الجزء الأول شكل مطلب تدريس الأمازيغية أحد أهم المطالب التي ناضل من أجلها الفاعلون الأمازيغيون منذ البدايات الأولى للعمل الأمازيغي بالمغرب، وقد تُوج هذا النضال بإقرار تدريس الأمازيغية خلال الموسم الدراسي 2003 / 2004 في عدد من المدراس المغربية، بلغ عددها إلى حدود دجنبر 2003 ما مجموعه 343 مدرسة حسب بلاغ لوزارة التربية الوطنية والشباب وأسندت عملية التأطير إلى 806 معلمين، فيما بلغ عدد التلاميذ المستفيدين أزيد من 24 ألف تلميذ. وتأتي جهة سوس ماسة درعة في مقدمة الجهات من حيث عدد المدارس، وذلك ب55 مدرسة، ثم الجهة الشرقية ب 53 مؤسسة تعليمية، فجهة مكناس تافيلالت ب 43 مدرسة، فالحسيمة تازة تاونات ب 33 مدرسة، فجهة تانسيفت مراكشالحوز ب 30 مدرسة، فجهة طنجة تطوان ب 28 مؤسسة، فجهة فاس بولمان ب20 مدرسة، فجهتي كلميمالسمارة وتادلة أزيلال ب 16 مؤسسة لكل منهما. ولقد اعتبرت التجربة في حد ذاتها إيجابية باعتبارها تشكل فرصة حقيقية لتقييم مدى قدرة الأمازيغية على اقتحام النسيج التربوي المغربي والمساهمة الإيجابية في بناء الشخصية المغربية من خلال إحدى روافدها الأساسية، التي طالما اشتكى العاملون في الحقل الأمازيغي من تهميشها وإقصائها من مختلف مرافق الحياة العامة المغربية وفي مقدمتها منظومتنا التربوية. وعلى الرغم من عبارات الارتياح والترحيب التي عبرت عنها مختلف القوى الوطنية إزاء قرار التدريس، فإن التجربة صاحبتها منذ البداية عدة مشاكل وعوائق ذاتية وموضوعية يمكن إجمالها في الآتي: انعدام الأطر التربوية المتخصصة والمكونة تكوينا علميا رصينا في مجال تدريس الأمازيغية، إذ تمت الاستعانة بعدد من معلمي اللغة العربية ممن لهم بعض الإلمام باللجهات الأمازيغية، وتم إخضاعهم لتكوين سطحي في مجال تدريس الأمازيغية لا يتعدى أسبوعين.. تأخر صدور الكتاب المدرسي الأمازيغي، مما جعل المدرسين يعتمدون على ثقافتهم الشفهية في إيصال بعض مضامين الأمازيغية، وهو ما أدى إلى انعدام وحدة الرؤى والتصورات لدى الممارسين، ومن ثم ضعف التلقي لدى المتمدرس.. اعتماد حرف تيفيناغ في عملية التدريس، الشيء الذي شكل إرباكا واضحا للعملية التعلمية لدى المدرسين والمتمدرسين على حد سواء، لأن جل المعلمين لا يفقهون أبجدية تيفيناغ، وفاقد الشيء لا يعطيه... ولأن المتلقي (الطفل) مطالب باستيعاب ثلاثة أحرف مختلفة ومتباينة في زمن واحد (العربي واللاتيني وتيفيناغ)، والكل يدرك مشاكل الاستيعاب لدى الطفل المغربي خصوصا القروي لمضامين المقررات الحالية ناهيك عن إضافة أخرى... صدور الكتاب المدرسي الأمازيغي باللهجات الثلاث، وهو ما لقي معارضة حتى من بعض الفعاليات داخل المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وكذا احتجاج الجمعيات الثقافية الأمازيغية، التي اعتبرت هذا النهج تكريسا لمنطق الطائفية وسياسة اللجهات المعتمدة رسميا من قبل الدولة، كما رأت أنه يصادم مشروع توحيد اللغة الأمازيغية، الذي ناضلت من أجله طويلا. وعلاوة على ذلك فإنه أضفى نوعا من المصداقية على الرأي القائل بصعوبة معيرة اللغة الأمازيغية. في هذه الندوة تلامس >التجديد< مع ضيوفها مختلف جوانب القضية، ماذا حقق إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية للطفل المغربي؟ ألم تكن عملية التدريس هذه متسرعة ومرتجلة؟ ألم تكن مرتهنة بالقرار السياسي أكثر من الحاجة التربوية والبيداغوجية؟ هل يعتبر حرف تيفيناغ فعلا هو الحرف الأنسب لتدريس الأمازيغية، أم أنه مجازفة غير محسوبة العواقب؟ لماذا تأخر صدور الكتاب المدرسي حتى نهاية الموسم الدراسي؟ وما مدى استجابة مضامينه لحاجات الطفل المغربي، وخاصة الطفل الأمازيغي في العالم القروي؟ لماذا أصرت لجنة تأليف الكتاب على ضخ جرعات الحداثة فيه، حسب تعبير أحد أعضائها في ندوة صحفية؟ ما موقع الأصالة الأمازيغية المقصية والمهمشة حسب خطاب الحركات الأمازيغية في الكتاب الذي أشرف عليه أطر المعهد الملكي؟ نستضيف في هذه الندوة الأستاذ بلعيد بودريس: مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج التربوية، التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والأستاذ إبراهيم أخياط، رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، وعضو المجلس الإداري للمعهد، وقد اعتذر عن حضور الندوة كل من الأستاذ جامع المعتصم، مستشار برلماني وعضو اللجنة الملكية لإصلاح نظام التربية والتكوين، والأستاذ محمد سالم السوداني، باحث في اللسانيات، ومدرس للأمازيغية بعدة مراكز لغوية أجنبية بالمغرب، ووجهت التجديد أيضا دعوة مكتوبة إلى وزارة التربية الوطنية لترسل ممثلا عنها، لكننا لم نتلق جوابا. أدار الندوة: محمد أعماري محمد إكيج أستاذ بلعيد بودريس، بصفتكم مديرا لمركز البحث الديداكتيكي والبرامج التربوية، التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، كيف تقيمون ما وصل إليه حاليا إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية؟ بلعيد بودريس: نشكر في البداية جريدة >التجديد< على هذه الندوة، التي تشكل فرصة لتبادل الرأي حول أحد أهم الأحداث التي شهدها هذا القرن الجديد في المغرب: حدث إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية، وهو حدث، كما يعرف الجميع، تاريخي على جميع المستويات، فلأول مرة تنتبه المدرسة المغربية إلى المكونات اللغوية والثقافية لمجتمعنا، لتلغي تمييزا وحيفا طالما عانى منه المجتمع المغربي. وعلى الصعيد السياسي، يمكن القول إن هذا الإدماج هو أحد تجليات سياسة ديموقراطية تستطيع أن تدبر المتعدد بدل أن تلجأ إلى القرارات السهلة والبسيطة، التي تجعل من أحد المكونات نائبا عن كل المكونات الأخرى. ومن الناحية البيداغوجية والتربوية، فلأول مرة سيتمكن الفاعلون التربويون والديداكتيكيون من النظر إلى النسيج التعليمي والعملية التعليمية برمتها انطلاقا من وجود أحد العناصر الجديدة والمهمة، والتي كان غيابها يشكل عائقا إبستيمولوجيا نحو فهم العملية التعليمية. إذن أنتم تعتبرونها بصفة عامة تجربة إيجابية بلعيد بودريس: أنا قلت إن أهمية هذا الحدث تتجلى على الأقل في الجوانب الثلاثة التي ذكرت، أما إدماج الأمازيغية في التعليم فيحتاج إلى تقييم موضوعي، ونحن الآن في مركز البحث الديداكتيكي والبرامج التربوية نهيء لمحاولة تتبع ما يجري في الميدان. صحيح أن لنا أصداء وتصلنا رسائل متعددة، ونلتقي بفاعلين من أساتذة ومفتشين ومسؤولين في وزارة التربية الوطنية والشباب، وكل هذه القنوات مكنتنا من تشكيل صورة أولية نعتبرها فرضيات للبحث وملاحقة ما يجري في الميدان، لأن حجم عملية إدماج الأمازيغية لا يمكن أن يقابله إلا مستوى راق من المسؤولية... (مقاطعا)، إذن أنتم مازلتم تنطلقون من فرضيات... هل معنى هذا أن إدماج الأمازيغية هو لحد الآن تجريبي فقط؟ بلعيد بودريس: لا، نحن نشتغل بشكل علمي، والفرضية في المنهج العلمي هي إحدى الخطوات الأساسية، لأن كثيرا من الناس يعبرون عن رأيهم الخاص، ويعتقدون أنه هو الواقع، فنحن عوض أن نفعل مثل هذا، نجمع ما يكفي من الآراء، لنشكل فرضية للبحث تقودنا نحو معرفة الواقع الفعلي، لأن هذا الافتراض، إما أن يدعمه الواقع أو أنه يعدله، أو أنه ينفيه، وتبعا لهذه العملية، نحصل على وقائع علمية تمكننا من التقدم... (مقاطعا) إذن فالواقع إما أن يدعم أو يعدل فرضياتكم أو ينفيها، في الحالتين الأوليين يمكن أن نقول إن الأمر إيجابي، ولكن إذا نفى الواقع هذه الفرضيات، فماذا سيكون مصيرها إذن؟ بلعيد بودريس: في مجال تدريس الأمازيغية نتحدث عن واقع لا رجعة فيه للأسباب سالفة الذكر... (مقاطعا) حتى ولو كانت تجربة فاشلة؟ بلعيد بودريس: لا يمكن أن تكون فاشلة لسبب بسيط، وهو أن الفشل يعني انعدام أي إمكانية، وهذا غير صحيح، لأن هناك أطرا تشتغل في هذا المشروع، أطر في المعهد، وأخرى في وزارة التربية الوطنية والشباب، ولأن تدريس الأمازيغية هو المؤهل أكثر لأن ينجح من الناحية النظرية، لأننا نتحدث عن لغة أم وعن خبرة ديداكتيكية على الصعيد العالمي والعلمي لا تتصور، وعن قرار سياسي يهم مكونات الهوية الوطنية، كل هذه الأشياء تجعلنا نمتلك أهم الأوراق التي تمكننا من إنجاح التجربة. أستاذ إبراهيم أخياط، سبق لكم في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي أن حكمتم على هذه التجربة بأنها تجربة متسرعة، هل ما زلتم على رأيكم؟ إبراهيم أخياط: البيان الذي أصدرناه لم نصدره في ما يتعلق بالتجربة في حد ذاتها، لأن المسألة في بدايتها، بل أصدرناه لنعبر عن رفضنا تدريس اللهجات... (مقاطعا) لا أقصد بيانكم، ولكن سبق لكم، في حوارات مع عدة جرائد، منها التجديد، أن قلتم في حق هذه التجربة إنه تعتريها نقائص منها أنها كانت متسرعة. إبراهيم أخياط: على الرغم من أن هذه التجربة مازالت في بدايتها، ويصعب تقييمها، إلا أن هذه البداية اعترتها عدة تعثرات أساسية ومهمة سيكون لها انعكاس على تدريس اللغة الأمازيغية، فالمعنيون بالأمر مثلا في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة التربية الوطنية لم يقوموا بما يستلزمه انطلاق تدريس اللغة الأمازيغية، من حيث توحيدها ومعيرتها، لأن الظهير الملكي المحدث للمعهد يلح، وكذلك الحركة الثقافية الأمازيغية تلح على تدريس اللغة الأمازيغية، وليس تدريس اللهجات الأمازيغية، فالمعهد ووزارة التربية الوطنية لم يقوما بعد بما تستلزمه مسألة المعيرة حتى نبتدئ منذ السنة الأولى لتدريس اللغة الأمازيغية. وحتى الكتاب المدرسي الذي صدر في الموضوع يحمل اسم اللغة الأمازيغية وليس اللهجة كذا أو اللهجة كذا، والأخطر من هذا، هو أنه داخل المعهد نفسه ليس هناك تصور شمولي واضح لكيفية المعيرة والزمن اللازم لذلك، ومن بين الأهداف التي أسس المعهد من أجلها، معيرة الأمازيغية، أما إصدار الكتب فهو موكول لوزارة التربية الوطنية. ومن مظاهر الارتجال أيضا في تدريس الأمازيغية، عدم توفير الأطر اللازمة لذلك، فكيف ندرس هذه الأمازيغية بدون أطر. كان الأمر يستلزم أولا تكوين هذه الأطر في دورات لمدة سنة أو سنتين حتى تستوعب حرف تفيناغ، وهل تكفي دورة واحدة لمدة أسبوع أو عشرة أيام استفاد منها أناس يفترض فيهم أنهم يتقنون أحد فروع الأمازيغية، ولم يلقنوا حتى حرف تيفيناغ؟ نحس كذلك في الحركة الثقافية الأمازيغية أن هناك غيابا للإرادة لدى المسؤولين في تدريس هذه اللغة الأمازيغية... (مقاطعا) أي المسؤولين تقصدون أستاذ أخياط؟ إبراهيم أخياط: بالدرجة الأولى المسؤولون في وزارة التربية الوطنية، فليس هناك داخل هذه الوزارة مديرية لتعليم اللغة الأمازيغية، وليس فيها مسؤولون واثقون لهم إرادة قوية وجادة في هذا الاتجاه، بل إننا نلمس أن هناك في بعض مندوبيات الوزارة من يعرقل تدريس الأمازيغية، ونتوفر على شهادات في الموضوع في مدن مختلفة، كما أن هناك استخفافا بالأمازيغية لأن الوزارة خصصت لها ثلاث ساعات في الأسبوع، وهناك من الأساتذة من يدرس ساعة وهناك من يدرس ساعة ونصف، وهناك من لا يدرس شيئا، وهناك من يستغل تلك الساعات لتدريس أشياء أخرى، أو للراحة، وهذا معناه أن الوزارة ليست لها الإرادة الكافية لإنجاح التجربة. تأسيسا على كل ما قلتم، ألا ترون أن قرار تدريس الأمازيغية ما هو إلا قرار سياسي الهدف منه امتصاص الغضب الأمازيغي؟ ثم ألا تتحملون في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي لا أنتم ولا أولئك الذين ينتقدون المعهد من داخل الحركة الثقافية الأمازيغية جزءا من المسؤولية على اعتبار أنكم ممثلون في المجلس الإداري للمعهد؟ إبراهيم أخياط: يجب التمييز بين القرار والتنفيذ، فنحن نثمن قرار تدريس الأمازيغية، وهو فعلا قرار سياسي ناضلنا من أجله، وسنبقى نناضل إلى أن يتحقق إدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية، أما التنفيذ فهو شيء آخر، ولا يتعلق بالقرار، بل بأجرأة يجب أن تعتمد على محطات يتم فيها توفير الشروط اللازمة لهذا الإدماج، نحن لا ننتقد قرارا ناضلنا من أجله عقودا، بل ننتقد الأجرأة التي يتم بها تنزيله. بل إننا ناضلنا حتى من أجل خلق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية... ومن المسؤول عن الأجرأة إذن؟ إبراهيم أخياط: هناك شق منها يتعلق بالمعهد، وشق آخر بوزارة التربية الوطنية والشباب، لأن هناك شراكة بينهما. وإصدار ثلاث كتب للأمازيغية لم يقره المجلس الإداري للمعهد الملكي، الذي أنا عضو فيه، فقد قررنا تدريس الأمازيغية وإصدار كتاب لها، وفوجئنا في ما بعد أنها أصبحت ثلاثة كتب مكان كتاب واحد، فقمنا بواجبنا كحركة أمازيغية للتصحيح، لأننا لا نمثل المعهد الملكي، ولكن نحن نمثل الحركة الأمازيغية داخله، هذا هو الفرق، أما مراكز البحث والباحثون فهم ينتمون للمعهد، أما داخل المجلس الإداري فهناك من يمثل الحركة الأمازيغية وصوتها وضميرها... أليس هولاء الباحثون من الحركة الأمازيغية؟ إبراهيم أخياط: بلى، ولكني أقول إنهم هم الأكثر التصاقا بالأجرأة، التي تحتاج إلى تأن ودراسة. وقد تقرر بعد هذه الانتفاضة في المجلس الإداري للمعهد تحديد الاستراتيجية في المجالات المختلفة، وهذا ناديت به شخصيا منذ الدورة الأولى للمجلس، والآن فقط نسير في الطريق الصحيح، يجب أن نضع استراتيجيات في المجالات المختلفة، سواء في الإعلام أو التعليم أو غيرهما، وتم الآن وضع استراتيجيات في بعض المجالات، ومنها التعليم، وفي إطار هذه الاستراتيجية الجديدة، تقرر أن يصدر كتاب واحد فقط للغة الأمازيغية السنة المقبلة. أستاذ بلعيد بودريس، تحدث الأستاذ إبراهيم أخياط، وهو عضو في المجلس الإداري للمعهد، عن عدة تعثرات في تدريس الأمازيغية، منها الارتجالية وضعف تكوين الأطر، قال إن منهم من يدرس، ومنهم من لا يدرس، ومنهم من يدرس أشياء أخرى غير الأمازيغية، ما ردكم على هذا؟ بلعيد بودريس: أنا أحب أن أسمي الأشياء بمسمياتها، وعندما أتحدث عن الحركة الثقافية الأمازيغية، فأنا أتحدث عن ظاهرة موجودة في المغرب وتمثلها العديد من الجمعيات، بل إن هناك اتحادات، في الشمال وفي الجنوب الشرقي، وفي الوسط، وفي الجنوب، وهناك جمعيات متعددة ولها تاريخ ونضال، ومازالت تناضل، وهي ممثلة في جزء كبير منها في المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي تعرفها الحركة الثقافية الأمازيغية جيدا، وتعرف فاعليها، وأشكال اشتغالهم، وتعرف أن قلة من مسؤولي هذه الجمعية تريد أن تكون بديلا عن الحركة الثقافية الأمازيغية، وهذا طموح من حقها، ولكن الحركة الثقافية الأمازيغية شيء، وجمعية لها ممارسات وطموحات وأهداف وآليات للاشتغال، شيء آخر... (مقاطعا) كيف يؤثر هذا الصراع بين مكونات الحركة الثقافية الأمازيغية على عملكم داخل المعهد؟ بلعيد بودريس: الثراء والاختلاف الموجود في الساحة الثقافية الأمازيغية ينعكس بشكل غير مباشر في تمثيلية المجلس الإداري للمعهد، وهذا شيء طبيعي وموضوعي، ولست أهلا لأتحدث عن المجلس الإداري وعن أشكال اشتغاله، لأني لست عضوا فيه، وما يمكن أن أتحدث عنه هو عمل المراكز باعتباري عضوا في المجلس العلمي، وعمل مركز البحث الديداكتيكي والبرامج التربوية بصفتي مديرا له منذ أن تأسس. ففي المركز، نحن نشتغل بشكل عادي مع الجمعيات، لأن لها مواقف فكرية، ولكن لها ممارسات عملية، وقد نظمنا أخيرا يومين دراسيين حول محاربة الأمية بالأمازيغية، وشاركت فيه أكثر من ستين جمعية عبر مجموع التراب الوطني، وتم تشكيل لجنة للمتابعة، وهناك مشروع قيد الإعداد في الموضوع. أما ما يتعلق بالارتجالية، فقبل أن يتخذ قرار التدريس كانت هناك اجتماعات للجنة مشتركة بين وزارة التربية الوطنية والشباب والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اشتغلت حوالي ثمانية أشهر، وبرمجت واستطلعت الآراء، وحددت الإمكانات والطاقات الموجودة، وكيفية تشغيلها. إذن كان هناك تخطيط لهذا التدريس، ومن تجليات هذا التخطيط، أننا قررنا أن نبدأ في الأشهر الثلاثة الأولى بالأنشطة الشفوية، ولهذا السبب أصدرنا جذاذات أوال ينو (كلامي أو لغتي)، صحيح أن الكتاب المدرسي تعثر حوالي شهرا أو شهرا ونصف شهر، ولكن ذلك ليس مهما بالمقارنة مع جسامة المسؤولية وجسامة الموضوع الذي نتحدث عنه. فتدريس الأمازيغية ليس وراءه أي تجربة سابقة، أي أننا بدأنا من الصفر، هناك العديد من التجارب في الجامعات، ولكنها تدرس الأمازيغية بلغات أخرى، إما بالعربية أو الفرنسية، أو بالإسبانية أو بالهولندية أو غيرها، وهناك العديد من الجمعيات التي مارست تدريس الأمازيغية، مثل أسنفلول في مكناس وتامينوت في الرباط، ولكن هذه الممارسة هي فقط ممارسة عاطفية أكثر منها علمية، لأن تدريس اللغات هو عمل مختصين. صحيح أنه كانت هناك بعض التأخيرات في إنجاز ما خططنا له، ولكن حجمها لا قيمة له بالمقارنة مع ما تم إنجازه. عندما يقول البعض إن هناك من لا يدرس الأمازيغية أو هناك من يدرس أشياء أخرى، فإن هذا كلام ينطلق من جهل كامل بالواقع الفعلي، الذي يبين أنه من الناحية الرسمية تم تخصيص ثلاث ساعات للأمازيغية، ولا يمكن لأي كان أن يمنع أي مدرس من أن يدرس الأمازيغية... هناك أساتذة يدرسون أقساما مشتركة (عدة مستويات)، ومنهم من أسر لالتجديد أنه فعلا لا يدرس الأمازيغية لهذا السبب، فكيف تريدون أن ينجح تدريس الأمازيغية في هذه الظروف؟ بلعيد بودريس: من واجب أي أستاذ عهد إليه بتدريس الأمازيغية أن يقوم بما عهد إليه، وهذا التدرج الذي نحن بصدده مع وزارة التربية الوطنية هو تدرج حسب الإمكانيات، سواء في التكوين أو في المتابعة أو في التأطير إلى غير ذلك. وإذا كان هناك من لا يدرس الأمازيغية أصلا، فهذا خلل إداري يجب أن يعالج بطرقه القانونية، وبقنوات وزارة التربية الوطنية، ولا شك أنها ستتخذ إجراءاتها في الموضوع، لأن وزير التربية الوطنية والشباب صرح لمديري الأكاديميات أن الأمازيغية، شأنها شأن أي لغة، ولا يمكن أن تعامل بتمييز سلبي. أما عن القول إن المجلس الإداري لا علم له، فهذا غير صحيح، لأن المجلس الإداري كون لجنة للتعليم كانت لها جلسة عمل، بل جلسات عمل مع مركز البحث الديداكتيكي والبرامج التربوية. وأحيط أعضاء هذه اللجنة علما بما خطط في الموضوع من حيث الكتب وغيرها، ولا أحد أثار أي قضية، ويمكن إذن أن نتساءل كما تساءلتم منذ قليل هل الأمر يتعلق بمزايدة سياسية أو شيء من هذا القبيل، والجواب سيأتينا في المستقبل، إذا كانت لنا ذاكرة نقارن بها بين ما يقال الآن وما سيقال في الغد. أمر المعيرة بالنسبة إلينا، يتحدث فيها بعض الناس دون واقعية ولا مرجعية علمية. وشخصيا طلبت من أحد الزملاء الذين لهم هذا الموقف أن يعطيني ولو نصف صفحة بلغة أمازيغية معيارية، وهو ما لم يستطع فعله لحد الآن. نحن منذ البداية نعرف هذه الصعوبات، لأن لنا في المعهد مراكز للبحث شغلها الشاغل هو أن تقدم تشخيصا للوضعية. لهذه الاعتبارات اللغوية لا يمكن أن نطبق أو أن نجد لغة معيارية توا، إلا بقرار ديكتاتوري قاتل. أما بالنسبة للتكوين، فصحيح أنه كان ضعيفا، وذلك راجع إلى مجموعة من الإكراهات، إدارية أكثر منها بيداغوجية، فقد كان لنا منذ البداية برنامج للتكوين، فقط هناك بعض المشاكل. وكنا ننتظر متى ستجمع الوزارة الأساتذة. وعلى الرغم من هذا الإقرار، يجب أن نشير إلى أن الوثائق التي زودنا بها الأساتذة والمفتشين هي وثائق فيها درجة كبيرة من الكفاية، ففيها قواعد الكتابة بتيفيناغ، كما تحتوي على أهم القواعد النحوية والصرفية... (مقاطعا): ولكن كيف ننتظر من أستاذ لا يعرف تيفيناغ ولا يتقنها أن يعلمها اعتمادا على كتاب؟ بلعيد بودريس: لكنه تعلم تيفيناغ في التكوين. أستاذ إبراهيم أخياط، قال الأستاذ بلعيد بودريس منذ لحظات إن الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي تسعى لأن تكون بديلا للجمعيات الثقافية الأمازيغية، هل يمكن أن نذهب إلى حد القول إنها تسعى أن تكون حتى بديلا عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؟ إبراهيم أخياط: هذا النوع من الخطاب نشأ في الثقافة المغربية لأننا دائما نعتقد أن من ينتقد يطمح لأن يحصل على منصب أو أن يحتل موقعا معينا، فالخوف على المواقع هو الذي أدى إلى مثل هذه التأويلات. توحيد اللغة الأمازيغية هو مسألة مبدئية منذ أن تأسست أول جمعية أمازيغية بالمغرب سنة ,1967 والموقف الذي تحدثنا عنه في ما يخص معيرة الأمازيغية ليس موقف جمعيتنا وحدها، بل قررته الحركة الثقافية الأمازيغية ومكوناتها الجمعوية، فجميع الجمعيات الأمازيغية أصدرت بيانات في الموضوع، مثل منسقية ضحايا عيد الأضحى، وتنسيقية أميافا والمجلس الوطني لجمعية تاماينوت، وكذا مجموعة من جمعيات الجنوب الشرقي. بلعيد بودريس (مقاطعا): لكن هذه المواقف مختلفة ولا ينطبق ولا واحد منها مع بيان الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي في الموضوع، ولسنا مختلفين حول المعيرة، لكن مصدر المغالطة هو أن البعض يريد أن يوهم الناس بأن هناك موقفين، واحد مساند للمعيرة، والآخر معارض لها، وهذا تغليط، لأن الجميع متفق على المعيرة، والخلاف واقع حول كيف ومتى تتم هذه المعيرة. إبراهيم أخياط: هناك جمعيات أمازيغية، من بينها جمعيتنا، عقدت لقاء مع كافةالمعلمين الذين يدرسون الأمازيغية في منطقة سلا، وعبروا لنا عن عدة صعوبات، كما عبر آخرون من الريف عن الصعوبات نفسها للمجلس الإداري للمعهد الملكي. (مقاطعا): عماذا عبروا لكم بالضبط؟ إبراهيم أخياط: قالوا لنا إنهم لم يجدوا ما يدرسون، فلا كتاب مدرسي، وحتى جذاذات أوالينو التي تم الحديث عنها، هي فقط كراسات للمعلم لا تغني شيئا. كما أن هناك معلمين لا يعرفون حتى أبجدية تيفيناغ، فماذا سيدرسون إذن؟ إنهم يعملون فقط باجتهادات شخصية، وهناك منهم من يدرس الخرافات فقط، ويجتهد في تعليم التلاميذ تكوين بعض الجمل، والسلام. والأستاذ عبد العزيز بوراس (نائب رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي) من المفتشين الرئيسيين بالدار البيضاء، يقول إن هناك كارثة، وهناك إشكاليات كبيرة جدا، ولا يجوز أن نرفع شعار العام زين، فنحن متتبعون بدقة لمسار هذه التجربة، ونعرف جيدا كيف تسير، ونرفض أن نوصف بأننا نسعى لفرض المعيرة بالديكتاتورية، فهذا منطق المؤامرة، بل إننا نعتبر تدريس اللغة الأمازيغية الموحدة قضية وطنية، وليست قضية جمعية التبادل الثقافي ولا قضية زيد ولا عمر ولا أخياط ولا غيره. وأنا أعلن وأتحمل مسؤوليتي في هذا أن هناك من داخل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من يؤمن باللهجاتية الأمازيغية ولا يؤمن بتوحيد اللغة الأمازيغية وحتى داخل العاملين في الموضوع، ولو كان المجلس الإداري للمعهد على علم بما يروج في الموضوع، فلماذا لم أعلم به وأنا رئيس اللجنة الثقافية، فعندما تجولنا في المراكز، لم يكن هناك من حديث عن ثلاثة كتب، وأنا أكشف لكم هنا عن حدث ربما لم يكن أحد ليكشف عنه، فهذه الكتب لما تقررت باتفاق مع الوزارة، حذفت هذه الأخيرة من الغلاف كلمة اللغة واحتفظت بكلمة الأمازيغية فقط، وكان اقتراح المعهد عبارة اللغة الأمازيغية، ولما وصل الكتاب إلى الوزارة تم التشطيب على كلمة اللغة بالأصفر والأحمر، وقبل عقد أحد اجتماعات اللجنة الثقافية التابعة للمجلس الإداري، أسر لي السيد عميد المعهد أحمد بوكوس أنه مستاء من تعامل الوزارة مع الكتاب، حيث شطبت على كلمة اللغة، فوعدته أن أحل المشكل وأكفيه هذا الأمر، وعقدنا لقاء اللجنة الثقافية، وحضر ممثل وزارة التربية الوطنية، وكنا سنصوغ فيه بصفة نهائية تقرير اللجنة الثقافية، ومن حسن الحظ أن التقرير كان يتضمن في إحدى فقراته أن هناك نوعا من سوء النية من لدن الوزارة في موضوع تدريس الأمازيغية، فاستفزت هذه العبارة ممثل الوزارة، واحتج على ذلك، وطلب حذف العبارة، فقلت له سنعدلها، ولكن ليس قبل أن أعطيك مثالا حيا يثبت هذه العبارة، فأعدت عليه قضية التشطيب على كلمة اللغة في الكتاب المدرسي، وطلبت منه أن يتأكد من الأمر بنفسه، وفي الغد قابلت السيد عميد المعهد وأخبرته بما فعلت، وطلبت منه أن يتصل بالسيد وزير التربية الوطنية شخصيا وبدون وساطات، وأن يكاتبه في الموضوع، وفي اليوم الموالي، أخبرني الأستاذ بوكوس أن الأمر قد تم فعلا تداركه، وأن مبادرتي أتت أكلها. ولو كان المجلس الإداري للمعهد على علم بحكاية الكتب الثلاثة ووافق عليها، فلماذا أصدر أخيرا قرارا بتوحيد الكتاب المدرسي وإصدار كتاب واحد فقط في الموسم المقبل؟ الواقع في الحقيقة هو أنه لم يتم تدارس الاستراتيجية، الآن فقط بدأت توضع الاستراتيجيات لكل القضايا، والآن رجع المعهد إلى صوابه بإقراره لكتاب واحد، ومسألة توحيد اللغة الأمازيغية هي مسألة سياسية وليست علمية محضة، وقد صدر الآن قرار سياسي على مستوى المجلس الإداري للمعهد، وما على المراكز إلا أن تطبقه وتعمل على إنجاحه. بلعيد بودريس (مقاطعا): قيل إن في المعهد أناسا ضد معيرة اللغة الأمازيغية، وهذا كلام غير مسؤول، فالمعهد لا يشتغل برغبات أشخاص، بل هو مؤسسة مسؤولة، وأنا هنا شخصيا لا أعبر عن آرائي الخاصة، وإنما أتحدث باسم مركز تابع للمعهد، وأعلن بشكل مسؤول أن المعهد والمراكز التابعة له تشتغل في أفق التوحيد، وفي حدود علمي ليس هناك من هو ضد المعيرة، وكل كلام غير هذا، فهو ليس فقط مجانبا للصواب، بل يهدف إلى غايات ليست في مصلحة أحد. ثم إن الفرنسيين يضربون مثلا مشهورا أحب أن أورده في هذا السياق، وهو أن الديك عندما يصيح في الصباح وتشرق الشمس، فإنه يتهيأ له أنها أشرقت بسبب صياحه، فحكاية كلمة اللغة في الكتاب المدرسي لا معنى لها، لأن الاتفاقية الموقعة بين المعهد والوزارة تنص على تدريس اللغة الأمازيغية، إضافة إلى أن الخطاب الملكي والظهير المؤسس للمعهد يتحدث عن الأمازيغية وليس عن اللهجات، وهذا أمر عادي تم تدبيره بشكل عادي بين الوزير وعميد المعهد، صحيح أنه كانت هناك وجهات نظر مختلفة، ولكن هذه مسألة عادية. يبدو أن هناك إشكالا كبيرا في التنسيق بين المعهد والوزارة في تنزيل الجذاذات والبرامج البيداغوجية، هذا ما صرح به أمامنا الآن الأستاذ إبراهيم أخياط، وهو عضو المجلس الإداري للمعهد، كما صرح به قبل ذلك الأستاذ أحمد عصيد، وهو بدوره عضو في المجلس الإداري، بل اتهم وزارة التربية الوطنية مباشرة بأنه تعرقل تدريس اللغة الأمازيغية، فما الذي يحدث بالضبط على هذا المستوى؟ بلعيد بودريس: هناك نوعان من الخطاب، خطاب مسؤول وخطاب غير مسؤول، فإذا كنا نلاحق ونتتبع الخطابات غير المسؤولة فسنتخذ مواقف غير مسؤولة، ووزارة التربية الوطنية مؤسسة وصية على ميدان التعليم، فإذا تمت مكاتبة الوزير بما يلاحظ من خلل... (مقاطعا) إذن تقرون بأن هناك خللا؟ بلعيد بودريس: لا، بل أنا أقصد إذا وقع الخلل، إذا تمت مراسلة الوزير ولم يقم باللازم، فآنذاك فقط يمكن أن نقول إن الوزارة أخلت بواجبها، أما أن نتصيد بعض الهفوات هنا وهناك، فالهفوات ليست موجودة فقط في تدريس الأمازيغية، فهي موجودة في تدريس جميع المواد، والبحث العلمي هدفه هو تجاوز الهفوات واستباق بعضها وتجنبها. فأنا أعتقد أننا يجب أن نغير خطابنا ليصبح خطابا قانونيا بمكاتبة المسؤولين ووضعهم أمام مسؤولياتهم، بدل أن نتحدث عن أحداث معزولة دون حجج. إبراهيم أخياط (مقاطعا): الأمر لا يتعلق بهفوات، بصريح العبارة، تدريس الأمازيغية لم يبدأ بعد، الهفوات يمكن الحديث عنها في الأجرأة، أما في الحالة الني نتحدث عنها، فليس هناك انطلاقة أصلا لشيء اسمه تدريس الأمازيغية، وإلا كيف يفسر هذا التأخير في الكتب وفي كل شيء؟ ثم لننظر إلى الطرق التي توزع بها هذه الكتب... (مقاطعا): كيف توزع؟ إبراهيم أخياط: تعرض الكتب على النيابات لشرائها وتوزيعها على التلاميذ بالمجان، وهناك من النيابات من رفضت تسلم الكتب بحجة عدم وجود ميزانية لشرائها، كما أنها توزع حسب الجهوية واللهجاتية، إذ يسأل كل نائب عن عدد التلاميذ الذين يدرسون لهجة معينة حتى ترسل له فقط الكتب الخاصة بتلك اللهجة، وفوق كل هذا قلنا إن التكوين الذي خضع له المدرسون لا يؤهلهم بتاتا لتدريس الأمازيغية. أنا أقول بكل وضوح إن هذه العملية لم تنطلق بعد والسؤال الأهم عندي هو هل سننطلق السنة المقبلة؟ أو بعد سنتين؟ نوجه هذا السؤال إلى الأستاذ بلعيد بودريس، هل سننطلق السنة المقبلة؟ بلعيد بودريس: لقد انطلقنا منذ سنة ونصف، واشتغلنا بالتخطيط للتكوين وأنجزنا مرحلة أسبوعين للتكوين رغم أنها غير كافية، والأساتذة الآن على علاقة مباشرة بوزارتهم وهم مؤطرون بمفتشين، ونحن أول من تصل إليه جميع المشاكل والصعوبات التي تقع في الميدان، وهذه المشاكل كلها قابلة للحل، ونحن الآن نشتغل على مشروع للتكوين العادي، أي التكوين في مدارس المعلمين والأساتذة، كما نشتغل على صياغة برامج وتطوير الكتاب المدرسي. الصورة واضحة لدينا أكثر من غيرنا ونحن نعمل على حل المشاكل بأشكال مختلفة. انطلاقة تدريس الأمازيغية تمت بحوالي 5% من مجموع مدارس المملكة، ونحن الآن نشتغل على خريطة السنة المقبلة، التي ستشمل حوالي 20% من مجموع المدارس المغربية، وربما أكثر، وكل المشاكل التربوية والتنظيمية التي تم تسجيلها نعمل الآن على تجاوزها، لأن المهم هو أن نشعل شمعة بدل أن نلعن الظلام. يتبع