شكل تخليد أهم أحداث سنة 2014 والمآسي التي خلفها وباء الإيبولا خاصة على اقتصاديات دول غرب إفريقيا، والتوتر المستمر بين شرطة نيويورك وعمدة المدينة بيل دي بلاسيو، وخطة 2016-2025 المتعلقة بمستقبل السياسة الطاقية بكيبيك، أهم المواضيع التي تطرقت إليها الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة أمريكا الشمالية. وهكذا، دعت صحيفة (نيويورك تايمز) قراءها إلى التعرف على الوقائع والأحداث والشخصيات التي ميزت سنة 2014، حيث أظهرت نتائج الاستقراء الذي نظمته الصحيفة تفوق شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الأمريكي باراك أوباما، وتفوق الهاتف الثابت على الموقع الاجتماعي (تويتر)، وتعلق الأمريكيين بالرموز الدينية حيث صوت غالبية القراء لفائدة إقامة الصلاة بالمدارس (61 بالمئة)، وتقنين الماريخوانا (51 بالمئة)، بينما ساند 47 في المئة منهم اعتماد تشريع أكثر حزما في ما يتعلق بحمل الأسلحة. وفي هذا الإطار، عادت صحيفة (نيويورك تايمز) إلى الحديث عن المآسي التي تخلفها الأسلحة النارية، مشيرة إلى مقتل سيدة، أمس الثلاثاء، بطريق الخطأ، على يد ابنها الذي يبلغ من العمر سنتين بأحد الأسواق الممتازة في ولاية ايداهو شمال الولاياتالمتحدة. ومن جانبها، خصصت صحيفة (واشنطن بوست) حيزا هاما لأحسن الرسوم الكاريكاتورية لسنة 2014، والتي هيمنت عليها مواضيع فيروس الإيبولا، وأعمال الشغب ببلدة (فيرغسون)، والانتخابات النصفية. بينما تناولت صحيفة (بوليتيكو.كوم) في افتتاحيتها شعارات المظاهرات التي تم تنظيمها بفيرغيسون ونيويورك وبأهم المدن الأمريكية للتنديد بالتمييز والظلم الذي يعاني منه على الخصوص الأمريكيون من أصل إفريقي، بالإضافة إلى اعترافات الرئيس الأمريكي بحصول انتهاكات حقوق الإنسان التي أشار إليها تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي. على صعيد آخر، أشارت صحيفة (وول ستريت جورنال) إلى الانعكاسات السلبية لفيروس الإيبولا خاصة على اقتصاديات دول غرب إفريقيا. كما تطرقت أغلب الصحف إلى استمرار توتر العلاقات بين رئيس بلدية نيويورك ورجال الشرطة الذين يتهمون بيل دي بلاسيو بكونه "تعاطف إلى حد كبير" مع المتظاهرين الذين نظموا عدة احتجاجات بعد وفاة اريك غارنر ومايك براون بفيرغسون إثر مقتل أمريكيين من أصل إفريقي مؤخرا من قبل الشرطة. وفي كندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن حكومة فيليب كويار قررت إطلاق نقاش بخصوص إعداد خطة 2016-2025 المتعلقة بمستقبل السياسة الطاقية بإقليم كيبيك وذلك في عز الاحتفالات بأعياد الميلاد، مضيفة أن الإعلان عن الخطة، التي يجب أن تكون جاهزة سنة 2015، وإن لم تعرها وسائل الإعلام أي اهتمام، إلا أنها ذات أهمية كبرى حيث سيكون لها تأثير دائم على مستقبل الإقليم. وأشارت الصحيفة إلى أن خطة السياسة الطاقية التي ستمتد على مدى عشرة سنوات ستضع الأسس لحكامة جيدة في مجال قضايا الطاقة، مبرزة أن العديد من المحللين يعتبرون أنه من الضروري تبني سياسة طاقية فعالة وطموحة، وذلك بالاستفادة من تجارب العديد من الدول في هذا المجال. وتحت عنوان "نهاية مهمة الناتو : الاختبار النهائي للجيش الأفغاني"، كتبت صحيفة (لا بريس) أن المواطنين الأفغان شرعوا في تقييم حصيلة 13 سنة من التدخل الغربي بعد انتهاء مهمة الناتو القتالية بأفغانستان اليوم وتسليمه المهام الأمنية للجيش الأفغاني، مبرزة أنه بالرغم من بعض الإخفاقات إلا أن النتائج لم تكن مخيبة للآمال بالنظر إلى الاحتياجات الكثيرة للشعب الأفغاني في كافة المجالات. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد قتلى الجنود الأجانب بأفغانستان تجاوز 3000 قتيل خلال 13 سنة، بالإضافة إلى مقتل عدد كبير من الجنود الأفغان الذين فاق عددهم 4500 قتيل خلال سنة 2014، متوقعة أن تكون الحياة صعبة بالنسبة للأفغان في الأشهر القادمة، خاصة وأن طالبان يسيطرون على عدة مناطق ريفية. على صعيد آخر، ذكرت صحيفة (لو جورنال دو مونريال) أن رئيس الوزراء الكندي الحالي، ستيفن هاربر، الذي انتخب لأول مرة رئيسا للحكومة الاتحادية في سنة 2006، سوف يسعى بكل تأكيد إلى الترشح لولاية ثانية خلال الانتخابات التي ستجري في أكتوبر المقبل، مشيرة إلى أن أحدث استطلاعات للرأي تظهر تساوي حزبي المحافظين (في السلطة) والأحرار بحصولهما على نفس النسبة من آراء المستجوبين (34 بالمئة من الأصوات). ولاحظت الصحيفة، أن 55 في المئة من الكنديين يعتقدون أنه حان الوقت للتغيير الحكومي بالرغم من النتائج الاقتصادية الإيجابية، التي حققتها حكومة هاربر وبالدومينيكان، تناولت صحيفة (دياريو ليبري) إعلان وزير الداخلية والشرطة، رئيس المجلس الوطني للهجرة، خوصيه رامون فضول، أن وزارة الداخلية سلمت بطاقات الإقامة لأكثر من ستة آلاف مهاجر غير شرعي، كما أنها ستشرع في الأيام القادمة في تسوية الوضعية القانونية لحوالي 120 ألف أجنبي مقيم بصفة غير قانونية في البلاد، غالبيتهم من دولة هايتي، محذرا من أن المهاجرين غير الشرعيين الذين لا يستوفون الشروط القانونية سيتم ترحيلهم إلى بلدانهم ابتداء من فاتح يوليوز 2015، تاريخ انتهاء أجل خطة تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين غير الشرعيين. ومن جانبها، توقفت صحيفة (إل ناسيونال) عند مطالبة التحالف ضد الفساد من رئيس الجمهورية إلغاء شعبة مكافحة المخدرات لدى المديرية العامة للشرطة بسبب تورط بعض أعضائها في اختفاء حوالي طن من مخدر الكوكايين بعد مصادرتها من عصابات تهريب المخدرات، مشيرة إلى أن هذه الشعبة تشكل عقبة أمام المجهودات التي تقوم بها السلطات في مجال محاربة المخدرات. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن الاختفاء القسري ل43 طالبا في ولاية غيريرو بجنوب المكسيك، تسبب في خروج آلاف الأشخاص إلى الشوارع بالداخل وخارج البلاد، مشيرة إلى أنه في غضون ثلاثة أشهر تم تنظيم 44 من المسيرات والمظاهرات للمطالبة بإحقاق العدالة بشأن جريمة جماعية لا يمكن أن تمر دون عقاب، وبعودة الضحايا إن كانوا على قيد الحياة. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من مرور الوقت فإن جذوة هذه الحركة لم تنخفض كثافتها، مضيفة، نقلا عن بيرسيو كويروز، مدير منظمة العفو الدولية (أمنيستي) بالمكسيك، أن هذا الحدث قد ولد تعبئة وطنية غير مسبوقة. على الصعيد الاقتصادي، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن تراجع أسعار النفط الخام بالمكسيك تسبب في انخفاض عائدات النفط بالنسبة للحكومة الاتحادية بنسبة 3.5 في المئة في الفترة ما بين شهري يناير ونونبر من السنة الجارية، مضيفة أن هذا الأمر بدوره أدى إلى حدوث عجز في الميزانية قدره 461 مليار و300 مليون بيزو في الفترة ذاتها، حسب وزارة المالية. وببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن دورة تشريعية جديدة ومرحلة ثانية من ولاية الرئيس خوان كارلوس فاريلا تنطلق ابتداء من 2 يناير المقبل، لكنها تتميز بكون "الحكومة ما زالت في حاجة إلى دعم الحزب الثوري الديموقراطي لافتقارها إلى الأغلبية البرلمانية لتمرير مشاريع قوانينها"، موضحة أن الحزب البنمي (الحاكم) فشل خلال الانتخابات الجزئية التي جرت خلال شهري نونبر ودجنبر في تحقيق أغلبية تمكنه من تطبيق برنامجه الحكومي، ما يجعله دائما في حاجة إلى دعم حزب أخر بالبرلمان. أما صحيفة (بنماأمريكا)، فقد اعتبرت أن الأمن ما زال يعتبر من بين التحديات التي تعترض الحكومة، خاصة وأن سنة 2014 ستنتهي بمعدل يصل إلى 15 قتيل في كل 100 ألف نسمة، مبرزة أن الحكومة أقرت أنها "غير راضية عن النتائج المحققة في مجال الأمن خلال سنة 2014، كما أنها لم تستطع خفض معدلات العنف منذ تنصيبها في 1 يوليوز الماضي".