استنكر مصطفى أبرشان، زعيم التنظيم السياسي الحامل لاسم "الائتلاف من أجل مليلية"، دعما ماليا صُرف لقريب أحد القادة السياسيين المحلّيين المؤثرين في قرارات الحزب الشعبي بمليلية.. وقد جاء هذا الاستنكار ضمن ندوة صحفية عقدها أبرشان يوم الثلاثاء الماضي كي يُفصح عن قيمة هذا الدّعم الذي وصل إلى 120 ألف أورو والذي اعتبره "مبلغا كبيرا صُرف في عزّ الأزمة الاقتصادية لاعتبارات مجهولة". ذات الندوة الصحفية عرفت اهتمام المنابر الإعلامية الإسبانية النّاشطة بمليلية، خصوصا وأنّها أعلنت عن اسم المُستفيد وكذا صفته التي تجعله ابنا ل "آرثُورُو إيستِيبَانْ الذي يشغل منصب المسؤول عن تقسيمة مليلية لإدارة هيئة الموانئ كما حضي سابقا بمنصب مندوب الحكومة المركزية بمليلية وعمل سياسيا على قيادة الحزب الشعبي بمليلية حتّى عام 2008، قبل أنّ يردف أبرشان بتأكيده على أنّ: "مبلغ الدّعم الواصل إلى 120 ألف أورو جاء من خزائن الحكومة المحلّية التي يرأسها الحزب الشعبي.. وأتت كدعم موجّه لتشييد عيادة لطبّ الأسنان". زعيم حزب الائتلاف من أجل مليلية ألمح إلى ارتباط خفيّ بين الزيارتين الأخيرتين اللتان فعّلهما زعيم الحزب الشعبي لمليلية، مَارْيَانُو رَاخُويْ، والدعم المصروف لابن سياسي من حجم "آرْثُورُو إيسْتِبَان"، إذ أورد قائلا: "مسطرة توجيه الدّعم قانونية ولا غبار عليها.. إلاّ أنّ حجمه والظرفية السياسية التي صاحبت قبول صرفه والإفصاح عنه لا زالت تثير شكوكا لدينا.."، وقد أخذ هذا التصريح الصادر عن أبرشان في سياق الأحداث التي عرفتها مليلية مؤخّرا والتي لا عرفت تفعيل دعم سياسي من "إيسْتِيبَان" استفاد منه رئيس الحكومة المحلّية لمليلية، "خُوصِي إيمْبْرُوضَا" على أعلى مستويات الحزب الشعبي الإسباني وتُوّجت بزيارتين ل "رَاخُويْ" ووَاحدة ل "أثْنَارْ" في عزّ الأزمة مع المغرب. الحكومة المحلّية لمليلية لم تلتزم الصمت كعادتها في هذه المواقف، بل تصدّى "لُوبِيزْ بْوِينُو" لتصريحات أبرشان بالقول: "الحكومة لديها الحقّ في دعم المشاريع المقدّمة إليها وفق مسطرة تسري على الجميع، ولا يهمّ إن كان الأمر مرتبطا بقريب سياسيّ معروف أو بأيّ شخص آخر"، قبل أن يُردف: "الملفّ الذي تحدّث عنه أبرشان جاء متميّزا وحضي بتمويل وصل إلى 45% من قيمته الإجمالية". وتجدر الإشارة إلى أنّ موضوع استعمال المال من قبل الحكومة المحلّية لمليلية، واستفادة جهة أو أخرى منه، حسب المتغيّرات السياسية، قد طفا على سطح النقاشات مؤخّرا، إذ سبق وأن أثير الجدل صيف هذا العام في أعقاب تلقّي "الجمعية الإسلامية بمليلية" لدعم مالي وصل إلى 90 ألف أورو مباشرة بعد رصد تحرّكات لأعضاء هذه الجمعية وهم يحجّون إلى تراب بلدية بني انصار من أجل مواكبة تحرّكات تنموية ترأسها الملك محمّد السّادس إبّان زيارته للنّاظور والنواحي صيف العام الجاري.