحيفة (الوطن) أن هذا الأمر يستدعي من الهيئة والمجامع الدولية، وخاصة الدول المانحة، اعتماد "دور أكثر فاعلية في تأمين الأموال والتبرعات والحد من نسبة النقص وضعف التمويل، وعدم تóحميل اللاجئ الفلسطيني العجز الحالي الذي تعاني منه الأونروا منذ سنوات". وفي الإمارات العربية المتحدة، خصصت صحيفة (الخليج)، افتتاحية بعنوان "ألمانيا في غزة"، لزيارة وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إلى قطاع غزة، واعتبرتها زيارة "غريبة"، لأنها "تأتي خارج سياق ما تمارسه الحكومة الألمانية إزاء القضية الفلسطينية". وأوضحت الصحيفة أن الزيارة تأتي في وقت تعيش فيه العلاقات الألمانية-الإسرائيلية "أبهى حالاتها وأزهى عصورها، كما تؤكد ذلك الوقائع، بل كما تتحدث عنه وسائل الإعلام الألمانية وما تكشفه من تزايد التعاون العسكري وصفقات السلاح الألماني إلى إسرائيل بمليارات الدولارات". وأكدت صحيفة (الخليج) أن الوزير الألماني "تفقد القطاع، مثله مثل غيره من المسؤولين الغربيين الذين يبيعون الفلسطينيين كلاما ومواقف لا تسمن ولا تغني من جوع، ويقدمون لإسرائيل، بالمقابل، كل ما تحتاج من أسلحة تقتل بها الفلسطينيين". أما صحيفة (الوطن)، فأشارت، في افتتاحية بعنوان "أسئلة عراقية"، إلى استمرار التساؤلات حول أسباب تقدم تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، مؤكدة الحاجة إلى إجابة مقنعة وتفسير واقعي للانتكاسة التي حصلت بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على الأنبار في أكبر ضربة للعراق منذ عام. ولاحظت الافتتاحية أن الكثير من الأصوات العراقية سارعت لتوجه الاتهامات يمينا ويسارا، وخاصة للخارج حول عدم حماية مناطق عراقية من هذا الهجوم، في الوقت الذي يتوجب على أي شعب في العالم أن يكون هو السباق للدفاع عن نفسه. واعتبرت (الوطن) أن ما جرى، لا يتحمله الشعب العراقي ، بل" تتحمل مسؤولياته أولا وأخيرا سياسات عقيمة إقصائية طائفية تهميشية اتبعتها حكومات عراقية متعاقبة أدت لنتائج كارثية على كافة الصعد". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط)، في مقال بعنوان "العقلاء يمكنهم الانتصار على رواد الطائفية ودعاة الكراهية"، إنه لا يوجد أحد في هذا العالم يستطيع أن يتاجر بالطائفية والكراهية كالذين يعيشون في هذه المنطقة، وهؤلاء هم من طورها إلى حالتها البشعة الحالية، بل وصدروها إلى أنحاء العالم. وأوضحت أنه لكون المشكلة من صنع أبناء المنطقة والقوى المؤثرة فيها، فإنه لن يتمكن من حلها إلا أبناء المنطقة أنفسهم، إما عبر سيادة العقلاء والراشدين، أو عبر وصول الجميع إلى حالة من الإنهاك الشاملة، مشيرة إلى أن أوروبا ابتليت بحرب طائفية استمرت حتى منتصف القرن ال17، ولم تنته إلا بعد التوقيع على معاهدة (ويستفاليا) التي أنهت الصراع الطائفي (بين المسيحيين)، وتم تغليب القوانين والمصالح الوطنية على الطائفية. ويرى رئيس تحرير الصحيفة أنه ليس من الضروري أن تمر المنطقة بما مرت به أمم أخرى، ذلك أنه على رغم انتشار من يحملون رايات الكراهية والطائفية، إلا أنه مازال هناك من أمل في تدارك العقلاء للأوضاع من كل جانب. وفي مقال بعنوان "لا مكان للإرهاب السني أو الشيعي"، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن المقاتلات الخليجية تدك معاقل "داعش" في سورية والعراق، تماما كما تدك معاقل المليشيات الحوثية التابعة للنظام الإيراني في اليمن، قائلة إنه يبدو واضحا من هذا الفعل الخليجي، وليس القول فقط، أن ما تنطلق منه هذه الدول في دفاعها عن أمن واستقرار المنطقة ليس طائفيا على الإطلاق، بل هو وطني وقومي صرف. وأكدت الصحيفة أن البحرين، التي تعتبر لاعبا إقليميا مهما في مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن وتوفير الدعم اللازم لعمليات محاربة التنظيمات المتطرفة في المنطقة، تثبت كل يوم مدى التزامها بالتوجه الدولي لتخليص المنطقة من التنظيمات التي تشكلت في بؤر واسعة وراحت تحكم من خلال أنظمة دموية قاتلة، وتثبت كل يوم أنها ليست دولة طائفية، وإنما هي تحارب الإرهاب أينما كان، سواء جاء من جماعات سنية أو شيعية. وفي لبنان، اهتمت الصحف باللقاء الذي أجمعت على وصفه ب"التاريخي" بين القطبين المسيحيين ميشال عون وسمير جعجع، أمس، إذ كتبت (السفير) أنه "بعد 30 سنة من الصراعات الدموية، على الخيارات والسلطة والتحالفات "، قرر الطرفان "إعادة تأهيل علاقتهما المعقدة، وإخراجها من زنزانة الماضي المثقل بالعداء والدماء"، غير أنها أكدت أن الأيام والتجارب المقبلة "هي التي ستبين ما إذا كان الإفراج مؤقتا أم دائما". ويحمل اللقاء، وفق الصحيفة، في توقيته "إيحاء بأن الثنائي المسيحي يسعى في اتجاه استعادة المبادرة والانتقال من ضفة رد الفعل إلى ضفة الفعل، بالتزامن مع احتدام الاشتباك الداخلي حول التعيينات الأمنية وتشريع الضرورة، وزيارة رئيس الوزراء تمام سلام إلى السعودية". ومن جهتها، تساءلت (الأخبار) حول إذا ما كان الجنرال ميشال عون وسمير جعجع قد أدارا "صفحات الخلافات والحروب بينهما"، مؤكدة أن اللقاء "كان خطوة متقدمة في هذا السياق وله أكثر من دلالة" وأنه فتح الباب" لحوار يؤسس للمستقبل، رغم أنه من المبكر الجزم بأي نتائج ملموسة لتفاهمهما". وبخصوص زيارة رئيس الحكومة اللبنانية للسعودية، التي بدأها أمس، أشارت (الشرق) إلى أنها أتت "في وقت عاد فيه الوضع الأمني المتفجر على حدود لبنان الشرقية، وتحديدا في جرود عرسال (بلدة متاخمة للحدود السورية)، وما أثاره ويثيره من إشكالات". ونقلت عن مصادر سعودية ولبنانية تأكيدها على أن هذه الزيارة "بالغة الدلالة والأهمية" في ظل ظروف استثنائية ضاغطة تمر بها المنطقة، حيث بات لبنان "في صلب تداعياتها، سياسيا وأمنيا واقتصاديا وداخليا". وفي افتتاحية لها، اهتمت (المستقبل) بقرار المحكمة العسكرية اللبنانية بإعادة محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة بتهمة إدخال متفجرات من سورية إلى لبنان بعد الاحتجاجات الشعبية والسياسية على حكم صادر بحقه (أربع سنوات ونصف سجنا) باعتباره "غير مناسب لحجم التهمة الموجهة إليه". وعلقت الصحيفة بقولها إن القرار "خطوة على الطريق الصحيح، يفترض منطقيا وتلقائيا أن تتبعها خطوات متممة بإصدار حكم يليق بالجريمة وأهدافها". وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الرأي)، لمغزى الرسالة التي وجهها الملك عبد الله الثاني إلى مستشاره للشؤون العسكرية، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، حول ترقية الشباب إلى مراكز القيادة في الجيش. وأكدت، في مقال لها، أن هذه الرسالة هي بمثابة "توجيه نحو العمل على تنمية الإبداع والتميز لدى منتسبي القوات المسلحة إضافة للمهارة البنيوية". وتناول وزير الخارجية الأسبق، مروان المعشر، في مقال بصحيفة (الغد) السياسة الإسرائيلية في القدس، وكتب بالخصوص أن إسرائيل اتبعت سياسة استيطانية توسعية لحصار القدس من الجهات كافة، وعزل أجزائها عن بعضها البعض، مع سياسة اقتصادية وضريبية تهدف إلى خنق الحركة الاقتصادية العربية في المدينة، ودفع سكانها للهجرة. وأوضح أن كل هذه السياسات "باتت تهدد عروبة القدس بشكل لا يجوز السكوت عنه في العالم العربي"، مشيرا إلى أن حجم الاستيطان داخل القدس العربية وصل إلى حوالي مائتي ألف مستوطن، بما يقترب من العدد الإجمالي للسكان العرب في المدينة. وفي مقال بعنوان "هل يمكن الاحتفاظ بالنظام من دون الأسد¿"، كتبت (الدستور) عن الأزمة السورية، مرجحة أن ينهار النظام السوري كما انهار نظاما صدام حسين ومعمر القذافي، وقالت "طالما أنه ليس هناك في سورية قوى مدنية ووطنية قادرة على ملء الفراغ، فإن سيناريو الفوضى والحرب الأهلية المفتوحة وتقسيم البلاد وخضوعها للمنظمات الإرهابية المتطرفة، سيكون الأكثر ترجيحا على ما عداه من خيارات وبدائل". وأضافت أن عملية سياسية وحدها، تشق طريقها بتوافق دولي (روسيا والولايات المتحدة) وإقليمي، "يمكن أن تقود إلى حفظ النظام بل وحتى إصلاحه، من دون الاضطرار للعيش مع الأسد للأبد (...) عملية تدريجية تبدأ بنقل الصلاحيات إلى حكومة انتقالية، وتنتهي بانتخابات رئاسية لا يشارك فيها الأسد".