بعد مرور ما يقارب ثلاثة أشهر على إعفاء وزير الشباب والرياضة محمد أوزين على إثر فضيحة الملعب في نسخة كأس العالم للأندية الأخيرة الذي أقيم بالمغرب، بدأت منذ مدة التكهنات، حول من يخلف الوزير الحركي في هذا المنصب الذي ما يزال شاغرًا، فقد تسلّم المنصب امحند لعنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ووزير التعمير وإعداد التراب الوطني، والوزير الأسبق للداخلية، بعدما لم يكن بإمكانه تسليم المنصب لكاتبه العام، كريم عكاري، الذي توّرط اسمه هو الآخر في سوء الإدارة خلال كأس العالم للأندية. ووفقا لتحليلات المراقبين، فالوزارة يسودها حاليًا نوع من السبات سيدوم إلى حين تعيين وزير جديد، أما حزب الحركة الشعبية، الذي يجتاز فترة من الاقتتال الداخلي، فسيكون أمام مهمة صعبة للغاية، تكمن في العثور على بديل لأوزين. على أي حال، أيا كان الشخص الذي سيتولى هذا المنصب في المستقبل، فسيكون أمام تحدٍ كبير، إذ سيكون مطالبا بمعالجة الوضع الذي تركت عليه الوزارة في مدة قصيرة للغاية. وفي هذا المقال، تقرؤون لمحة عامة عن السيناريوهات المختلفة المتداولة بشأن الوزير البديل المرتقب: السيناريو الأوّل: عودة منصف بلخياط: على الرغم أن ذلك غير مرجح، إلا أن عودة منصف بلخياط على رأس وزارة الشباب والرياضة هي الآن خيار اعتبره الكثيرون ممكنا، خاصة منهم من يرون أنه لا شيء غير الطاقة "الساركوزية" لعضو التجمع الوطني للأحرار، من شأنها إرجاع الوزارة إلى الطريق الصحيح، خصوصا في الوقت المتاح. ومع ذلك، فهذا السيناريو يمكنه أن يقلب الموازين بسهولة، خاصة في ظل التوازن الحزبي الهش داخل الحكومة، ممّا سيفرض تغييرا على نطاق أوسع، إذ لا يزال الخيار واردا إن وجد صلاح الدين مزوار لوزارة الخارجية دبلوماسيا مخضرما ليصبح وزير الدولة، كما أشارت الصحافة إلى ذلك في وقت سابق. وهو في سن 45، يعتبر منصف بلخياط رجل جامعا بين عدة تخصصات، تلقى تعليمه في المعهد العالي لإدارة التجارة والأعمال (ISCAE). اختار في البداية العمل في مجال التسويق، ثم انتقل إلى أتف أخرى، فكانت الثقافة في المرتبة الأولى، مع مهرجان موازين، إذ كان مديره التسويقي منذ عام 2007 إلى عام 2009 ، ثم الرياضة بعد ذلك، بعدما انضم في نهاية عام 2007، إلى اللجنة الإدارية لاتحاد الفتح الرياضي. وهذا هو المجال الذي يبدو متناسبا أكثر معه، فقد أصبح وزيرا للرياضة في حكومة الفاسي ما بين 2009 و2011، وهو الآن رئيس مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين. السيناريو الثاني: بقاء العنصر وثمة خيار آخر، متمثل في تأكيد بقاء امحند لعنصر على رأس هذه الوزارة، وإعادة وزارته لنبيل بن عبد الله. وبموازاة ذلك، يمكن أن تمنح لحزبه وزارة منتدبة من أجل الامتثال للحسابات الحكومية. وعيب هذا الخيار هو أن وزارة الشباب والرياضة من المحتمل أن لا تعرف صدمات كهربائية، وستدار بشكل متحفظ جدا حتى الانتخابات. السيناريو الثالث: تعيين من خارج الحكومة هذا الخيار أقل احتمالا لكن لا يزال قائما، فإذا اعتبرنا أنه من الضروري تعيين "وزير مكافح" للعودة إلى المسار الصحيح في هذه الوزارة، فمن الممكن أن واحدا من القريبين من الميدان الرياضي سيرتدي قبعة حزبية للحفاظ على ميزان الأغلبية. ومن بين الأسماء التي تتكرر في الأوساط المتتبعة، ادريس عكي، رئيس شركة الترويج الفرنسية "سبورتيف"، والتي تعد مسيرتها ناجحة جداً على الصعيد الدولي، وكمال لحلو، نائب رئيس اللجنة المغربية الأولمبية، أما الفرضية الأخيرة، فتتعلق بشخصية يتم ترجيح اسمها على نطاق واسع، خاصة بعدما أعلن عن طموحاته السياسية، إنه الرياضي الكبير هشام الكروج. هذه السيناريوهات تظل أفكارا مرقونة ومحاولة لرسم ملامح وزير مستقبلي لقطاع يتلاقى فيه السياسي بالإبداع، وتظل كل التكهنات أفكارا لا يحسم فيها إلا تفوق ودهاء وإرادة الذين وضعتهم الأقدار في دواليب السياسة لتحريك مجرى الأمور.