انطلقت امس الخميس فعاليات الدورة الثانية لمهرجان "تاراكالت" لثقافة الصحراء الذي يستمر إلى غاية 27 فبراير الجاري، وذلك بعدد من فضاءات الجماعة القروية لمحاميد الغزلان. وتلتئم فعاليات هذه التظاهرة الثقافية والفنية والبيئية، المنظمة من طرف "جمعية الزايلة للتنمية والمحافظة على البيئة" مع إحياء الذكرى الثانية والخمسين للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه لمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958. وتم حفل افتتاح المهرجان، الذي ترأسه كل من المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، وعامل إقليم زاكورة السيد الحسين أغجدام، تقديم بعض الفقرات الفنية التراثية التي أحيتها كل من "قرقة أولاد جلال التراثية"، وفرقة "منات أزوال" ذات الشهرة الكبيرة في أداء "رقصة الكدرة". وأوضح مدير المهرجان السيد حليم السباعي أن الهدف المتوخى من تنظيم هذه التظاهرة، ذات الأبعاد الدولية، هو "التعريف ببعض تجليات الموروث الثقافي الصحراوي الذي يشكل جزءا أساسيا من تراثنا الوطني الذي يتميز بثراءه وتنوعه"، إضافة إلى "تحصين هذا التراث وتمنيعه ضد الاندثار، لاسيما في ظل الاكتساح الثقافي للعولمة، وما له من تداعيات سلبية تتجلى في خطر التنميط الفكري". وأضاف السيدالسباعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الغاية المتوخاة من تنظيم هذا المهرجان تتمثل أيضا في لفت الانتباه إلى حياة الرحل القديمة في الجنوب المغربي التي تعيش في الوقت الحالي خطر الاندثار، فضلا عن تسليط الأضواء على بعض الجوانب الاجتماعية والإنسانية في حياة الإنسان الصحراوي من قبيل علاقته الحميمية بالبيئة. وقال في هذا السياق إن مهرجان "تاراكالت"، وهي الاسم القديم لمنطقة محاميد الغزلان، يخصص جزءا مهما من أنشطته للاعتناء بالجانب البيئي، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة تعرف مشاركة وفود من بعض الدول الأجنبية التي لها ارتباط بمجالي البيئة وحياة الرحل، أو أنها تهتم بهما، وتمثل هذه الوفود دول موريتانيا ومالي وهولندا وسويسرا. وخلص السيد السباعي إلى أن المهرجان ييتح الفرصة علاوة عن ذلك للمرأة الصحراوية لإحياء العادات والتقاليد المرتبطة بحياة الصحراء وصونها، وذلك من خلال تنظيم فضاءات مفتوحة للتشارك والتبادل. يذكر أنه، إلى جانب الأنشطة الثقافية والبيئية، من المقرر أن تعرف الدورة الثانية لمهرجان "تاراكالت" تنظيم أنشطة أخرى رياضية، وإطلاق أوراش مختلفة للعمل التطوعي، وإجراء مسابقات، وإقامة أروقة تحت الخيام الصحراوية تعرف ببعض جوانب حياة الرحل، إضافة إلى تنظيم سهرات فنية وأدبية على شاكلة ما هو سائد في المجتمع الصحراوي.