كم كانت دهشتي كبيرة عندما زرت الموقع الإلكتروني لوزارة التربية الوطنية وتفقدت برامج النظام التربوي للتعليم الإبتدائي لأجد جميع المواد مرتبة بعناية حسب الجداول الزمنية المخصصة لها غير اللغة الأمازيغية !، فهل هذا تغييب مقصود، أم تهاون، ونسيان؟. فبعد مرور 8 سنوات على إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية، مازالت اللغة الأمازيغية غير معترف بها في موقع الوزارة وهذا اعتراف بإهمال الوزارة لكل مايخص هذه المادة الشيئ الذي أدى إلى حصيلة ضعيفة ومحدودة جداً، ضاربة عرض الحائط جميع المخططات التي وقعتها وزارة التربية الوطنية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2003. ومن بين أهم المشاكل التي تواجهها تدريس الأمازيغية قلة الموارد البشرية اللازمة، حيث نجد أن الدولة أصدرت قرار تدريس اللغة الأمازيغية دون أن تعمل على تهيئة الوسائل المطلوبة لتحقيق هذا المشروع، مما يؤدي إلى تعثر تدريس المادة.هذا مع العلم أن الفوج الأول من طلبة المسالك الأمازيغية احتجوا مؤخراً من عدم توظيفهم المباشر في تدريس هذه المادة، وهي المهمة التي من أجلها ثم تكوينه في الجامعة.وزد على ذلك إستمرار تعامل المسؤولين التربويين مع مادة اللغة الأمازيغية كما لو أنها لغة "غير واضحة المعالم"، مما أدى إلى عدم إدراجها في البرامج المختلفة للوزارة، رغم المبادئ التي تنص على أن اللغة الأمازيغية لغة وطنية تدرس لجميع المغاربة وتعمم على كافة المسالك التعليمية مع كتابتها بحرف "التيفيناغ". كما أن العديد من الأكاديميات والنيابات التعليمية بالمملكة تتجاهل وتمتنع أحياناً عن تنفيذ مضامين المذكرات الوزارية المنظمة لهذه المادة والمتعلقة بتدريسها، رغم أن تدريس هذه المادة لايدخل ضمن المبادرات والبرامج الخاصة بالأكاديميات في إطار الاستقلاليات التي مُتعت بها، بل هو قرار وطني ورسمي للإدارة المغربية وأحد ركائز سياستها العامة في النظام التربوي المغربي الذي يكرس الهوية المغربية، لذا على جميع المؤسسات الإلتزام به. إن المتتبع عن قرب للجانب اللساني والثقافي والحضاري للغة الأمازيغية، سيدرك تمام الإدراك التقدم الذي وصلت إليه هذه اللغة، التي تحتاج إلى التكوين المستمر الذي يعتبر دعامة أساسية لإدماج الأمازيغية في المنظومات التربوية بشكل سليم، بالإضافة إلى فتح نقاش جديد بين مختلف الفاعلين التربويين وبين آباء وأولياء التلاميذ لما لهم من دور أساسي في تقريب هذه اللغة لأبنائهم لكي لايبقى الكتاب الأمازيغي حبيس محفظة التلميذ. [email protected]