وقف عشرات الحاضرين لمجموعة Génération Taragalt في نهاية الحفل الذي أحيته، مساء اليوم وسط العاصمة الرباط، تحية للفرقة الموسيقيّة التي جعلت أنغام إفريقيا والجنوب الشرقي المغربي تصدح وسط المقهى المعتلِي لفضاء سينمَا النهضة.. مقرّين عبر هذا "الفعل العرفان" بوجود إبداع ما زال يتطرّق لجزء منسي من الثقافة الوطنيّة والقاريّة. ذات الاشتغال الموسيقي المنتقل بنجاح من امحاميد الغزلان صوب الرباط وقفت وراءه جمعيّة "الزّايلة" بغية رفع الستار عن آخر استعداداتها لتنظيم الدورة السادسة من مهرجان تَرَاكَالت التي سترَى النور بمنطقة "لحنَانِيش"، ضواحي "امحاميد" ببرنامج يستهل في ال23 من الشهر الجاري ويمتدّ على 3 أيّام كاملة. وGénération Taragalt هي فرقة شبابيّة راكمت ستّ سنوات من التجربة، بصمت عليها بتدرّج ضمن عدد من المواعيد الفنية الموسيقيّة المغربيّة والدوليّة.. وقد تم اكتشافت مواهب أعضائها على هامش الدورة الأولى من مهرجان تَرَاكَالت الحامل للتسمية القديمة لامحاميد الغزلان.. حيث غدت ذات المجموعة واحدة من أيقونَات الموعد ودَافعا إيجابيا إضافيا نحو استمراره في التواجد، خاصّة بعد فلاحها في اكتساب صيت إفريقيّ وتطعيمها حديثا بعنصرين إضافيين وفدا عليها من تمنراست الجزائرية وكيدَال المَالِيّة. المقاطع الموسيقيّة ل"جِيل تَرَاكَالت"، بعضها من ريبيرتوَار المجموعة والبعض الآخر هو من تألقات غنائية لمجموعات مماثلة، خاصة تلك الناشطة بتُومبُوكتُو، أفلحت في حمل الحاضرين من فضاء العرض الفيزيائي إلى فضاء افتراضيّ بسفر إنسانيّ استحضر معيش الصحراء، وكل ذلك باستثمار لتأثير ثلاث آلات وتريّة وآلة إيقاع واحدة.. فقط لا غير. وقال حليم السباعي، مدير مهرجان ترَاكَالت، إن الدورة الجديدة من الموعد الثقافي والفني التي لا يتبقَّى لانطلاقها سوى أسبوعين، ضمن نسخة مؤجّلة كان متوقعا لها أن تفعّل خريف العام المنقضي، "تبقى وفيّة لتاريخ المهرجان في تجسيد دور المغرب في عمقه الإفريقي".. وزاد السباعي ضمن تصريح لهسبريس: "امحاميد الغزلان لعبت تاريخيا دورا ثقافيا ضمن القوافل التجارية بعيدا عن الفعل الاقتصادي المعروف.. ومهرجان ترَاكَالت يعاود جمع شعوب منطقة الصحراء، مرّة في السّنة، بواسطة الثقافة وتعابيرها المتنوّعة، وأبرزها الموسيقى التي لا يمكن لأحد أن ينكر مدَى صدقها في التعبير". وتعرف سادس دورات مهرجان تراكالت مشاركة مجموعة من الفرق المسرحية التي ستعزف وسط كثبان الرمال ب"لحنانيش"، ومنها "صوت مالي" "سيكُو"، بحضور سفيرة المهرجان الفنانة المغربية "أُم" والفنان "محمود كِينيَا" من مَالِي المتعاطي مع "موسيقى الصيّادين، وذلك لأجل الغناء للمحبة والسلام، والتعبير عن القيم الإنسانية الجميلة التي تدعو إلى التعايش والاستثمار في المستقبل دون نسيان الترسبات التاريخية الإيجابية. كما تعقب التظاهرة نفسها الدورة الثانية للقافلة الثقافيّة للسلام التي هي خطوة تأتي بعد خلق شبكة عمل ما بين مهرجان امحاميد الغزلان ومهرجانَي سيكُو وتمبوكتو الماليّين، في انتظار الانفتاح على مواعيد أخرى تقاسم المجموعة نفس الأهداف، وذلك بعد دورة أولى كانت قد قصدت مخيمات اللاجئين الماليين الذين فروا من رحى التطاحن صوب ملاجئ فوق الأراضي البوركينابية. ويقول حليم السباعي لهسبريس إنّ مؤسسة هولنديّة تعمل على توفير نصيب من الدعم المالي للتظاهرة، وذلك أمام ضعف الاستثمار المغربي ضمن الثقافة والفنّ.. "الدعم الوافد من الشركاء المحليّين لا يمثل إلاّ 10% مقارنة بمساهمة الطرف الهولندي الذي يقف إلى جوارنَا بفعل وثوقهم في فعلنا ونأيه عن المزايدَات".