الدورة الثالثة لمهرجان"تاراكالت" من 11 إلى 13 نونبر القادم في بلدة امحاميد الغزلان
شعب بريس- و م ع تلتئم في الفترة الممتدة ما بين 11 و13 نونبر القادم في بلدة امحاميد الغزلان التابعة لإقليم زاكورة فقرات الدورة الثالثة لمهرجان "تاراكالت: صحراء وثقافة" الذي يروم إعادة الاعتبار لجانب من الموروث المادي والشفاهي السائد في البيئة الصحراوية المغربية.
وأفاد بلاغ ل"جمعية الزايلة للتنمية والمحافظة على البيئة" التي تنظم هذا الملتقى الثقافي والفني بشراكة مع مجموعة من المؤسسات والجمعيات الوطنية والأجنبية، أن دورة هذه السنة التي تكتسي بعدا دوليا تضع ضمن أولوياتها إثارة الانتباه إلى هشاشة المحيط الطبيعي الصحراوي، وضرورة الحفاظ على التوازنات البيئية لما فيه خير الأجيال القادمة.
ويسعى المهرجان أيضا إلى التعريف بجانب من نمط عيش الرحل في المجتمعات البدوية الصحراوية,وخاصة في منطقة امحاميد الغزلان في الجنوب الشرقي للمغرب حيث بات الترحال باعتباره أحد مكونات النسيج الاجتماعي المغربي المتعدد الروافد، والمتنوع الأشكال، مهددا بالاندثار في ظل زحف أنماط الحياة العصرية على المجتمع المغربي في الظرف الراهن.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فإن مهرجان "تاراكالت"، وهو الاسم السابق لمنطقة امحاميد الغزلان كما أورد ذلك أخصائي علم الإثنولوجيا جاك مونيي، يعد في الأصل أقرب إلى المواسم التي كانت تقام في واحة امحاميد الغزلان للاحتفاء بنهاية موسم الثمور، حيث اشتهر سكان المنطقة عبر التاريخ بالتعاطي أساسا لزراعة النخيل، إلى جانب ممارسة أنشطة أخرى مرتبطة بالبيئة الصحراوية.
ويطمح منظمو المهرجان من جهة أخرى إلى تسليط الأضواء على الماضي المشرق لمنطقة امحاميد الغزلان التي كانت في السابق ملتقى طرقيا استراتيجيا للقوافل العابرة من شمال غرب إفريقيا، نحو ما كان يعرف قديما ب"بلاد السودان" وهي دول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ومن ضمنها النيجر ومالي والسنغال وغيرها.
وبناء على ذلك، فإن مهرجان "تاراكالت" يكتسي بعدا إنسانيا يتمثل في إعادة نسج أواصر الأخوة والتقارب بين الشعوب والثقافات، ولهذه الغاية حرص المنظمون على أن يشارك في هذا الملتقى فنانون وشعراء أفارقة من موريتانيا ومالي والنيجر، إلى جانب نظرائهم من المغرب وفرنسا وهولندا,حتى يتسنى بذلك خلق علاقات من التمازج والتلاقح الثقافي والفني.
وسيتخلل برنامج المهرجان تنظيم ورشات ثقافية واجتماعية ورياضية وأنشطة مختلفة للتوعية والتحسيس بالمحافظة على البيئة، والتحفيز على التنمية المستدامة، وذلك من أجل إرساء أرضية كفيلة بالدفع في اتجاه خلق دينامية للنهوض بالسياحة البيئية والثقافية التي تتلائم مع أهداف "رؤية 2020".
وانسجاما مع هذا التصور، قرر المنظمون حظر استعمال آليات التنقل الحديثة من سيارات ودراجات نارية وغيرها في الأماكن التي ستشغلها مختلف التظاهرات المدرجة ضمن برنامج هذا المهرجان طيلة الفترة ما بين 11 و 13 نونبر القادم، حيث سيتم اللجوء إلى التنقل على الأقدام أو على ظهور الدواب خاصة منها الجمال.
يذكر أن مهرجان "تاراكالت" يندرج أيضا ضمن تخليد سكان المنطقة لذكرى الزيارة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس لمنطقة امحاميد الغزلان في شهر فبراير من سنة 1958، وهي الذكرى التي دأبت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على إحيائها كل سنة.