عند بداية القرن الحالي، اتخذ منصف بلخياط قرارات حاسمة بخصوص مساره المهني، حيث التحق بشركة تيليفونيكا، بتوليه مهمة المدير التجاري لشركة «مديتيل» هل سيخرج منصف بلخياط «البيزنيسمان»، الذي عينه الملك محمد السادس أول أمس الأربعاء وزيرا للشباب والرياضة، خلفا لنوال المتوكل، الرياضة الوطنية من عالم الهواية والمشاكل التي تتخبط فيها؟ هل ستجد أخيرا الرسالة الملكية حول أزمة الرياضة طريقها الصحيح، بعدما وجدت آذانا صماء ترفض كل تغيير؟ هل سيضمد بلخياط جراح الرياضة المغربية بعد الانتكاسات التي تعرضت لها؟ وهل ستنجح وصفة «الماركوتينغ» في إنقاذ الرياضة الوطنية من «السكتة القلبية» بعد النتائج الهزيلة التي سجلت السنة الماضية في بكين؟ هذا فقط جزء من أسئلة كثيرة تتردد على أكثر من لسان وفي أكثر من جامعة وطنية لإيجاد تفسير شاف وكاف لتعيين منصف بلخياط على رأس وزارة الشباب والرياضة باسم التجمع الوطني للأحرار، بعد أن تأرجحت الوزارة في السنوات الأخيرة بين قطاع يقع تحت إشراف الوزارة الأولى في عهد إدريس جطو، وكتابة للدولة في الشباب تحت يافطة الاتحاد الاشتراكي، ليتم تجميع القطاعين معا (الشباب والرياضة) في عهد حكومة عباس الفاسي. من عالم «الماركوتينغ» و«البزنيس»، الذي سبر أغواره، أطل منصف بلخياط على عالم كرة القدم خاصة، والرياضة بصفة عامة، من بوابة فريق الفتح الرباطي أو فريق العاصمة، الذي شكل أحد المشاتل التي تحاول من خلالها الدولة أن تقدم للفرق الرياضية «نموذجا» للإصلاح بالقطاع الرياضي الذي نخره «الفساد» وعالم الهواية، وكان دخول بلخياط إلى فريق الفتح بعد تولي محمد منير الماجيدي رئاسة فريق الفتح الرباطي، موازيا مع القرار التاريخي لفريق الفتح الرياضي بتحويل النادي إلى شركة، حيث قدم مدير الكتابة الخاصة للملك بلخياط كأحد الخبراء في مجال التسويق، وكان بلخياط قد شغل قبل ذلك مهمة مدير التسويق والتدبير التجاري في جمعية «مغرب الثقافات» التي يرأسها منير الماجيدي والتي تشرف على تنظيم مهرجان «موازين» بالرباط. ولد بلخياط في 28 يناير 1970 بالرباط من عائلة تتكون من خمسة إخوة، والده هو أحد رجالات القانون، وعضو هيئة المحامين بالعاصمة الإدارية للمملكة، وبعد حصوله سنة 1988 على شهادة الباكالوريا شعبة العلوم التجريبية، فضل بلخياط ولوج المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بدل ولوج إحدى كليات «كرونوبل» بفرنسا كما فعل زملاؤه. وشاءت الأقدار أن يصبح بلخياط أحد أبرز أساتذة المعهد في الوقت الحاضر. في سن ال25 انطلقت أولى خطوات بلخياط في عالم المال والأعمال، وحتى قبل أن يحصل على دبلوم المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات عام 1992، استنشق بلخياط هواء «البزنيس» داخل مقاولة مغربية، وهي واحدة من فروع الشركة الأمريكية «بروكتر أند كامبل» التي اشتغل بها بائعا و موزعا بالموازاة مع استكماله لدراسته، وبعد أن أصبح المدير التجاري الجهوي للشركة، قرر الهجرة، وعوض أن يختار بروكسيل، اختار مدينة جدة، حيث كان يدير هناك رقم معاملات يصل إلى حوالي 200 مليون دولار ويقع تحت إشرافه حوالي 110 موزعين، وهناك تم تعيينه مديرا جهويا تجاريا، وقد صرح لجريدة «لافي إيكونوميك» قائلا: «كنت أعمل ما بين 12 و13 ساعة، ولحسن الحظ أنني في هذه المرحلة من حياتي كنت متزوجا وكنت أقضي عطلة نهاية الأسبوع مع الأصدقاء». قضى بلخياط ما يزيد عن أربع سنوات بالمملكة العربية السعودية وهناك حاول خلق شبكة للموزعين تابعين للشركة بكل من الجزائر وإثيوبيا وفلسطين قبل أن يعود إلى الشركة بالمغرب. عند بداية القرن الحالي، اتخذ منصف بلخياط قرارات حاسمة بخصوص مساره المهني، حيث التحق بشركة تيليفونيكا، بتوليه مهمة المدير التجاري لشركة «مديتيل». وتعد فترة تواجده بالرائد الثاني في مجال الاتصالات بالمغرب من أهم الفترات والتجارب التي ظلت راسخة في مساره المهني, بالإضافة إلى تجربته بشركة «بروكتر آند كامبل». وساعدته هذه التجارب في نقل شركته «نيهيلو»، من 8 موزعين و250 نقطة بيع إلى 21 موزعا و4400 نقطة بيع. منذ نونبر 2007 شغل بلخياط منصب رئيس المجلس المديري لشركة «أفريكا تلديس كوم» للاتصالات، وهي أحد فروع مؤسسة «فينانس كوم» المملوكة لرجلي الأعمال عثمان بن جلون وعلي الكتاني مدير شركة «سيغما». وخلال نفس السنة سيشرف بلخياط على إدارة شركة «أش إس إنفست هولدينغ». وكان وراء إنشاء شركة «أتكوم وميديا جيت» التابعة لمجموعة عثمان بن جلون. عندما قررت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري منح ترخيصين لإنشاء تلفزتين، تكلف منصف بلخياط، مدير شركة «أطي» أحد فروع شركة «فينانس كوم» بالدفاع عن مشروع عثمان بن جلون الذي أطلق عليه اسم «لاطروا» التلفزيوني أمام حكماء الهاكا.