اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد، بالعديد من المواضيع الإقليمية والمحلية لا سيما محاور الإرهاب والأزمتين السورية واليمنية وزيارة الرئيس المصري للإمارات العربية المتحدة. ففي مصر، اهتمت الصحف بالقمة المصرية اليابانية والزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في مؤتمر الطاقة، فضلا عن اهتمامها بوفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. و كتبت جريدة "الأهرام"، في افتتاحية بعنوان "مصر والتجربة اليابانية"، أن العلاقات المصرية اليابانية تتميز بالعراقة والتقدير المتبادل لدور البلدين كطرف إقليمي وآخر دولي فاعل، مبرزة أن اليابان قد اعترفت باستقلال مصر منذ عام 1922، وأنشأت مفوضية لها فى مصر عام 1936، كما أنشأت مصر قنصلية عامة بمدينة كوبي اليابانية. وأضافت أنه طوال هذه السنوات ورغم المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية الكثيرة، ظلت العلاقات المصرية اليابانية تتمتع بالقوة وتقارب الرؤى السياسية، حتى تم الاتفاق بين البلدين على إنشاء آلية حوار استراتيجي عام 2006، شهدت عدة اجتماعات مهمة بينهما. وكتبت الصحيفة في هذا السياق أن زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى والوفد المرافق له إلى القاهرة، تأتي ومصر بحاجة إلى الاستفادة من التجربة اليابانية في الابتكار والعمل الجماعي والانضباط، ودعم التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية ، بينما تؤمن اليابان بأن استقرار المنطقة بأكملها من استقرار مصر، وأن طوكيو لابد أن تستمر بقوة في مساندة القاهرة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب. ومن جانبها كتبت جريدة "الجمهورية"، في افتتاحيتها، أن الدبلوماسية المصرية استعادت قوتها.. ومكانتها.. وعادت للقاهرة قلب العروبة قوتها الناعمة"، مضيفة أن الرأي العام يتابع باهتمام بالغ الأحداث ودوائرها علي كل المستويات المحلية والاقليمية بل والعالمية. وكتبت أن الوطن يعيش أسبوعا حافلا بالاحداث.. وتتوالي الاجندة السياسية للرئيس.. بزيارة الامارات العربية المتحدة. حيث يلقي أيضا كلمة مصر في قمة الطاقة أمام رؤساء وقادة أكثر من 170 دولة.. ويوضح الرؤية الوطنية في قضية الطاقات المتجددة.. أمل العالم لتعويض ما تفقده البشرية من الوقود الاحفوري. وذكرت الصحيفة أن الزيارة واللقاء مع رئيس دولة الامارات والمسؤولين بها انما تدعم التضامن العربي لانها بين زعيمين مخلصين كل الاخلاص والوفاء للعروبة والأمة والتضامن العربي. وكشفت أن الرئيس المصري سيعرض، بعد ساعات من قمة ابوظبي، على 40 رئيس دولة وحكومة في منتدى دافوس العالمي، اجندة الاصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية الكبري التي بدأ الكثير منها مرحلة التنفيذ.. والاعداد لمرحلة الثمار التي سيجنيها الشعب بإذن الله". وكتبت جريدة "الشروق"، في مقال تحت عنوان "الشاشة العربية تفقد سيدتها"، أن الموت غيب سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، مساء أمس إثر وعكة صحية ، لتنتهي مسيرة فنية طويلة بدأتها في طفولتها . وفي اليمن ، توقفت صحيفة "نيوز يمن" عند تصريحات أدلى بها الرئيس عبد ربه منصور هادي عقب إعلان (جماعة الحوثي) أمس مسؤوليتها عن اختطاف أحمد عوض مبارك مدير مكتب رئاسة الجمهورية، مشيرة الى أن هادي اتهم الجماعة بالعمل على" تعطيل" الانتقال السياسي بالبلاد. وبحسب الصحيفة ، فقد ألمح هادي في تصريحاته إلى تورط جهات خارجية لم يسمها في " إفشال مخرجات الحوار"، لكنه شدد على أنه "لا يمكن إعاقة هذا العمل الوطني الجبار(..) حيث قطعت البلاد شوطا مهما في طريق انجاز التحول السياسي وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". أما صحيفة "الخبر" فنشرت مضامين البيان الصادر عن (جماعة الحوثي) بعد قيام مسلحيها أمس السبت باختطاف أحمد عوض بن مبارك أثناء توجهه إلى دار الرئاسة لتسليم مسودة الدستور للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مبرزة ان جماعة الحوثي أكدت في بيانها " أن توقيف بن مبارك خطوة اضطرارية لقطع الطريق أمام محاولة انقلاب على اتفاق السلم والشراكة". وبحسب الصحيفة ، فقد اتهم بيان (جماعة الحوثي ) جهات ، وصفها ب"النافذة "، السعي إلى تنفيذ مسودة الدستور "الذي ارتكبت فيها مخالفات كبيرة دون موافقة القوى المشاركة ، علاوة على تضمنه بنود خطيرة في سياق مؤامرة خارجية تهدف الى تقسيم اليمن الى كنتونات". وتعليقا على هذه التطورات ، كتبت صحيفة "الثورة"، في مقال لها، انه " ليس من مصلحة اليمن أن يستجيب لأي طرف اقليمي أو دولي للانجرار وراء سياسات المحاور ولعبة الشحن الطائفي والتقسيم والتفتيت"، مشددة على "ضرورة أخذ العبرة والاستفادة مما مرت به دول في المنطقة كالعراقوسوريا وليبيا ومحاولة تجنب ما لحق بتلك الدول من صراعات واقتتال طائفي وتحولها الى جهنم على شعوبها" . وترى الصحيفة أن أمام اليمن فرصة تاريخية مهمة "لتكون دولة مستقلة توازن بين المصلحة الوطنية والمصالح الاقليمية والدولية إذا ما أتقنت قيادتها وقادة مكوناتها وقواها السياسية والاجتماعية لعبة حفظ التوازن التي تتناسب مع موقع اليمن الجيوسياسي"، مبرزة أن أهم أدوات إتقان لعبة التوازن تتمثل في "عدم الإنصياع وراء مطالب المتصارعين في الإقليم والتخلص من حالات الثأر المريضة ومكاشفة الشعب بشفافية ووضوح بكل من يسعى من المكونات والأطراف الإضرار باليمن والشعب بتكريس سياسة المحاور وفرض انقسام جديد في اليمن ". وفي الأردن، ذكرت صحيفة "العرب اليوم"، في افتتاحيتها بعنوان "لنبدأ مواجهة خطاب التطرف"، أنها "تتفق مع كل رأي يؤكد قيم التسامح والوسطية التي يتمتع بها عموم المجتمع الأردني"، مضيفة أن "هذا لا يمنعها من التأشير للدولة إلى نقاط يجب الالتفات إليها في خطتها الفكرية لمواجهة خطاب التطرف والكراهية، والخطاب الذي لا ينسجم مع خطاب الدولة المعتدل، يقوم به أشخاص يعملون في مؤسساتها". واستطردت الصحيفة "لا نقول هذا الكلام دعوة لتكميم الأفواه، ولا حتى توجيههم للخطاب المعادي ل(داعش)، لكنها دعوة للتفاهم مع هؤلاء العاملين في مؤسسات الدولة، بأن ما يقومون به يتناقض مع أولويات الدولة التي يعيشون فيها، ومع الجهات التي تسمح لهم بالخروج إلى الناس لمخاطبتهم في ما يمس حياتهم"، موضحة أن المنابر والجامعات والمدارس "ليست منصات ترويج لفكر متطرف لا ندري إلى أين ستصل بنا الأمور بسببه" قبل أن تخلص إلى القول "واهم من يظن أن لا حواضن اجتماعية للفكر المتطرف في مجتمعنا، لهذا علينا أن نبدأ المواجهة الفكرية، اليوم قبل الغد". ومن جهتها، رأت صحيفة "الغد" أن هناك "إصرارا حكوميا على الاستمرار في قرار "رفع تعرفة الكهرباء"، معتبرة أن المشكلة تتمثل في أن "ضربة الكهرباء القادمة ليست مباشرة ولن تأتي من التيار المتدفق في الأسلاك بل من تيار كلف الحياة ومعظم السلع التي ترتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالكهرباء (...)". وأشار كاتب المقال إلى أن الأمر يتعلق ب "المرة الثانية التي سترفع بها الكهرباء خلال أقل من عام"، مبرزا أن رفع فاتورة الكهرباء يشكل "أخطر ما يمكن أن ينال الأسعار، لأن مس أسعار الكهرباء يعني مصفوفة طويلة عريضة من السلع والخدمات الأخرى التي سوف تعصف بحياة الناس من مختلف الطبقات وفي المقدمة الطبقة الوسطى التي ستشعر أنها مهددة في الاستمرار في أداء وظائفها في النظامين الاجتماعي والاقتصادي". وفي مقال بعنوان "اتهامات باطلة وغير صحيحة"، كتبت صحيفة "الرأي" أن الرئيس السوري بشار الأسد يصر، على غرار ما جاء في حديثه لصحيفة تشيكية، على "حشر الأردن في قائمة الأطراف التي يقول إن سوريا تتعرض لعدوان من قبلها"، مؤكدة أن الأمر مجرد "إدعاءات فارغة باطلة ولا أساس لها من الصحة وبإمكان الرئيس بشار الأسد حتى يتأكد من هذه الحقيقة أن يتنازل عن كبريائه قليلا ويسأل الفصائل المعارضة المعتدلة وأولها الائتلاف والجيش السوري الحر التي تشكو من إغلاق الحدود الأردنية أمامها". والصحيح، يضيف كاتب المقال، أن النظام السوري "هو من دأب على إرسال المتسللين من منتسبي أجهزته الأمنية ومن أعضاء حزب الله ومن إرهابيي الفيالق الطائفية والمذهبية المستوردة من إيران ومن العراق وحتى من أفغانستان وباكستان، لاختراق الحدود الأردنية لتصدير العنف إلى بلدنا كما قام بتصدير العنف إلى لبنان وإلى تركيا". وفي الإمارات، كتبت صحيفة "الوطن"، في افتتاحية بعنوان " قوات إفريقية مشتركة لمواجهة الإرهاب "، عن ظاهرة الإرهاب التي بدأت تنتشر في القارة الافريقية، على غرار باقي بلدان العالم. وأشارت الصحيفة إلى توجه دول غرب إفريقيا نحو القيام بعمل عسكري مشترك وإنشاء قوة متعددة الجنسيات من أجل التصدي لظاهرة الإرهاب التي تمثلها جماعة (بوكو حرام). وأبرزت أن التجربة الإفريقية تقدم نموذجا مختلفا يساهم في ابتكار وسائل جديدة لمحاربة تلك الظاهرة التي امتدت ذراعها إلى أجزاء عديدة في أوروبا مما جعل الظاهرة غير محصورة في قارة أو دولة أو إقليم. وبخصوص الشأن الليبي، كتبت صحيفة "البيان"، في افتتاحيتها، أن اتفاق أطراف الحوار الليبي في جنيف على وقف المعارك ووضع جدول أعمال يفضي إلى حل سياسي أعطى بارقة أمل في عودة اللحمة الوطنية لليبيين لنصرة بلادهم في وجه الإرهاب. وتوقعت الصحيفة، في السياق ذاته، أن يأخذ الحوار الليبي وقتا كثيرا وجهدا أكبر للوصول إلى مصالحة تامة وفعالة تضمن عيش الشعب الليبي في تجانس وسلام دائمين. وأكدت على أن ما يعيق ويمنع المصالحة الحقيقية هو اعتقاد كل طرف أن من حقه وبمقدوره وحده قيادة ليبيا دون مشاركة القوى الأخرى مما جعل البلاد تغرق في العنف والفوضى والانقسام، مضيفة أن تحقق الوحدة يظل رهين القيام بضغط شعبي مستمر لرفض الانقسام والتشظي وترسيخ دولة القانون وإرجاع هيبة الدولة. وبخصوص الموضوع ذاته، كتبت صحيفة "الخليج"، في افتتاحيتها، أنه رغم بصيص الضوء الذي يبدو في آخر النفق الليبي جراء اتفاق الأطراف التي شاركت في محادثات جنيف على إجراءات لبناء الثقة، فإن الواقع يؤكد أن النيات وحدها لا تكفي إذ لا بد من خطوات عملية ميدانية تؤكد أن المشاركين يمثلون فعلا كل القوى المتصارعة. كما أكدت على ضرورة توفر جميع الأطراف على قناعة بأن الحوار يشكل السبيل الوحيد إلى حل سياسي، وأن الجميع على استعداد للتنازل عن مشاريعهم الخاصة لمصلحة ليبيا التي يدعون أنهم يقاتلون من أجلها . وفي قطر كتبت صحيفة "الشرق"، في افتتاحية بعنوان (مساعدة السوريين..واجب ديني والتزام أخلاقي)، عن المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية القطرية لمساعدة اللاجئين السوريين وقالت إن هذه المساعدات لم تتوقف خاصة في ظل البرد القارس الذي يضرب المنطقة حاليا. وقالت إن دولة قطر ظلت ، ومنذ بداية الازمة السورية، في طليعة دول العالم "التي تقدم مختلف اشكال الدعم والمساعدة للشعب السوري الذي يعيش منذ 4 سنوات مأساة انسانية لا نظير لها منذ الحرب العالمية الثانية، فيما يتراجع دعم الدول المانحة التي اصبح البعض منها يتفرج على هذه الكارثة الانسانية". وبعد أن ذكرت أن وقوف الشعب القطري المتواصل الى جانب اشقائه ليس امرا غريبا، لانه واجب ديني والتزام اخلاقي، طالبت العالم بتحرك أشد فعالية، لإنهاء جذور هذه الازمة التي طال أمدها بسبب انقسام المجتمع الدولي و"صمته المخزي على الجرائم البشعة التي ارتكبها نظام بشار الاسد بحق شعبه".