بعد الحملة الإعلامية التشهيرية التي شنها الأخ الأكبر المزعوم للطفلة وئام ضد وزارة الصحة وأطرها مدعيا تقصيرهم في حق أخته وئام ناجح البالغة من العمر 10 سنوات والتي تعرضت لاعتداء بجرف الملحة بواسطة منجل حسب أقوال عائلتها، حيث بث بعض المغالطات في الصحافة والمواقع الإلكترونية تستهدف المستشفيات والأطر الصحية والإدارية والإساءة لهم وتبخيس جهودهم وتضحياتهم، أصدرت وزارة الصحة تقريرا صحفيا توضح فيه ظروف استقبال المريضة وئام بمصالحها وكذا ظروف مغادرتها لهذه المصالح مفندة مزاعم وادعاءات الأخ الأكبر. وتؤكد وزارة الصحة في تقريرها أن المريضة استقبلت، يوم السبت 20 أبريل 2013، بقسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي بسيدي قاسم، وبعد معاينة الحالة، تمت تنقية الجروح وإيقاف النزيف ووضع الضمادات لتوضع بعد ذلك تحت المراقبة الطبية طيلة يوم الأحد ليتم فحصها من قبل طبيبة أخصائية في الأذن والأنف والحنجرة. بعد ذلك تقرر نقل الطفلة وئام في سيارة إسعاف تابعة لمندوبية وزارة الصحة بإقليم سيدي قاسم إلى المركز الاستشفائي الجهوي بالقنيطرة حتى يتم التكفل بها من طرف أخصائي جراحة الوجه والتجميل. وقد ولجت يوم الإثنين 22 أبريل لمصلحة المستعجلات وتم فحصها من طرف طبيب المداومة والطبيب المسؤول رئيس قسم المستعجلات اللذين قاما بتشخيص حالتها. وبعد معاينتها، باشر الإطار الطبي والتمريضي كل العلاجات التي تقتضيها حالة الطفلة وئام وتم استشفاؤها بمصلحة طب الرأس والأنف والحنجرة تحت إشراف أخصائي في جراحة الوجه والفكين. كما استفادت، يوم الثلاثاء 23 أبريل، من فحص ثاني من قبل الطبيب المختص وأخضعها للعلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الحقن الوريدي والعلاجات الموضعية للجروح، وتم عرضها على الطبيب المختص في جراحة الأطفال من أجل تشخيص وعلاج الإصابات والجروح التي كانت تعاني منها على مستوى اليدين. وقد أجمع الطاقم الطبي المتخصص على ضرورة إخضاع المريضة لعملية جراحية تحت تخدير كلي حتى يقوم كل مختص بالدور المنوط به؛ وذلك حوالي الساعة العاشرة صباحا من نفس اليوم. إلا أن المريضة لم تكن صائمة، فتقرر انتظار المدة الزمنية الكافية لأجل مباشرة عملية التخدير الكلي وفقا لما يقتضيه البروتكول الطبي المعمول به في هذا الإطار. ويؤكد تقرير وزارة الصحة أن وئام استفادت من مؤازرة المساعدة الاجتماعية والتي أنجزت تقريرا حول الحالة الاجتماعية للنزيلة. كما مكنها الطبيب المكلف بمصلحة الطب الشرعي من شهادتين طبيتين تحدد مدة العجز في ستة أشهر. وفي حدود الساعة الرابعة من نفس اليوم وضدا على كل الترتيبات الطبية التي تم اتخاذها، فوجئ الجميع بخبر طارئ مفاده أن الأخ الأكبر للمريضة يعتزم إخراجها من المستشفى ونقلها للعلاج بجهة أخرى؛ وذلك ضدا على المشورة الطبية (Contre avis m?dical). مباشرة بعد ذلك، انتقل كل من مدير المركز الاستشفائي ورئيس قطب الشؤون الإدارية، ورئيس قطب العلاجات التمريضية والممرض المكلف بالحراسة العامة إلى المصلحة المعنية في محاولة منهم لإقناع الأسرة وخاصة الأخ الأكبر للعدول عن هذا القرار بالنظر للترتيبات التي تم اتخاذها والمجهودات التي بذلت للتكفل بالطفلة والتي حظيت بتعاطف كبير من قبل كل الأطر العاملة بالمستشفى. إلا أن إصراره كان كبيرا ولم يبد أية ملاحظات حول التقصير المزعوم وقلة العناية بحالة أخته مكتفيا بالتأكيد على أن جهات ميسورة قررت التكفل بمصاريف علاجها على مستوى مصحة خاصة بالدارالبيضاء. وأمام استحالة العدول عن القرار المتخذ من طرفه، تم عند حدود الساعة السادسة مساء مباشرة الإجراءات الإدارية الخاصة بالخروج ضدا على المشورة الطبية. وتوضح وزارة الصحة أن الطفلة وئام قد قضت مدة يوم واحد وثلاث ساعات بمستشفى الإدريسي وليس أربعة أيام كما روج لذلك شريط فيديو يتضمن مجموعة من المغالطات والتناقضات ضدا على المجهودات التي يبذلها أطر وزارة الصحة للنهوض بالقطاع الصحي. وبعد نقل وئام إلى إحدى المصحات بالدارالبيضاء، وفي إطار تتبع حالتها الصحية، تضيف وزارة الصحة، بعث وزير الصحة البروفيسور الحسين الوردي، أحد مستشاريه للاطمئنان عليها، حيث أكد لأسرتها أن وزير الصحة قد أعطى تعليماته للتكفل بمصاريف علاج وئام ما بعد عملية التجميل والتقويم وكذا العلاج الترويضي والنفسي. ومباشرة بعد عودتها من الدارالبيضاء يوم الخميس 9 ماي على متن سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة، بأمر من الوزير، استقبلت الطفلة وئام في جناح خاص بالمستشفى الجهوي بالقنيطرة. وهي الآن، تؤكد الوزارة، تخضع للعلاجات النفسية والترويضية وكذا التطبيبية بعناية كبيرة وتحت إشراف فريق من الأطباء الاختصاصيين. لكن وقعت المفاجأة، حيث أوقفت مصالح الشرطة القضائية، يوم الجمعة الماضي، المسمى (ه.م) الذي كان يدعي بأنه الأخ الأكبر للمريضة وئام؛ وذلك بتهمة النصب والاحتيال وخيانة الأمانة، على خلفية حملة جمع التبرعات التي قام بها لفائدة الطفلة وئام. وإذ تندد وزارة الصحة بما اقترفه المسمى (ه.م) من جرم في حق هذه الطفلة البريئة والاتجار والتسول بجراحها، تدعو السلطات المختصة إلى اتخاذ العقوبات الصارمة في حق هذا الشخص الذي بخس عمل وزارة الصحة وأطرها من خلال تصريحاته في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة وكذا الإلكترونية. كما تدعو المسؤولين إلى وضع حد لكل المتواطئين معه من المتاجرين بصحة المواطنين. كما تدعو كافة المواطنين والمواطنات إلى أخذ الحيطة والحذر من أمثال هؤلاء النصابة.