انطلقت, مساء أمس الجمعة, الدورة الثالثة لمهرجان "تاراكالت" في بلدة امحاميد الغزلان التابعة لإقليم زاكورة، وذلك بحضور حشد من السياح المغاربة والأجانب، وسكان العديد من القرى المنتشرة عبر أرجاء واحة المحاميد. ويهدف هذا المهرجان, المنظم من طرف (جمعية الزايلة للبيئة والتنمية المستدامة) بتعاون مع بعض المؤسسات الوطنية والمنظمات المدنية الأجنبية التي تعنى بالبيئة, إلى تسليط الضوء على بعض مظاهر الحياة لدى الرحل, إلى جانب لفت الانتباه إلى المكانة التاريخية التي كانت تتمتع بها بلدة امحاميد الغزلان كنقطة عبور استراتيجية للقوافل المتجهة نحو مناطق إفريقيا جنوب الصحراء. وأوضح ليم السباعي رئيس (جمعية الزايلة للبيئة والتنمية المستدامة) أن مهرجان "تاراكالت"،وهو الإسم القديم لامحاميد الغزلان, يعد فرصة لسكان البلدة لإحياء عدد من التقاليد والطبائع الاجتماعية التي لازمت حياة الرحل خلال حقبة زمنية طويلة, فضلا عن كونه يتيح الفرصة لزوار المهرجان من سياح مغاربة وأجانب للاطلاع على هذه العادات والتقاليد, وأحيانا معايشتها من خلال استضافة الساكنة المحلية لضيوف المهرجان. وأضاف السيد السباعي, في تصريح صحافي، أن المهرجان يعتبر أيضا فرصة للتبادل والتلاقح بين الأشخاص والثقافات, لاسيما وأن الدورة الثالثة تتميز بحضور فنانين وشعراء ينحدرون من مالي وموريتانيا وهولندا وفرنسا،فضلا عن حضور ممثلين لعدد من المنظمات المدنية الهولندية والسويسرية التي تعنى بالمجال البيئي في الوسط الصحراوي. وعقب حفل الافتتاح, انطلقت أولى الفقرات المدرجة ضمن برنامج المهرجان والمتمثلة في التعريف بإحدى التقاليد الراسخة في المجتمع الصحراوي، وهي الإعداد التقليدي للبخور والعطر الطبيعي الذي لا تخلو منه خيمة أو مسكن يأوي أسرة صحراوية منذ القدم وحتى الوقت الراهن. كما اطلع جمهور المهرجان على جانب من الأعمال اليدوية التي تتعاطى لها نساء بلدة امحاميد الغزلان والتي لها ارتباط بالجانب البيئي، وتتمثل في تدوير المواد غير القابلة للتحلل البيولوجي مثل البلاستيك والزجاج, وتحويلها إلى أدوات وأواني قابلة لإعادة الاستعمال كديكور, أو استغلالها في الأغراض المنزلية. وخلال الفترة المسائية، استمتع جمهور المهرجان بفقرات فنية غنائية أداها كل من إبراهيم لكرب من امحاميد الغزلان، ومجموعة أولاد شاتا من إقليم طاطا. وكان للشعر الصحراوي بدوره نصيب في برنامج اليوم الأول للمهرجان، حيث تغنى الشاعر المغربي محمد سبأ من مدينة طانطان ببعض قصائده الشعرية، كما شنف الشاعران الموريتانيا محمد دحما، وأدي ولد أودبا أسماع الجمهور بمجموعة من القصائد. وتتواصل فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان "تاراكالت" إلى غاية يوم غد الأحد بتنظيم مجموعة من الورشات المخصصة للتوعية البيئية, ولتعليم نساء امحاميد الغزلان كيفية تدوير بعض المواد المضرة بالبيئة مثل قوارير الماء الزجاجية والبلاستيكية وذلك تحت إشراف متطوعات من منظمتي (بوترفلي ووركس) و(ستيشتينك دوين) الهولنديتين اللتين تنشطان في المجال البيئي. كما ستتاح لجمهور المهرجان الفرصة للتعرف على مجموعة من مظاهر الحياة اليومية لدى الرحل من خلال العروض المقدمة تحت الخيام الصحراوية التي نصبت وسط كثبان الرمال, فضلا عن تنظيم سهرات موسيقية يحييها فنانون ومجموعات غنائية مغربية وأجنبية.