اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بالحرب في سورية التي دخلت عامها الخامس، والأزمة اليمنية في ظل تعنت الحوثيين، والعلاقات المصرية السعودية في سياق زيارة وزير الخارجية السعودي أمس لمصر. كما اهتمت بالانتخابات التشريعية المقبلة في مصر، والوضع السياسي والأمني في لبنان، وقرار دولة الإمارات العربية المتحدة بإحداث "مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين". ففي مصر، خصصت صحيفة (الأهرام) افتتاحيتها للعلاقات المصرية السعودية، بمناسبة الزيارة التي قام بها أمس للقاهرة وزير الخارجية السعودي، وانتقدت دور واشنطن في المنطقة وممارساتها التي قالت إنها "تزيد الأمور تعقيدا"، مؤكدة أن المنطقة لم تعد تحتمل مزيدا من التجاهل أو الانتظار. وأكدت أن الوضع يحتم المواجهة بكل الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والفكرية والعسكرية، معتبرة أن " قدر القاهرة والرياض أن تتصديا لهذه -المهمة الصعبة- في هذا التوقيت الدقيق، ومن هنا تأتى زيارة وزير خارجية السعودية الجديد عادل الجبير إلى القاهرة". أما صحيفة (الوفد)، فكتبت عن قضية الفساد ودعوة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لمقاومته، وقالت في عمود لأحد كتابها بعنوان (مع السيسي ضد الفساد) إن الفساد الذي استشرى على مدار عقود طويلة، يحتاج الى معاول هدم لاقتلاع جذوره، وبدء مرحلة جديدة تتواكب مع متطلبات العصر الجديد. وشددت على ضرورة اتخاذ قرارات فاعلة للقضاء على مشاكل الفساد، لأن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تكون في ظل وجود فاسدين، وقالت "في مصر الجديدة.. لا يجوز أن يكون فيها فاسد أو مرتش أو كسلان أو عديم المسؤولية". وحول الموضوع نفسه، كتبت صحيفة (اليوم السابع)، في افتتاحية بعنوان"تحذير الرئيس من الفساد"، أن الرئيس السيسي تحدث عن الفساد منبها ومحذرا من "أننا أمام غول يلتهم كل شيء إيجابي في حياتنا"، مؤكدة أن حديث السيسي عن الفساد "ليس من قبيل الكلام الإنشائي، وإنما هو تنبيه وتحذير لكل من يساعد عليه". ومن جهتها، استبعدت صحيفة (الشروق) في سياق الجدل الدائر حول الانتخابات التشريعية المرتقبة في مصر، نقلا عن مصدر حكومي رفيع المستوى، إجراء أي تعديلات جوهرية على قانوني الانتخابات، سواء كان قانون مباشرة الحقوق السياسية أو قانون تقسيم الدوائر الانتخابية. وفي الإمارات العربية المتحدة، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "الدحرجة نحو الصراع"، عن الخطر الذي يهدد العالم بسبب الصراع بين القوى الكبرى، وأبرزت أن هذا الصراع "حتى إن لم يصل في لحظة معينة إلى الاشتباك المسلح، فهو سيؤثر سلبا في بلدان العالم". وأضافت أن هذا الصراع حتى "لو لم يصبح عسكريا فهو مضر بالعالم" من حيث تأثيره على التواصل التجاري والثقافي والسياسي، وعلى البلدان الفقيرة والضعيفة التي "ستكون معرضة للابتزاز والتهديد حتى تتخذ مواقف ليست بالضرورة منسجمة مع مصالح بلدانها". ومن جانبها، تطرقت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، إلى قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بإحداث "مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين"، مؤكدة أن "إعطاء النساء ما يستحقن من المكانة والحقوق هو من باب التمكين ووضع الأمور في نصابها"، وتجاوز الخلل في توزيع الفرص وتعطيل نصف المجتمع من الإسهام في نماء الوطن وتقدمه. أما صحيفة (الوطن)، فكتبت، في افتتاحية بعنوان "أزمة مفتوحة"، عن الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس، رغم مساعي المجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي يحافظ على سورية من التقسيم "الذي يبدو وكأنه بات أمرا واقعا في عدة مناطق"، مشيرة إلى سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي على نحو نصف مساحة سورية. وأكدت الافتتاحية أن الخلافات الدولية تطيل من عمر الأزمة السورية، ومن معاناة الشعب السوري، " لاسيما في ظل التطورات الميدانية الأخيرة، التي خسرت بها قوات النظام مناطق هامة في شمال وجنوب ووسط سوريا" ، مشددة على حاجة السوريين إلى "وقفة دولية تضع الخلافات جانبا لتثمر توافقات تترجم على أرض الواقع لتغيير الأوضاع وإنهاء المآسي". وفي قطر، اهتمت صحيفة (الراية) بمنتدى أمريكا والعالم الإسلامي الذي ينطلق اليوم بالدوحة، مبرزة أهمية القضايا التي يناقشها والظروف بالغة الحساسية والتعقيد التي ينعقد فيها، في ضوء "ما تمر به المنطقة من حروب وصراعات ملتهبة تؤثر على باقي العالم، وبالأخص الولاياتالمتحدةالأمريكية" . ولاحظت، في افتتاحيتها، أن المنتدى يتزامن مع "هجمات شرسة يتعرض لها الإسلام والمسلمون سواء على أيدي بعض الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تنتسب للإسلام وتتخذ منه ستارا لجرائمها الهمجية، وأيضا مع الاضطرابات المتصاعدة في الداخل الأمريكي نتيجة التطاول على رموز الإسلام والجدل المتجدد بين حرية الرأي والتعبير واحترام المقدسات الإسلامية". وفي الشأن اليمني، تحدثت صحيفة (الشرق)، في مقال لها، عن اعتذار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن حضور اجتماع (جنيف) لتسوية النزاع في اليمن بسبب عدم وجود "ما يدل على أن الانقلابيين الحوثيين لديهم النية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن الأزمة اليمنية". واعتبرت الصحيفة أن المشاورات لعقد مؤتمر (جنيف) تحتاج لمزيد من الوقت، خاصة في ظل مشاعر الإحباط من جهود الأممالمتحدة، والحرص على أن يكون دور الأممالمتحدة مكملا للجهود الإقليمية وعدم تغييب الدور العربي، بما في ذلك دول الخليج المجاورة التي تربطها باليمن مصالح مشتركة في حل الأزمة الراهنة. ومن جهتها، تحدثت صحيفة (الوطن) عن ظاهرة الهجرة السرية بحرا إلى أوربا وما ينتج عنها من مأسي، واعتبرت أن "التعامل مع قضية الهجرة السرية باعتبارها قضية أمنية فقط، يشبه الإصرار على التعامل مع قضايا الإرهاب من نفس المنطلق، دون النظر لوسائل أخرى مهمة قد تلعب دورا رئيسيا في تحجيم كلتا الظاهرتين". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط)، في مقال بعنوان "تسويق التوحش باسم الدين .. منظور غير حضاري"، إن المآسي التي تمر بها المنطقة تتضاعف بسبب انتشار وجهات نظر تبرر العنف والإرهاب، وتعتقد بأن الأعمال الوحشية التي يقوم بها البعض إنما هي ردة فعل على أحداث أخرى في التاريخ أو في الحاضر أو في المستقبل، مؤكدة أن التاريخ لن يرحم من سفك الدماء واسترخاص النفس البشرية تحت أي مبرر كان. وفي مقال بعنوان "الدمام بعد القطيف.. الإرهاب يضرب الأوطان"، أوضحت صحيفة (أخبار الخليج) أن الحرب على الإرهاب غير ممكنة من خلال العمليات الأمنية فقط، رغم أهميتها، إذ أن المجتمعات بحاجة إلى أن تطهر ذاتها من الفكر التكفيري الذي يغذي الإرهاب، كما يتعين التخلي عن الانتقائية في هذه الحرب، مشيرة إلى أن تهديد تنظيم (داعش) الذي يجاهر بجرائمه التي ينفذها في المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة، سيبقى قائما طالما بقيت شوكته قوية في سورية والعراق. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الوطن)، في مقال بعنوان "الانفجار الثالث"، أنه بعد التفجيرين الإرهابيين في القديح والدمام، لم يعد أمام دول مجلس التعاون الخليجي سوى أن "تنفجر"، شعوبا وحكومات، ضد هذا الذي يحدث، موضحة أنه بما أن العدو صعب وشرس ولا يمكن للبعض القضاء عليه وحده، صار لزاما التعاون جميعا في ذلك، الحكومات والأفراد وكل مؤسسات المجتمع الخليجي، كي لا يكون المرء وقودا لنار يشعلها حاقدون ومغلوبون على أمرهم. وفي الأردن، قالت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "في انتظار موجات لجوء سوري جديدة"، إن الأردن يراهن على تفاهمات وعلاقات تم نسجها مع "الجيش الحر" وبعض أطراف المعارضة السورية، تحديدا في مناطق الجنوب السوري التي تشهد حاليا نوعا من الهدوء الأمني، للحد من تدفق أي موجات كبيرة للاجئين السوريين إلى المملكة. وتساءل كاتب المقال عما إذا كان بمقدور مثل هذه المنطقة "العازلة" عمليا أن تمنع هذه الموجات المحتملة في حال اشتداد الصراع في قلب سورية، وحدوث انهيار حقيقي في جبهة النظام¿!، مشيرا إلى أن دولا عديدة في المنطقة قد تكون غير معنية كثيرا بالإجابة على مثل هذا السؤال، بخلاف الأردنولبنان، وهما الأكثر تضررا، بعد الشعب السوري، من الأزمة السورية!. وتحت عنوان "اتفاق النووي وصراع الإصلاحيين والمحافظين في إيران"، كتبت (الدستور) أنه حتى لو رفعت العقوبات المفروضة على إيران، فإن الشعب يريد أن يراها تحسينا في شروط حياته، وليس تبديدها بدفع المزيد للمغامرات، مضيفة أن إيران في وضع لا يمكنها فيه التخلي عن الاتفاق النووي مع الولاياتالمتحدة بعد التوصل إلى تفاهمات، "لاسيما وأن المساومة الأمريكية لا زالت تتحرك بعناية، بخاصة في العراق". لكن، تقول الصحيفة، "أيا من الخيارين، قبول الاتفاق أو توقيعه، لن يغير في حقيقة أن على إيران أن تترك هذه المغامرة البائسة، وأن تأتي إلى تفاهم مع العرب وتركيا على كل الملفات العالقة". وفي لبنان، تطرقت (اللواء) إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم التي تنعقد على "وقع هدير التهديدات الذي يتحول الى تحريض، يستثير الحساسيات الطائفية والمذهبية، وعلى وقع ربط غير مفهوم بين الوضع في عرسال حيث يقبض الجيش اللبناني على المعابر، ويحفظ أمن البلدة البقاعية، وحسم قضية قادة الأجهزة الأمنية، سواء بالتمديد أو التعيين". وفي السياق ذاته، اعتبرت (الأخبار) أن البلاد "تتجه صوب أزمة سياسية كبيرة" قد لا تطيح بعمل الحكومة فحسب، بل ب"الاستقرار السياسي العام". وأوضحت أنه في ظل "إصرار" تيار المستقبل وقوى (14 آذار) على الإمساك ب"مفاصل الدولة كلها، ووقوف قوى 8 آذار الى جانب العماد ميشال عون في معركتي قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، فإن جلسة مجلس الوزراء، اليوم، "قد تعطي الجواب حول مستقبل الوضع في لبنان خلال المرحلة المقبلة". وفي افتتاحية لها أشارت (المستقبل) إلى أن سعد الحريري رئيس (تيار المستقبل) يؤيد تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش (خلفا لجان قهوجي) فور انتخاب رئيس للجمهورية. ودعت إلى أن "يكون المخرج، بالمنطق والروية، انتخاب رئيس ثم تعيين قائد للجيش". أما (النهار) فقالت إن الضغوط على حكومة الوحدة الوطنية ستزداد في مختلف الاتجاهات السياسية والميدانية، موضحة أن شهر يونيو "سيكون ساخنا منذ بدايته تزامنا مع عملية المفاوضات الأمريكية - الإيرانية وما تشهده من شد حبال وإمساك بالأوراق الإقليمية، كذا مع التدهور السريع للنظام السوري والتخوف من تداعيات سقوطه".