وُوريَ جثُمان الراحلة، خديجة المالكِي، أرملة الشيخ عبد السَّلام ياسين، الثَّرى، عصر اليوم، في موقعٍ محاذٍ لقبر زوجها، بعد إيذَان السُّلطات بالدفن، وانسحاب طوقٍ أمنِي جرَى استقدامهُ إلى باب المقبرة، للحؤُول دون دفنِ الراحلة قرب مؤسس الجماعة. عمليَّة الدفن التِي كان من المزمع أنْ تتمَّ بعد صلاة الظهر، بمقبرة الشهداء، لمْ تجر إلَّا زهاء الساعة الرابعة، بالرُّغم من توفر أقارب الراحلة على تصريحٍ موقع، والحفر المسبق للقبر، على اعتبار أنَّ خديجة، فارقتْ الحياة، أمس، ببيتها في حي بير قاسم بالرباط. غداة إخبار السلطات لمشيعِي الراحلة، بأنَّ عليهم أنْ يدفنُوا الجثمان في قبرٍ آخر، غير الذِي تمَّ حفرهُ بجوار قبر الشيخ ياسين، رفض المشيعون الطلب، وَكانَ إلَّا أنْ شرعُوا في إدانة محاصرة المقبرة، وشرعُوا في رفع شعارات استنكاريَّة. في غضُون ذلك، بدَت نجلةُ الراحل، ندية ياسِين، مستاءة وغاضبة وسط حشدٍ من النساء تحوقلُ وتحسبنُ، جراء المنع منْ دفن الراحلة في المكان، الذِي تمَّ تحديدهُ سلفًا. فيما أغمِي على زوجها عبد الله الشيبانِي، وجرى نقلُ فتح الله أرسلان، إثر إغماءة، على متن سيَّارة إسعاف. وعاينت هسبريس اصطفاف عددٍ كبير من سيارَات الأمن والحافلات المدنيَّة، في محيط مقبرة الشهداء، نقلتْ حشودًا من رجَال الأمن، الذِين انصرفُوا بعد مدَّة، آذنِين لمشيعي الراحلة بالدُّخول. إصرارُ الجماعة على دفنِ الراحلَة جاء تنفيذًا لوصيَّة الراحلة التي أرادتْ أنْ تستقرَّ في قبرها، بجوار الشيخ الذِي عاشتْ معه عقودًا، كابدتْ فترةً عصيبة منها، تحت الإقامة الجبريَّة. ومنْ المسوغات التي جعلت السلطات ترفضُ السماح بدفن الراحلة قرب قبر الشيخ، عدمُ اتجاه القبر نحو القبلة، ووقوعه في منطقة غير مناسبة، وهو ما لمْ تقتنع به الجماعة، التي جاء كثيرٌ منْ منتميها من مدن بعيدة لتقديم واجب العزاء في "الفقيرة".