غادرت كوثر العوينة، التي أصيبت بحروق جد متقدمة في وجهها، ويدها اليسرى، وحروق أخرى أقل خطورة في يدها اليمنى، السبت الماضي، المصحة الخاصة التي خضعت فيها لعلاجات مركزة طوال أسبوعين، بعد تحسن حالتها، وأداء أسرتها مبلغ 10 ملايين سنتيم، المتحصل من تبرعات نقدية للعديد من المغاربة. وفيما أكدت أسرة كوثر أن قسم الحروق التابع للمستشفى العمومي ارتأى عدم الاحتفاظ بابنتهم تحت المراقبة الطبية، نفى هشام عفيف، مدير المركز الاستشفائي "ابن رشد" بالدارالبيضاء، وجود أي تقصير في تعامل قسم الحروق مع حالة الفتاة ذات ال15 ربيعا من عمرها. وفي الوقت الذي تواصل كوثر تلقي علاجاتها بنفس المصحة، حيث تنتقل مرة واحدة كل 48 ساعة، من أجل استبدال الضمادات والعلاج بالمراهم والأدوية، قال مدير المشفى، في بيان حقيقة، إن حالة كوثر لم تكن بحاجة للاحتفاظ بها في المستشفى، نظرا لكون حروقها من الدرجة الثانية، وهمت 12 في المائة من جسمها، وتلقت العلاجات اللازمة من طرف طبيب المداومة بالمصلحة. واعتبر ذات المسؤول، في مراسلته لوزير الصحة، أنه "اعتبارا لكون مساحة الحريق محدودة، ولا تتطلب استشفاء المعنية، فقد طلب منها طبيب المداومة العودة صبيحة يوم السبت، لأجل الاطلاع على حالتها، والتثبت من استقرار وضعها الصحي، كما طلب منها طبيب المداومة الحضور عند ظهور مضاعفات، لكنها لم تفعل". وتابع "لدى اطلاعنا على مقال هسبريس في الموضوع، اتصلنا بالأرقام الهاتفية، حيث أجابتنا مواطنة فرنسية أكدت أنهم حضروا للمستشفى يوم السبت، وانتظروا نصف ساعة، دون أن يكون ذلك في علم الطاقم الطبي للمصلحة الذي كان منهمكا في علاج حالة مستعجلة، ليقترح سائق سيارة الإسعاف نقلهم لمصلحة خاصة..". وفي المقابل، أكدت خالة كوثر العوينة، في تصريح لهسبريس، أنه صبيحة يوم السبت حلوا بالمستشفى بقسم الحروق، وظلوا يبحثون عن مخاطب لاستقبال ابنتهم التي كانت في حالة خطيرة بعد إصابتها بانتفاخ متقدم في وجهها تسبب في سد جزء من مسالكها التنفسية، وهي نفس الرواية التي أكدها أحد أفراد الطاقم الطبي الذي استقبل حالة الفتاة بالمصحة الخاصة. مدير المركز الاستشفائي بن رشد في الدارالبيضاء، رد بأن قسم الحروق لم يكن فارغا، وأن الطاقم الطبي كان منهمكا في علاج حالة مستعجلة، إضافة إلى الحالات الروتينية الواردة على القسم، معتبرا أن الخدمات الطبية لا يمكن أن تتوقف في هذا القسم، وأي تقصير قد يكون يهدد حياة نزلاء المصلحة. وأضاف المسؤول أن "العاملين بالمصلحة والمستشفى يشتغلون بكافة إمكانياتهم البشرية والمادية المتوفرة، ويعملون قصارى جهودهم لأجل الاستجابة لانتظارات الساكنة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التقصير في القيام بواجبهم حيال الحالات التي ترد عليهم" وفق تعبيره.