اتّهم خوان بوليبار، النّاجي الوحيد من بين المستكشفين الإسبان الثلاثة الذين تاهوا في أحد المنحدرات بجبال الأطلس، السلطات المغربية بالإهمال خلال عملية الإنقاذ، محملا إياها مسؤولية وفاة المستغور الإسباني الآخر، خوسي أنطونيو مارتينيث، الذي ظلّ على قيد الحياة بعد سقوطه إلى أسفل المنحدر. وروى الناجي الوحيد، كيف أن عدم التعاون، وانعدام مهارة رجلي الدّرك، اللّذان حدّدا موقع المستكشفين الإسبان، بعد مضيّ سبعة أيام على فقدانهم، هو ما تسبّب في وفاة رفيقه، خوسي أنطونيو مارتينيث. واتهم المستشكف الاسباني الناجي، اليوم الخميس في مؤتمر صحفي بغرناطة، رجلي الدّرك "بتركه في الماء" بعدما سقط في شلاّل الماء، وقال "لقد كنت خائر القوى، حين سمعته ينادي بصوت عال أنّه يغرق". ونفى النّاجي الإسباني عدم استعداده للقيام بالرحلة الاستكشافية، كما صرّحت بذلك السّلطات المغربية، وأوضح بالقول "لقد أحطنا بكلّ التفاصيل، وكنّا مستعدين جيّدا"، ثمّ زاد "لم تتم عملية الإنقاذ في ظروف عادية". وتحدث بوليبار عن اللحظة التي وقع فيها الحادث، حيث أكّد أنّه تاه عن رفيقيه للحظة، وبعد ذلك مباشرة، سقطا إلى أسفل المنحدر. سقط أولا غوستابو بيرويث، الذي مات على الفور، حيث لم يكن يتحرك، وكانت دماء كثيرة تسيل من فمه، في حين ظلّ أنطونيو مارتينيث معلّقا بحبال، وكان مصابا بجراح في جسمه. وأكد أن رفيقه الثاني الذي ظلّ معلّقا يومين كاملين قبل أن يسقط هو الآخر، تحسّن مع مرور الأيام، وأورد "بنيت كوخا ثلجيا من الثلج الذي كان في المغارة، وارتديت كل الملابس التي وجدت، حتّى ملابس غوستابو، لأنه لم يكن بحاجة إليها بعد، قبل أن يكمل "خلال تلك الأيام، كنّا نتحدّث ونأكل الطعام الذي بقي معنا، منتظرين من يأتي لإنقاذنا". "جاء بعد خمسة أيام دركيان مع الحبال لإنقاذنا، وقالا إنهما لا يتوافران على المعدّات اللازمة، وأنهما سيستعملان الأيدي فقط"، مضيفا "سقطت النّقالة التي كان الدّركيان يريدان أن ينقذا بها مارتينيث، في الماء وكان من الممكن أن تغرق". وفي اليوم التالي، توفي مرتينث بعدما أمضى تلك الليلة في الماء" يحكي بوليبار، والدّموع تملأ عينيه.