الرباط: عزيز اجهبلي وقعت سبع جمعيات أمازيغية على بيان مشترك يوم السبت 12 شتنبر 2009 بالرباط، توصلت «العلم» بنسخة منه، وأكدت من خلاله غياب إدماج حقيقي للأمازيغية في المنظومة التربوية. واضافت هذه الجمعيات الى ذلك غياب الوضوح والشفافية في التعامل مع هذا الملف، مستندة إلى الوثائق المتعلقة بتفعيل البرنامج الاستعجالي 2009 2012، وتبين لها ذلك من خلال المذكرات الوزارية من 60 الى 122 والدلائل المصاحبة لها. وأفاد البيان المشار إليه أن الأمازيغية لاتحظى بأي اهتمام في هذا المشروع الرامي إلى إعطاء نفس جديد لنظام التربية والتكوين، وقالت أيضا بغياب آليات التتبع والمراقبة وتفاوت جهوي ومحلي بين الأكاديميات بشكل متباين مع تفعيل المذكرات الوزارية، وتكوين المكونين وتوزيع الكتاب المدرسي وعدم احترام الحيز الزمني الخاص بالامازيغية رغم هزالته، فضلا عن إدراج مادة الأمازيغية في الأوقات غير المناسبة. وأكدت على عدم خضوع هذه المادة للتقويم كباقي المواد ، كما أن عملية الإدماج برمتها لم يتم تقويمها لحد الآن للوقوف على مكامن القوة والضعف، وإيجاد الحلول المناسبة للثغرات الملحوظة . وأشارت إلى إغفال دور مكونات الحركة الأمازيغية وعدم إشراكها في المؤسسات المعنية بالتعليم، كالمجلس الأعلى للتعليم ومجالس الاكاديميات ولجان المصالح المركزية لوزارة التربية الوطنية، وحملت المجلس الأعلى للتعليم مسؤولية تغييب تمثيلية مكونات الحركة الامازيغية ودعت الى وضع سياسة لغوية وطنية تضمن التوازن وتكافؤ الفرص لتمكين تعميم إدماج هذه اللغة في جميع أسلاك التعليم. وتجب الإشارة إلى أن الجمعيات الموقعة على البيان المذكور هي، الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي ويترأسها إبراهيم اخياط، ومنظمة تاماينوت وتترأسها لطيفة الدوش، والشبكة الامازيغية من أجل المواطنة وعلى رأسها يوسف العرج، أما كونفدرالية الجمعيات الثقافية الأمازيغية بشمال المغرب فينسق أشغالها محمد الشامي، وكونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بجنوب المغرب «تاموتت ن إيفوس» فيعمل على التنسيق فيما بينها محمد احنداين بالإضافة الى جهة مستقبل الأرز والأروي، ومنظمة الأطلس لحقوق الانسان. ويعتبر هذا البيان بالنسبة لمصادر قريبة من الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة الأول من نوعه، تم التوقيع عليه من طرف الشبكة إلى جانب تاماينوت وكذا الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، وأضافت المصادر ذاتها أنّ بيان الجمعيات السبع هذا يمكن أن يكون بداية لانتصار إحدى هذه الجمعيات، ويمكن أن يكون كذلك وقفة تأمل لأخرى. وتساءلت عن أسباب إصدار هذا البيان في هذه الظرفية بالذات، علما أنه لم يعد يفصلنا عن مرور ثماني سنوات من عمر المعهد الملكي للثقافة الامازيغية إلا 30 يوما من يوم صدوره، وهي المدة نفسها الباقية من عمر ولايات العديد من أعضاء المجلس الاداري للمعهد ، واستفسرت عن سبب عدم الاشارة الى تحميل المسؤولية للمعهد الملكي في الاختلالات التي شابت عملية تدريس الامازيغية والاقتصار في ذلك على مسؤولية وزارة التربية الوطنية والمجلس الأعلى للتعليم. وأفاد إبراهيم أخياط رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي «العلم» بأنه في إطار الدخول الثقافي والسياسي لهذه السنة من أجل الدفع بمطالب الحركة الأمازيغية قصد تحقيقها؛ قررت مجموعة من الهيئات والجمعيات الوطنية والمحلية المهتمة بالشأن الأمازيغي بعد عقد عدة اجتماعات لها بالتحرك والتنسيق وطنيا لتحريك الملفات المطلبية والتي تحتاج الى المزيد من التعبئة للدفع بالجهات المسؤولة للقيام بما يلزم لتحقيق هذه المطالب وأضاف أن هذه الهيئات والجمعيات رفعت مذكرة الى صاحب الجلالة تم وضعها لدى مكتب مستشار جلالة الملك الأستاذ محمد معتصم بالديوان الملكي يوم 18 شتنبر الجاري وتضم المذكرة مجموعة من المقترحات تعرضها على أنظار جلالة الملك حول ترسيم الأمازيغية الى جانب العربية واعتبار الأمازيغية بعدا أساسيا للهوية الوطنية انسجاما مع تاريخنا العريق ومطابقة لمبادئ حقوق الانسان كما هو متعارف عليها دوليا. وأشار أن هذا التحرك من طرف هذه التنظيمات التي تمثل مختلف جهات المملكة يعتبر انطلاقة جديدة للعمل الجماعي الأمازيغي بعد فتور دام عدة سنوات تمكنت من خلالها هذه الهيئات من دراسة وضعية الأمازيغية على الصعيدين الثقافي والسياسي وخلصت إلى ضرورة التحرك على جميع الأصعدة بالتركيز على ملفات محددة أو مستعجلة والقيام بما يلزم من التحرك للتعبئة الجماعية لتحقيق مطالب الحركة الأمازيغية مع الاحترام الكامل لخصوصية وهوية كل هيئة واستقلاليتها في تنفيذ برامجها الخاصة لتفعيل العمل الأمازايغي.