عشق وليد بنسليم الفن الموسيقي منذ نعومة أظافره، وغواه الغناء على وجه التحديد كي ينخرط ضمنه حتّى النخاع، فيما كانت أبرز محطّة في مساره الإبداعيّ ضمن الموسيقى الجديدة حين كان واحدا من المجموعة المتوّجة بأولى جوائز "بولفار الموسيقيّين الشباب" وسط الدّار البيضاء عام 2001.. وهي ذات المدينة التي رأى نور الوجود بها قبل 31 عاما. انخرط وليد ضمن مسار هجرة نقله صوب الديار الفرنسيّة بنيّة شقّ مشوار دراسيّ خارج أرض الوطن، غير أن ذلك تمّ تحويره ليصبح بنسليم مقيما في الجنوب الفرنسي، ثمّ عضو من بين الرباعيّ الفنّي المشكّل للمجموعة الموسيقيّة "تُوردِستَان" التي تنطلق في إبداعها من بِيرْبِينيَان. تضمّ "نُردِستَان"، والتي تحرص الفرقة على رقنها كالتالي: N3rdistan، مغربيّين اثنين.. وذلك بتواجد الشابّة وداد إلى جوار وليد بنسليم، وكلاهما يبدع في الغناء ضمن اللمّة الفنيّة التي ينتميان إليها بعد سابق تواجد بمجموعات مغربيّة من بينهَا "تَاكَانك" و"سرسيُوس"، بينما يتكلف بالإيقاع سِيغِيل.. ويتخصّص في العزف على الناي الإفرِيقيّ وكذا آلة ال"كُورَا" الفنان بينجمان المنحدر من دولة مَالِي. ويقول وليد بنسليم، ضمن لقاء مع هسبريس على هامش المنتدَى الموسيقي العالميّ Babel Med في نسخته ال11 لسنة 2015 بمدينَة مَارسيليَا، إن تشكيل "نُوردِستَان" قد تمّ قبل عام ونيف من الحين بداية من عمل على إقامات ب"بِيربِينيَان"، وذلك على أساس الاشتغال على قصائد باللغة العربية الفصحَى وخلطها بالموسيقَى الجديدة المرتكزة على الإلكترونِيك والهيب هُوب. "سنخرج أربعة أغان في القريب العاجل، وهو منتوج مع إذاعة فرنسا الدوليّة.. بينما سيعرف حلول شهر نونبر المقبل إطلاق أوّل ألبوم موسيقيّ لمجموعة نُوردِستَان شامل لنصوص من توقيع محمود درويش وعبد الرحمان ابن خلدون وأبي البقاء الرندي، زيادة على جبران خليل جبران" يقول وليد لهسبريس قبل أن يضيف: "اشتغلنا طيلة الفترة الماضية على الحفلات، كما واظبنا على إطلاق تسجيلات حيّة منها في صيغتَي فيديوهات وكذا صوتيات". ويقرّ بنسليم أنّ الاشتغال وسط نُوردِستَان يتمّ على مجموعة من الخلائط الموسيقيّة بفعل الميولات الفرديّة للرباعي المشكّل للمّة الفنيّة، فيما الميل يكون بجلاء صوب الرّابّ والبصمة الإفريقيّة.. "يمكن القول بأن اشتغالنا أننا نقدّم أنفسنا عاملين على موسيقَى إلكترونيّة شرقيّة، ولدينا طموح كبير في تطوير ما نقوم به أمام الإشادات التي تلاقيها مجهوداتنا" يردف ذات الفنان المغربيّ. تواجد ذات المجموعة الفرنسيّة المغربيّة الماليّة بBabel Med Music 2015 يعتبره وليد بنسليم تحركا صوب التعرف على مهنيّين موسيقيّين ومديري مواعيد فنيّة ومنظمي مهرجانات، إلى جوار منتجين ومعدِّي جولات.. ويزيد: "هي محطّة للتعرف على ما يجري والتعريف بالذات، تماما كما كان الأمر حين تحرّكنا صوب أولى دورات Visa for music التي أقيمت الصيف الماضي بالرباط والتي كانت لنا بها مشاركَة استفدنا منها كثيرا". أجندة نُردستَان للعام الجاري تعرف ثراءً فنيا ببرمجة تواجدات وسط مواعيد موسيقيّة بكل من مصر وتونس، زيادة على مهرجانات وجولات وسط الديار الفرنسيّة، هذا قبل التحرّك نحو المغرب من أجل المشاركة باحتفاليات موسيقيّة بكل من الرباط والدار البيضاء ومراكش وأكَادِير. "مَا زلنَا نطمح إلى تطوير أدائنا والخيار الموسيقي الذي بصمنا عليه في نُوردِستَأن" يقول وليد لهسبريس قبل أن يزيد: "لنا تطلعات لا تنقطع، كما تتملكنا طاقات تدفعنا صوب المزيد من العطاء بالموسيقى البديلة التي نعمل على تقديمها لجمهورنا.. وأحلامنا لا تحدّها غير السماء". بنسليم ينفي أن تكون الموسيقَى البديلة موجّهة ضدّ باقي الأصناف المتواجدة بالمجال، ويورد في هذا السياق قوله: "كل إبداع موسيقي له مكانته ولا يمكن تخطّيه ولا الامتناع عن تذوّقه.. فالمغاربة كلّهم استمعوا لعبد الوهاب الدكالي، لكنّهم لم يقلّدُوه.. ومجموعة ناس الغيوان كانت باصمة على موسيقَى بديلة وسط أبناء جيلها.. لذلك يكون العطاء الموسيقي البديل آخذا مما عاشه الفنانون، سواء شاؤوا أم أبوا، لكنّهم يتقدّمون في الأداء مع تطوّر العصر".