قال رئيس الحكومة المحلّية لمليلية، خْوَانْ خُوصِي إيمْبْرُوضَا، بأنّ ترميم الخسائر الناجمة عن الاضطرابات الشعبية التي عرفتها المدينة أوّل أمس سيستوجب صرف اعتماد مالي يتجاوز ال75 ألف أورو موجّهة نحو ترميم أضرار الملك العامّ.. وجاء إقرار إيمبرُوضَا بكبر حجم الخسائر مباشرة بعد قيامه بجولة تفقّدية ضمن "لاكَانيَادَا" صباح أمس، هذا قبل أن يعقد ندوة صحفية وصف فيها المدينة الرازحة تحت التواجد الإسباني بأنّها "الأرض الخصبة القادرة على التحول لفضاء كوارث".. ويردف: "نعرف جيّدا قساوة العطالة وندعو لاختيار السبل السلمية للاحتجاج". مندوب الحكومة المركزية بمليلية، غْرِيغُورْيُو إيسْكُوبَارْ(الصورة)، لم يستبعد ضمن خرجة إعلامية له أمس الأربعاء عودة أجواء التوتر لشوارع المدينة، كما أشار لوجود تحقيقات أمنية مفعّلة من أجل تحديد هوية المشاركين ضمن التصادم العنيف وكذا أسماء الواقفين وراءه، إذ قال إيسْكُوبَارْ: "البيانات المتوفرة الآن تشير إلى أنّ الأمر لم يكن عفويا بالمرّة". عدد كبير من ساكنة مدينة مليلية توجّه صباح اليوم إلى مبنى المركزي للشرطة، وكذا مقر النيابة العامّة ب "لاَسْ طُورِّيسْ"، من أجل وضع شكايات بحجم الخسائر التي طالت ممتلكاتهم يوم أوّل أمس، حيث تصدّرت العربات الخاصّة اللائحة الأوّلية للمتضررات.. هذا في الوقت الذي سجلت التداعيات الأمنية للاحتجاج المرصود إيقاف 8 أفراد وخضوع يافع واحد للتطبيب جراء تعرضه لطلقة مطّاطية. وساد جوّ من الهدوء صباح اليوم بمنطقة "لاَكَانْيَادَا" بعد 12 ساعة من اشتباكات عنيفة استعملت خلالها أسلحة نارية وقنابل دخانية بين ثلّة من الشباب الغاضبين وفرق أمنية تابعة للشرطة الوطنية الإسبانية.. حيث كان الشبان الغاضبون قد استهلوا يومهم بتفعيل خروج إلى الشوارع، بغية الاحتجاج على تفشّي البطالة في صفوف السّاكنة المسلمة لمدينة مليلية، إلاّ أنّ تدخل الشرطة الوطنية الإسبانية لمحاصرة هذا التحرّك الاحتجاجي أجّج الأوضاع بإقدام الغاضبين على رشق عناصر الأمن وعرباتهم بالحجارة. مصادر من قلب الحدث أفادت لهسبريس بأنّ انتفاضة شباب "كَابرِيرِيسَا" و"كَامَايُّو" و"الرَّاشْتْرُو" و "بَارِيُو رِيَالْ" قد استهدفت منزل مصطفى أبرشان، زعيم الحزب المحلّي للائتلاف من أجل مليلية، إذ تمّ رشق مسكنه بالحجارة مع رفع شعارات تتهمه بالتغاضي عن المخططات الرامية الإضرار بالمصالح الاقتصادية للساكنة الأصلية للمدينة.. كما تمّ اتهام ذات الحزب المحلي بالتنصل من صفته كممثل لمسلمي مدينة مليلية الرازحة تحت التواجد الإسباني. التوتّر الذي شهدته الأحياء الهامشية لمليلية فُعّل ضمنه تبادل لإطلاق النّار من جانب البوليس كما من قِبل المُحتجّين، إذ استثمر عدد من الشباب الغاضب معطى توفرهم على أسلحة نارية لإشهارها في وجه الأمنيين وإطلاق عدد من الأعيرة النارية صوب موانع لاذ بها عدد من أفراد الشرطة.. وهو المعطى الذي استمرّ إلى غاية الساعة الثامنة مساءً قبل أن تعود الأمور إلى مجراها العادي دون تسجيل خسائر بشرية ولا اعتقالات في صفوف المدنيين الغاضببين. غضب الشبان المسلمين المليليين رُدّ إلى ما اعتُبر تمييزا مهنيا يُجابههم، إذ ثارت الغاضبون بعد وقوفهم على استفادة عدد كبير من الإسبان القادمين من بلديات مالقة وألميريا بالنصيب الأكبر من المناصب ال1300 التي أحدثتها مندوبية الحكومة المركزية بمليلية.. واعتبروا الأمر والجا ضمن مساعي تمييزية صرفة رائمة لاستراتيجيات الرفع من مستوى أسبنة المدينة دون إعارة أي اهتمام لملفات الساكنة الأصلية ونسبة البطالة المرتفعة التي تتفشّى وسطها.