عمدت عناصر من جهازي الشرطة الوطنية والحرس المدني الإسباني، المشتغلين بمليلية، على شنّ مضايقة همّت خمس صحفيين مغاربة حاولوا الولوج إلى المدينة بغية إنجاز مهام صحفية مواكبة لتطورات الأوضاع بأحياء "لا كَانيَادَا" التي سبق وأن عرفت احتجاجات عنيفة ضمن الماضي القريب من الأيّام. وتشمل لائحة الصحفيين المُضايقين صباح أمس الثلاثاء كلاّ من المصورَين عبد الرحيم البوحديوي، عن القناة التلفزية الثانية "دُوزِيمْ"، ورشيد لعتابي، عن القناة الأولى، اللذان تعرضا للتوقيف والاحتجاز في إحدى المقرات الأمنية التابعة للحرس المدني الإسباني مباشرة بعد وصولهما لبوابة مليلية على المعبر الحدودي ببني انصار.. هذا في الوقت الذي عمدت عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية إلى سحب جوازات سفر الصحفيين بديعة الزغنيني، عن القناة التلفزية الأولى، وعزالدين لمريني، عن جريدة الأحداث المغربية وإذاعة "كَابْ رَادْيُو، وسعيد اليوسي، عن وكالة المغرب العربي للأنباء. وفي تصريح لهسبريس مستقى عبر الهاتف، قال الصحفي عزالدين لمريني بأنّ التضييق المرصود قد جاء وفق إخراج محبوك بين مصالح الشرطة الإسبانية والحرس المدني المدبّرة لإجراءات الولوج لمليلية عبر معبر بني انصار، قبل أن يضيف: "لقد دام التضييق ثلاث ساعات كاملة.. تمّ خلالها إنجاز محاضر استماع للزميلين البوحدّيوي ولعتّابي وسط ادّعاءات بعمدهما التصوير بمنطقة حدودية دون التوفر على التراخيص الضرورية". وأضاف لمريني ضمن ذات التصريح لهسبريس بأنّ المصالح الأمنية الإسبانية "قد لجأت إلى تفعيل تفتيش دقيق لعتاد التصوير المحجوز إضافة على اعتمادها لتفتيش بدني صارم سهر عليه شرطيون وأفراد من الحرس المدني.. هذا قبل أن يواجَهَ الفريق الأمني المختلط الساهر على التحقيقات برفض الصحفيين المصوّرَين الموقوفين التوقيع على محاضر صورية ضُمّنت إقرارات وهمية بمخالفة ضوابط المهنة واستراق صور للجانب الإسباني من المعبر. وضمن تصريح هاتفي ثان لهسبريس، أكّد الصجفي سعيد اليوسي، عن وكالة المغرب العربي للأنباء، نبأ استرجاع جوازات السفر التي عمد الأمنيون الإسبان إلى حجزها صباح أمس الثلاثاء.. إذ قال اليُوسي: "لقد تعرّضنا لمضايقات رهيبة دامت ثلاث ساعات قبل أن تُعاد إلينا جوازات سفرنا.. إلاّ أنّ استرداد عتاد التصوير ،الخاص بالقناتين الأولى والثانية، قد تمّ بانتقاص أشرطة تسجيل ارتأى الأمنيون الإسبان احتجازها دون تقديم أدنى مبرّر لهذا الفعل".